في إياب الدور التمهيدي الأول لدوري أبطال أفريقيا بملعب شهداء بنينا ببنغازي..مريخ السودان يواجه سانت لوبوبو الكنغولي في مباراة الاتجاه الواحد    اتحاد مدني يعزز قطاع الشباب بخمسة مواهب واعدة في خطوة استراتيجية    روماني الهلال يتابع البوليس الكيني    شاهد بالصور.. مذيعة سودانية تشبه نفسها بالأميرة الحسناء ريم بنت الوليد بن طلال وتقول: (تاني ماف زول يهزر معاي هي أميرة وأنا ...)    شاهد بالصورة.. الفنانة هبة جبرة تعود للظهور بإطلالة جديدة وتلمح: (يا الكنت قايلاك صحبتي طلعتي اكبر وجعة لي)    بالصور.. خطوبة مديرة مكتب قناني العربية والحدث لينا يعقوب من "وجيه" النيل الأزرق بعد أيام من إثارتها جدل الرئيس "البشير" ونجوم المجتمع يعلقون: (تحسهم يشبهوا بعض)    شاهد بالصورة.. الفنانة هبة جبرة تعود للظهور بإطلالة جديدة وتلمح: (يا الكنت قايلاك صحبتي طلعتي اكبر وجعة لي)    شاهد بالصور.. مذيعة سودانية تشبه نفسها بالأميرة الحسناء ريم بنت الوليد بن طلال وتقول: (تاني ماف زول يهزر معاي هي أميرة وأنا ...)    بالصور.. خطوبة مديرة مكتب قناني العربية والحدث لينا يعقوب من "وجيه" النيل الأزرق بعد أيام من إثارتها جدل الرئيس "البشير" ونجوم المجتمع يعلقون: (تحسهم يشبهوا بعض)    شاهد بالصورة.. (السفيه شتم الباشا) القيادية بالحرية والتغيير حنان حسن تدعم زميلها "سلك" بعد تصريحات "كيكل" المثيرة    صندوق النقد: السودان يواجه انهياراً نقدياً شاملاً وانكماشاً مزدوجاً    إذاعة الضعين تعود للبث بعد توقف عامين    عاجل.."حماس" تسلم ردها النهائي بشأن خطة ترامب    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    الدفاع المدني يدشن حملة مكافحة نواقل الأمراض وإصحاح البيئة بمحلية جبل اولياء    خبر صادم..مقتل حكم قومي شهير في السودان    عثمان ميرغني يكتب: فيضانات السودان وسؤال «سد النهضة»!    تكوين لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم السوداني    اعتقال جديد في السودان    التربية والتعليم في الخرطوم تصدر قرارًا مثيرًا    رحلة جبريل إبراهيم من الفشل إلى التحايل والتحليل    هل يكون الموسم الحالي الأسوأ في مسيرة صلاح مع ليفربول؟    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    كيف تم تحديد التكلفة التي ذكر رئيس الوزراء أنها تبلغ 100 مليار دولار؟    جابر يؤكد دعم الحكومة للقطاع الصناعي لإحداث التنمية الاقتصادية المنشودة    انهيار الجسر الطائر بجامعة الخرطوم إثر اصطدام شاحنة    مباراة المريخ ولوبوبو غير متلفزة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يعود للهجوم على المطرب محمد بشير والناشطة ماما كوكي: (حمادة صوته نسائي وشبيه بصوت ندى القلعة و"ماما كاكا" خرابة بيوت وتريد أن تصيبني بالجنون)    ترامب يوقع أمرا يعتبر فيه أي هجوم على أراضي قطر تهديدا لأمن الولايات المتحدة    20 بص من المريخ لجمهور الأحمر بينغازي    كامل إدريس .. زيارتي الي السعودية ناجحة وقدمنا مشروعات استثمارية بقيمة 100 مليار دولار أمريكي    أسرة الفنان الراحل محمود عبد العزيز تصدر بياناً ترد فيه على تصريحات "ريحان سيكة" التي تسببت في غضب الآلاف: (لا يمت لنا بصلة ولا يمثل جمهور الحوت بأي شكل من الأشكال)    شاهد بالفيديو.. عروس سودانية تشكو: (راجلي كان مبسوط و"ينطط" في الصالة ليلة الفرح وعندما ذهبنا للشقة طلع "تمبرلي" و "عوير")    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الإعلامية السودانية "لنا مهدي" تشارك ب"كورونامايسين" في معرض الرياض