فرض تأجيل زيارة وزير الخارجية السوداني للقاهرة أجواء من الغيوم حول ملابسات هذا التأجيل برغم الاتفاق علي إتمامها، وكذا كونها تأتي بعد زيارة ناجحة لوزير الدفاع السوداني للعاصمة المصرية قبل عدة أيام. وبرغم ما أعلن عن اتفاق مصري سوداني للتعاون في موضوعات لتأمين الحدود من بينها تسيير دوريات مشتركة، يبدو أن العلاقات مازالت تدور في طور الفتور والجمود الذي يهيمن عليها وبات سمتها الأساسية منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان برئاسة محمد مرسي. وقد أدى هذا الفتور إلي تأجيل زيارة كانت مقررة لوزير الخارجية السوداني على كرتي للقاهرة، اليوم الثلاثاء، بسبب طبيعة المناخ ذاته الذي يحكم العلاقات بين البلدين. وتشير المعلومات إلى أن تأجيل الزيارة تم بناء على طلب الوزير السوداني الذي رأى أن التوقيت الذي حددته له القاهرة ليس مناسبا فيما كان قد حدد من جانبه موعد سابق لم توافق عليه مصر مما دفعه بدوره إلى رفض الموعد الذي حددته متعللا بانشغاله بالمشاركة في قمة الكوميسا التي يحل موعد انعقادها بعد التوقيت الذي كان مقررا لزيارة القاهرة ببضعة أيام. ويشار إلى أن مناخ الجمود والفتور، الذي هو سمة العلاقات في الوقت الراهن، انعكس على العديد من الفعاليات التي تخص العلاقات والتعاون بين مصر والسودان من بينها تعثر انعقاد الكثير من اللجان الثنائية وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة التي يترأسها رئيس الحكومة المصرية مع نائب الرئيس السوداني التي يتعين أن تعقد سنويا. كما تعثرت أيضا لجان معنية بالمنافذ، وكذا تأخر فتح الطريق البري برغم أن ترتيبات كانت قد جرت لتدشينه في احتفالية كبيرة خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، لكن سقوطه ونظام حكمه أرجأ تنفيذ هذه الخطوات. وخلال احتفالية نظمتها سفارة السودان بالقاهرة 9 يناير الماضي في ذكرى يوم الاستقلال لوحظ أن التمثيل المصري لم يكن على مستوي حجم هذه العلاقات وما يربط الدولتين من أواصر كثيرة. وكانت المفاجأة الكبيرة والملحوظة أن رئيس الوزراء حازم الببلاوي أناب عنه مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار، في الوقت الذي كان وزير التضامن أحمد البرعي متواجدا بالاحتفال، كما غاب عن الاحتفال الكثير من الشخصيات الرسمية البارزة التي اعتادت المواظبة على حضور مثل هذه المناسبات، أمثال محافظي القاهرة والجيزة وكبار رجال الدولة والوزراء خاصة وزير الخارجية. المصدر: الشرق القطرية 19/2/2014م