قالت مصادر دبلوماسية رفيعة، أن السلطات المصرية أرجأت استقبال رئيس وزراء سلطة الأمر الواقع ببورتسودان، كامل إدريس، الذي كان من المقرر أن يبدأ أول زيارة رسمية له إلى القاهرة اليوم، في خطوة تعكس فتورًا متزايدًا في العلاقات بين الجانبين. وتُعد هذه الزيارة، التي تم الإعلان عنها مسبقًا، الأولى لإدريس منذ تعيينه في منصبه، إلا أن مصادر صحفية محلية كشفت عن عدم تجاوب عدد من العواصم الإقليمية مع طلبات مماثلة للزيارة تقدم بها إدريس، ما يشير إلى عزلة دبلوماسية متنامية تحيط بسلطة بورتسودان. وفي بيان مقتضب نشره على صفحته الرسمية بمنصة "إكس"، أعلن إدريس تأجيل زيارته إلى القاهرة دون تقديم أي توضيحات بشأن الأسباب، مكتفيًا بالقول إن الزيارة أُرجئت إلى موعد لاحق لم يُحدد بعد. هذا الغموض في الموقف الرسمي ترافق مع تحليلات سياسية توقعت تصاعد التوتر بين قيادة الجيش السوداني والنظام المصري. ومنذ تعيينه بواسطة قائد الجيش، شرع كامل إدريس في تشكيل سلطة الأمر الواقع ببورتسودان، ضمّت عشرات الوزراء المرتبطين بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية السودانية والدولية، بالنظر إلى الخلفية الأيديولوجية لتلك التعيينات. وعلى الرغم من محاولاته لإضفاء شرعية على سلطته، فشل إدريس في نقلها إلى العاصمة الخرطوم، حيث لا تزال التقارير تشير إلى استمرار أعمال البناء لمقر إقامته في مدينة بورتسودان، التي باتت مركزًا إداريًا مؤقتًا للسلطة العسكرية في البلاد.