الدولي للكتاب    "يوتيوب" يدفع لترامب 24.5 مليون دولار    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    بمكالمة من واشنطن.. نتنياهو يعرب عن أسفه لانتهاك سيادة قطر    بريطانيا تتجه لتشديد شروط منح الإقامة الدائمة للمهاجرين    منشور غامض لترامب بشأن "إنجازات عظيمة" في الشرق الأوسط    القبض على 3 أصحاب مخابز استولوا على أموال الدعم    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    والي نهر النيل يطلع على ترتيبات دخول خمسة آلاف فدان للموسم الشتوي في محلية البحيرة    الطاهر ساتي يكتب: حمى الصراع ..(2)    الرواية... الفن والدور السياسي    تلاعب أوكراني بملف القمح.. وعود علنية بتوسيع تصديره لأفريقيا.. وقرارات سريّة بإيقاف التصدير    بعد تسجيل حالات..السلطات الصحية في الشمالية تطلق صافرة الإنذار    حسين خوجلي يكتب: بعد جرح الدوحة أليس من حقنا أن نتسائل أين اليمين العربي؟    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من على كبري المنشيّة الحبيبة.. هل يجوزُ أنْ تشرب شاياً وارداً من كينيا؟
نشر في الصيحة يوم 17 - 03 - 2025


عبد الحفيظ مريود
باستثناء معمّر موسى – ربّما لأنّه ليس صحفياًً، وهي مفخرةٌ بالنّسبة إليه، بالطّبع – غرقَ مناصرو جيش البّرهان في السّخرية المعتادة. معمّر كان قد لاحظ أنّه الوحيد الذي أعطى الأمرَ حقّه، فيما الآخرون غرقى. إلى درجة أنّه تساءلَ – متشكّكاً في سلامة موقفه، أو بلاهة مواقف الآخرين – ما إذا كان وحده الذي يعطى الأمر تضخيماً وتهويلاً. وذلك بخصوص التوقيع على ميثاق نيروبي التأسيسي.
كتب صحافي أقرب إلى البلبسة، مقيمٌ في نيروبى، ساخراً من "ست العرقي" التي باعتْ للفكي الذي نصحَ "المليشيا" بتشكيلِ حكومة. فهل كان الأمرُ يستحقّ قلاقل معمّر موسى ومخاوفه، أمْ أنّه لا يعدو أنْ يكون نصحاً من فكي أسرف في شرب العرقي، الذي باعته له "فداديّة" بلبوسة، هي الأخرى؟.
شايف كيف؟
كانت مخابراتُ أربع دولٍ تجوس خلال نيروبي. تلهثُ لتحصلَ على معلومة بسيطة: أين سيتمُّ التّوقيعُ على الميثاق التأسيسي. المصريون أغبياء، بالطّبع. تعلّم منهم جهازُ مخابراتٍ آخر، ليس من الحكمة تسميّتُه. فالغبىُّ وحده هو من يجيبُ على أسئلة المصريين الذين يقابلونكَ بالصّدفة، في فندقٍ، مطعمٍ، بقالة، أو حتّى بارٍ أو ملهىً ليلىّ، المتعلّقة بشؤون السُّودان والحرب. يُشبهُ ذلك منتصف الألفينات، حين نثر جهاز الأمن السوداني مجموعة مقدّرة من كوادره – المنحدرين من الأحجار الكريمة وبعض حلب الدّناقلة والمحس – في كادقلى، الدّلنج، والكثير من بلدات وقرى جبال النّوبة، في إطار (تعزيز الوجود الأمني وجمع المعلومات). فأي نوباوىّ له علاقة بالحركة الشّعبيّة، يمكنُ أنْ يتحدّثَ أمام شابٍ أنيقٍ قادمٍ من البحر، عن الطّقس، مثلاً، في كركراية، أو أم بيرمبيطة؟.
نشر الصّادقُ الرّزيقىّ، اتّحاد الصّحفيين، مقالاً عن الفنادق التي ينزلُ فيها وفودُ الجهات، والمبالغ المدفوعة، النثريات، الطّعام، الشراءات...الخ، لا تملكُ إلّا أنْ تشفق على (المعلومات). يا للهول.
شايف كيف؟
وإذْ هي مجرّدُ سكرةٍ. قشّةٍ تتعلّقُ بها "المليشيا المنهزمة المعرّدة عبر كبرى جبل الأولياء"، فلماذا تعيرُها أجهزة المخابرات ذلك الاهتمام؟ لماذا بلغَ الغضبُ مبلغَه، لدى مجموعة بورتسودان، إلى الدّرجة التي أوقفتْ استيراد الشّاي الكينىّ، ونقلَ صحفيّون "جرسة كينيا" من ذلك القرار؟ لماذا تُعادى كينيا (السُّودان)؟ بالطّبع حين ينطرحُ السُّؤال هكذا، فإنّه يشتملُ على مصادرةٍ جريئة، وهي: (نحنُ السُّودان).
