يُجري في النيجر انتقال سلمي للسلطة من خلال انتخابات رئاسية في الحادي والعشرين من شهر فبراير الجاري، ويغادر علي إثرها الرئيس الحالي محمدو يوسفو الذي حكم البلاد منذ 2011 بعد انقضاء فترتين رئاسيتين، وهو أول انتقال سلمي للسلطة في النيجر منذ استقلالها من فرنسا 1960، وهذا الانتقال مُهم جداً لأفريقيا بأكملها وليس للنيجر فقط، حيث يجد ترحيباً دولياً وإقليمياً وكذلك ينتخب 171 عضواً للجمعية الوطنية (البرلمان)، وقد تنافس في الجولة الأولي 30 مرشحاً لرئاسة البلاد، والآن الجولة الثانية تكون بين المرشحين، الرئيس السابق مهامان عثمان الذي حصل علي 16،99% من الأصوات في الجولة الأولي، ووزير الداخلية السابق بازوم محمد الذي حصل علي 39،33% من الأصوات في الجولة الأولي وهو مرشح الحزب الحاكم وهو الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة، وتركّزت حملة بازوم علي وعود بتحسين الأمن والتعليم، وخاصة تعليم الفتيات، ويتقدّم أيضاً الحزب النيجري من الديمقراطية والاشتراكية الحاكم الذي ينتمي إليه المرشح الأقوي بازوم محمد في المقاعد التشريعية، وينحدر بازوم وزير الداخلية والخارجية السابق من القبائل العربية بالنيجر، وهو الذراع الأيمن للرئيس المُنتهية ولايته، وهو كان وزير الداخلية الأقوي في النيجر، حيث كافح الإرهاب، وأمّن حدود بلاده، ووفّر الأمن إلي حدٍّ كبيرٍ، واختار الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكيةPNDS) ) الحاكم في النيجر، بازوم مرشحاً له بالإجماع من قبل ثلاثة اتّحادات إقليمية وتنسيقيات الحزب بالخارج والمنظمات الجماهيرية للحزب والنساء والشباب من خلال مؤتمر استثنائي عُقد في قصر الرياضة بنيامي، وبازوم الذي يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية والفولاني، تحتل صوره شوارع العاصمة والطرقات الرئيسية في البلاد، ووصلت إلي مناطق غاب فيها مُنافسوه ومناطق الطوارق التي تقع في عمق الصحراء بين أغادير واديربيسات، وهو الذي اُنتخب عضوا في برلمانات 1993،2004،2011،2016 ممثلاً لمحافظة تكسير التابعة لمنطقة زندير وسط البلاد، رغم أنّه من مواليد ديفا مناطق العرب الصحراوية المُحاذية لتشاد وليبيا، وهذا يعني تعزيز المؤسسات والديمقراطية، ويرد بازوم للذين يتحدّثون عن العرقيات وعن أصوله العربية، إن النيجر ليست بحاجة لمثل هذا النوع من القضايا، ولا شبه المنطقة أو أفريقيا بحاجة إليه، وإن انتخابه رئيساً للنيجر سيعطي مثالاً حسناً للعديد من الدول الأفريقية حتي تتجاوز مثل هذا النوع من النقاشات غير المُجدية والتقدم نحو تعزيز الروابط بين مختلف المجموعات الوطنية، وأضاف انها واحدة من المعاني الوطنية التي يريد تجسيدها من خلال ترشيحه، مشيراً أن الغالبية العظمي من مواطني بلاده تجاوزت مثل هذه الاعتبارات القبلية والعرقية، وبرأيي تعتبر هذه الانتخابات رسالة للشعب السوداني عامة ولأهل دارفور بصفة خاصة، وإن دولة النيجر سوف تعبر وتنتصر وتصبح أهم دولة ديمقراطية في أفريقيا.