أحكمت قوات الدعم السريع، اليوم الإثنين، قبضتها على مدينة الفاشر وتقدمها للسيطرة على آخر معاقل الجيش بإقليم دارفور بتحرير الفرقة السادسة مشاة بالمدينة، وسط أنباء عن مقتل آلاف الضباط والجنود من قوات الجيش بعد معارك طاحنة مع قوات الدعم السريع بالمدينة. وبحسب وسائل إعلام محلية، قتل 8600 عنصراً من الجيش في الفاشر شمال دارفور منذ بداية الحرب في 15 أبريل وحتى نهاية أغسطس الماضي. وقتل نحو 1000 ضابط من الجيش ضمن قتلى الجيش السوداني في الفاشر. وأفاد ثلاثة ضباط من قيادة الفرقة السادسة مشاة، أن عدد المصابين في صفوف القوات بلغ 2400 جريح، معظمهم تعرضوا لإصابات بالغة أدت إلى إعاقتهم، وتم نقلهم بعيداً عن خطوط المواجهة. وتُظهر هذه الأرقام مدى التدهور في الوضع الميداني، مع استمرار الاشتباكات في مناطق مكتظة بالسكان، ما يزيد من تعقيد المشهد العسكري والإنساني في آن واحد. توغل مستمر وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع تمكنت من التقدم داخل عدد من الأحياء السكنية في مدينة الفاشر، وسط استمرار عمليات القصف المكثف على مواقع الجيش والمرافق المدنية. هذا التوغل العسكري ترافق مع تصاعد الاشتباكات، ما دفع أعداداً كبيرة من المدنيين إلى مغادرة منازلهم هرباً من القصف والمعارك. انهيار معنوي وكشف أحد الضباط ل"دارفور24′′ عن فرار أكثر من 3000 جندي من محاور القتال في فترات متفرقة، معظمهم من الوحدات التي تقاتل إلى جانب الفرقة السادسة مشاة. وأرجع الضابط هذه الانسحابات إلى تدهور الأوضاع المعيشية داخل المدينة، بالإضافة إلى معاناة عدد من الجنود من اضطرابات نفسية ناتجة عن القلق المستمر وصدمات الحرب. هذه الظاهرة تشير إلى حالة من الانهيار المعنوي داخل بعض الوحدات العسكرية، في ظل غياب الدعم اللوجستي والنفسي، وتفاقم الضغوط الناتجة عن طول أمد المعارك، ما يهدد بتراجع القدرة القتالية للقوات في حال استمرار النزاع دون تدخل عاجل.