لكنَّ السُّؤال الأكثر حساسيّة نّقديّة هو: لماذا تقف جميعُ دول الجوار موقفاً مغايراً لبورتسودان، باستثناء إرتيريا ومصر؟ كينيا بعيدة عنك..مثل بعد جيبوتى، تقريباً، جغرافيّاً. فلماذا تتجشّمُ كينيا عناء معاداة بورتسودان، فيما تلبسُ بورتسودان جيبوتي خاتماً؟
ما جرى فى نيروبي، والذي سيكتملُ بإعلان الحكومة، خلال أقلّ من شهر، هو نقلات واسعة على صعيدىْ الحرب والسياسة. لا يبدو أنَّ بورتسودان، وخيال الإسلاميين والعسكر قد تحسّبا لها. لقد عرفَ السُّودان أولى حروبه عام 1955م. وصلتْ ذروتها حين نهضتِ الحركة الشّعبيّة إلى الحرب بقيادة جون قرنق. وعرفتِ السياسةُ السُّودانيّة (معارضات للحكومات)، وصلتْ ذروتيها فى "الجبهة الوطنيّة" ضدَّ نظام نميري، و "التجمّع الوطني" ضدَّ نّظام الإنقاذ، لكنَّ كلا التّجربتين : العسكريّة والسياسيّة، لم تصلا مرحلة إعلانِ حكومة. مردُّ ذلك إلى أنَّ الأوضاع الدّاخليّة والإقليميّة والدّوليّة، لم تكنْ تحتّم ذلك. لم تكنْ لتشجّعه. كان ثمّة – باستمرار – فرصٌ للصّلح، للتفاوض، ينتهزها الوسطاء، فيتمُّ ترميمُ البناء المائل.
شايف كيف؟
هذه المرّة، حربُ ال 15 أبريل 2023م، تعذّرتْ طرقُ التّرميم. فقد جرتْ محادثاتُ جدّة كسباً للوقت. أراد الإسلاميون والعسكر كسب وقتٍ يمكّنهم من إعادة ترتيب الصّفوف، إدخال أسلحة نوعيّة، للإجهاز على "العدوّ"، حين فشلتِ الضّربةُ الخاطفة (أزبوع أزبوعين). لقد تمَّ تفعيلُ علاقات إقليميّة ودوليّة، وجرى تحشيد المشهد الداخلي. وصلتْ نتائجُه العسكريّة مستوىً يتيحُ لها التّلمّظ بالمقبّلات، فى انتظار الوجبة الدّسمة.
في المقابل: هل كانتْ انسحابات الدّعم السّريع تولّياً؟ عرّيداً؟
هل من الغباء أم من الحكمة استغباء الدّعم السّريع؟ هل نرجعُ للسّخريّة: أناسٌ يواجهون مشاكل في التعامل مع الهواتف الذّكيّة، هل يُعقلُ أنْ يتعاملوا مع الطائرات المسيّرة، المنظومات الدّفاعيّة المتقدّمة، الصّواريخ وغير ذلك؟ هل تملكُ الحكومة القادمة، استناداً إلى ميثاق نيروبى، كروتاً رابحة من شأنها تغيير مسارات الحرب والسياسة فى السُّودان؟ هل ثمّة حلفاء خفيين أو ظاهرين، بإمكانهم تقديم المطلوب للقضاء على الإسلام السياسي في السُّودان؟
المسألة ليستْ "عرقي" شربه فكي، فنصحَ.
ما المسألةُ إذن؟
هل هي شاي كينىّ نقاطعُه، فتعود كينيا إلى "بيت الطّاعة"؟
ستبدأ فهم القادم، بالضّبط، حين تعرفُ لماذا خرجتْ نيالا – فرحاً – بإسقاط طائرة اليوشن، وعلى متنها ضابطان برتبة اللواء، عدا عن الضّباط الآخرين. وحين يحدث لك ذلك، ستكون شخصاً جديداً، يمكنُ التفاهم معه.
شايف كيف؟
*ملحوظة:-
كبرى المنشيّة، والمنشيّة نفسها، مسألةٌ شخصيّة، غير قابلة للمساومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.