د. مرتضى الغالي تعيين "محي الدين سالم" وزيراً لخارجية الانقلاب لم يُضف جديداً على حقيقة ولاية الكيزان على سلطة بورتسودان الانقلابية..! سلطة الانقلاب ببرهانها وكامل إدريسها وكبّاشيها، ومن معهم في هذه المركب المهترئة من جبريل ومناوي وحركات ارتزاقية و(أنصاف حركات) مثل مجموعة التجاني السيسي ومليشيات الأفندية "أصدقاء أريتريا" وكيان الشمال ومؤيدي الانقلاب والحرب من انتهازيي الأحزاب وفضائيات (كرامة لله) وصحفية (التيك أوي)..! محي الدين سالم هو (زول الكيزان) لا مغالطة في ذلك؛ حتى باستبعاد كل التفسيرات السالبة لسيرته المهنية التي أوردتها مصادر الأسافير ومتابعات أهل الشأن الدبلوماسي..! وحتى مع تجاوز كل مواطن الهشاشة و(الزلقيبة) في الأماكن التي عمل فيها.. فلن تجد في سيرته غير مواددته للكيزان.. مما يؤكد أنهم هم الذين أتوا به إلى هذا الموقع..! بل إنهم في سبيل ذلك وضعوا رئيس وزراء سلطة بورتسودان "كامل إدريس" في موضع (تهرب منه القطط) ولا يرضى به الكرام.. حيث جعلوه يبتلع في صمت تعهده بتولي مهام حقيبة الخارجية بنفسه..! ثم ذاب هذا التعهد (الذي لا تسنده إرادة) وهوَت به الريح إلى مكان سحيق.. ولحق بتعهداته السابقة بفرض (حكومة تكنوقراط).. فأرغموه على قبول عرفاء وشاويشية و(ضباط خلا) وزراء للمالية والتخطيط الاقتصادي والتنمية البشرية والأوقاف والرعاية الاجتماعية والحُكم الفيدرالي..! قالت هذه المصادر أن كل المواقع التي عمل فيها وزير الخارجية الجديد كان رهن إشارة الكيزان؛ ومنها أنه كان مديراً لمكتب "علي عثمان محمد طه".. وإذا كال ذلك كذلك؛ فيكفي هذا دليلاً على مكنون سيرة هذا الرجل.. (وليس بعد الكُفر ذنب) وغرّدي يا طيور الروابي..! انظر بالله عليك إلى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية التي يجلس على رأسها "محي الين سالم" رداً على بيان المجموعة الرباعية.. وستعلم ما إذا كان بياناً صادراً من وزارة خارجية مهنية قومية وطنية أم هو بيان خاص بالكيزان..؟! أما ما دار عن استقالة السفير "عمر صديق" الذي كان وزيراً مكلّفاً للخارجية.. فهي حكاية أخرى من قصص هوان شأن السودان تحت الانقلاب وسلطة الكيزان والبرهان وكامل إدريس..! هذا الرجل كان وزيراً مكلّفاً.. ووعدوه بترفيعه إلى وزير خارجية "كامل الدسم".. ثم سارت الرياح على صعيد آخر، وتم إعفاء الوزراء المكلّفين.. فقبل أن يهبط بنفسه من وزير مكلّف إلى (وكيل وزارة فقط).. فالقناعة كنز..! ثم جعلوه وزير دولة.. فقبل ذلك أيضاً على وعد بتعيينه في منصب الوزير.. ولكنّه شاهد محي الدين سالم (ذات يوم) يزور مباني الوزارة قبل تعيينه، وينظر إليه من أعلى..! ثم فوجئ بتعيين سالم وزيراً.. وهنا (هاجت الشجون) وتبخّرت الآمال والأحلام.. فلجأ إلى التلويح بالاستقالة (غضباً لنفسه) وليس لأي سبب آخر..! ما رأي إخوتنا "جماعة الكيزانوفوبيا" التي يرمون بها كل مَنْ يقول أن الاخونجية هم وراء الانقلاب على الثورة.. وهم الذين أشعلوا هذه الحرب الفاجرة.. وهم الذين يديرون الآن سلطة بورتسودان..؟! هل لا يزال هؤلاء الرفاق على موقفهم من "حكاية الكيزانوفوبيا" حتى يتم تعيين "علي عثمان محمد طه" نفسه وزيراً لشؤون ما وراء البحار..!