عبدالله علقم [email protected] الطيرة(بكسر الطاء وفتح أو تسكين الياء) هي التشاؤم بكل مسموع أو مرئي أو معلوم، وهي ظاهرة،على حرمتها، لا يكاد يسلم منها مجتمع. فالأصل أن يتفاءل الإنسان ولا يتطير بشيء ما.وجاء في الحديث الشريف(ليس منا من تطير أو تطير له)، فالتطير لا يجلب نفعا ولا يدفع ضرا. والمقصود بالحديث من يجر النقص والشؤم على نفسه، وما يسمى بالنظرة السوداوية إلى النفس بأنه مشؤوم وسيء الحظ. و"التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال". وبعض الناس يرتبط في الأذهان بواقعات مشؤومة، ويقال عليه "نذير شؤم"،وقد ورد في التاريخ أن العرب كانت تتشاؤم بطويس، وتضرب به المثل في الشؤم، فيقال: " أشأم من طويس ". طويس هو أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله، و كان مغنيا، وأول من غنى باللغة العربية في المدينةالمنورة، بعد أن كان الشائع هو الغناء بالفارسية. قال الأصمعي : قيل لطويس: لماذا يتشائم الناس منك؟ فقال طويس: ولدت يوم توفي رسول الله،وفطمت يوم توفي أبو بكر،وختنت يوم مات عمر،وبلغت الحلم يوم قتل عثمان،وتزوجت يوم قتل علي بن ابي طالب،وولد لي يوم قتل الحسين. وحتى طويس نفسه،كان يطوف في دروب المدينة ويقول عن نفسه "يا أهل المدينة، توقعوا خروج الدجال ما دمت حياً بين ظهرانيكم، فإذا مت فقد أمنتم". في الوقت الذي كان فيه القوم لا يجدون في أنفسهم حرجا من استخدام كل الوسائل الظاهرة والخفية، النظيفة وغير النظيفة، لمواصلة الهمينة على الاتحاد السوداني العام لكرة القدم، كان الفريق القومي السوداني لذات لعبة كرة القدم ينحر (بضم الياء) على بعد خطوات منهم تحت أقدام فريق مغمور من بلد مغمور،على الأقل في كرة القدم،على ملعبه وعلى مسمع ومشهد من جماهيره،أي جماهير الفريق السوداني، وكان ذلك متزامنا مع استهلال ولايتهم الجديدة، مضيفين سقوطا جديدا لقائمة سقطاتهم الطويلة التي لا تنتهي، بنفس القيادة القديمة الجديدة. رغم أن الطيرة أو التشاؤم هو نوع من التفكير السلبي الذي يحول اللاشيء إلى حقيقة ماثلة لا شك فيها،لكن، أليس سقوط الفريق القومي السوداني أمام فريق بورندي بداية تبعث على "عدم الإرتياح"،إذا تجنبنا استخدام كلمة "تشاؤم" أو"تطير" ؟