د. مرتضى الغالي في نهار واحد عرضت مواقع الإعلام بالتوازي صورتين: صورة للرئيس الإثيوبي (آبي أحمد) وهو يتحدث إلى صحفي أجنبي في حديقة على ربوة..أمام سد النهضة (هداسي غيديب) الذي يهدر بالمياه في حفل تدشينه..! وصورة في المقابل للبرهان في قهوة بلدية يرتدي الكاكي ولكن في (هندام مهلهل) وهو في جلسة ونسة و(فاقة وقرقريب) كما تقول نساء الحي..يشرب شاياً ويطلب "ليموناً بالنعناع"...! فعلا كما يُقال: الرجال أقدار و(مواقف) وهمم وهامات؛ أو أنهم (هوانات) وإمعات وطراطير تغوص في (عنطجتها) ومركّبات نقصها وصغر نفسها و(ميتة قلبها)..فتكون من الذين (لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم)..! الله الله في دماء الأبرياء وفي صبايا الوطن غرقى مراكب الموت..! يشرب الشاي كوباً وراء كوب وبطلب الليمون المنعنع وبلاده مدمّرة حزينة كئيبة كسيفة؛ من غربها إلى شرقها ومن بطانتها وصعيدها إلى ساحلها..شعبها مشرّد بين الفيافي والمنافي (ملفوظ الجواز والهوية)..تلامذتها خارج المدارس..أطفالها يموتون جوعاً وعقائلها تنتحب حزناً ومهانة..ولا يعلم شبابها المجهول الذي ينتظرهم خلف الباب..؟! نسأل الله أن لا يهنأ شارب بشرابه وهو يتلاعب بأرواح العباد..يرى البلاء والوباء والخراب وهلاك العباد وانشطار الوطن..ثم يدعو إلى مواصلة الحرب بانقياد كامل إلى (هواجس الذات) ومطامع المليشيات، ويسلّم قياد جيش البلاد إلى (حركة مسيلمية) وصبيان عطالى وعصابات إرهابية تقتنص الأبرياء وتذبحهم في الطرقات من الوريد إلى الوريد..! الدنيا (تقوم وتقع) والعالم يجتمع وينفض حائراً تجاه ما يحدث في بلادنا والأمم المتحدة تصرخ بأن السودان يمثل (أسوأ كارثة إنسانية في العالم)..والبرهان يشرب الشاي في القهاوي في بلدة ساحلية هجم على أهلها (بغير ترحيب)..بعد أن هرب من عاصمة مملكته الذي أورثتها له (سلالة هابيسبورغ).وسجّلت ذلك في (أحلام الآباء) وكوابيس الأجداد..! هذا الرجل شؤم على السودان منذ أن اطل عليهم (إطلالة الشؤم والنحس) حيث ارتبط ظهوره بالموت و(فض الاعتصام والانقلاب والحرب) وتهديم الأمصار وخروج الناس من بيوتهم...ولولا أن المؤمنين منهيّون عن التشاؤم والتطيّر وزجر الطير..لأطلق السودانيون (آلاف الغربان) في وجهه وفي أثره وعلى قفاه..! هناك أشخاص موعودون بالشؤم منذ الأزل مثل (طويس بني مخزوم) الذي قيل عنه أنه ولِد يوم توفي رسول الله وفُطِم يوم توفي أبو بكر واحتلم يوم قتل عمر وتزوج يوم قتل عثمان ووُلد له يوم قُتل علي..! مع ذلك تجد متعلمين وصحفيين وأساتذة جامعات وكتّاب مقامات و(بروفيسورات واسطراطيجيين) يصفون البرهان بأنه (بطل قومي) قارع العالم وحجز مقعده في التاريخ..بينما هو يقضي نهاره متنقلاً بين (بنابر الودّاعيات وستّات الشاي)..! هذا هو حال البرهان بين إبطال التاريخ و(مصفوفة هيرودوت)..زهزهة وبهدلة وفراغ بال و(بشتنة حال) وسوء مآل..والوطن يسير مسرعاً علي طريق داهية دهياء وداهمة دهماء تضعه (بارتياح) على حافة هاوية بلا قرار..!! هذا الحال لم يمر على خيال بلد في الدنيا..منذ أن خلق الله الإنسان من طين..وخلق السموات والأرض وقال لهما ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين.. الله لا كسّبكم.