بهدوء وتواضع، يتبوأ المرحوم الطيب صالح ذروة سنام الإنجاز السوداني طراً.
في هذا اليوم، 12 تموز/يوليو، الذي يصادف ذكرى ميلاده، ما زلنا – على المألوف فينا - مشغولين بتفاهاتنا، بينما تحتفى "غوغل" بذكرى ميلاد عبقري الرواية العربية.
في ذكرى ميلاد أعظم (...)
نشرت الراكوبة مقالاً طويلاً، آثرتْه بإبرازٍ خاص، يدعو كاتبه إلى فرض الوصاية على بلدنا، السودان، واعداً "من عنده" بأن ذلك من شأنه أن يحقق السلام والتنمية والديمقراطية وينقذ البلاد.
لقد صرنا، بسبب تباغضنا وحقدنا بعضنا على بعض، ننادي بالتدخل الأجنبي في (...)
إن وصف المؤامرة بأنها نظرية جزءٌ لا يتجزأ من المؤامرة. والمؤامرة الكبرى، الحقيقية والشاملة، هي مؤامرة الشيطان على كل إنسانٍ فردٍ وعلى البشر أجمعين. ولكي يضمن الشيطان نجاح خطته يعمد إلى إلهاء الناس بالمؤامرات الصغيرة، حتى لا يركزوا على المؤامرة الأم، (...)
قضت سنة الله في خلقه أن يمتحن الناس في إيمانهم تمحيصاً لهم، قال تعالى:"أفحسب الناسُ أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهو لا يفتنون"؟ (العنكبوت، 2). ولن يدخل الجنة، التي يريدها الجميع، إلا من تأكد، بعد الامتحان، صبره وقدرته على مجاهدة نفسه، قال تعالى "أم (...)
يجوز للمرء أن يبرئ نفسه، جنائياً، أمام القاضي إنْ لم يكن ارتكب جرماً؛ لكن ينبغي ألا يبرئ نفسه دينياً وأخلاقيا أبداً. دينياً وأخلاقيا، كلنا مذنبٌ على نحو ما، وكلنا مقصرٌ بدرجة ما. إن لم يكن هذا حالنا، نكون ممن يزكون أنفسهم، والله يأمرنا ألا نزكي (...)
نظرية المؤامرة ...حقيقة المؤامرة
الريح عبد القادر محمد عثمان
(الحلقة الأولى)
...
أكبر نجاح تحققه أي مؤامرة أن يتمكن المتآمر من تمرير تسميتها "نظرية".
بذلك لا يقع الناس ضحايا للمؤامرة فحسب، بل يسقطون وهم يدافعون عن المتآمر ويبرئونه.
ما أصعب إقناع (...)
أيُّما رجل يمشي على الأرض ظانّا أنه أفضل من المرأة فإنه ما مشى على الأرض هوناً، وما عرف نفسه، بل أساء فهمَ دينِه، وشوّه خُلُقَه، وأساء معاملةَ غيرِه. إنِّه، باختصار، لم يتواضع، ومشى على الأرض مرحاً، "والله لا يحب كل مختال فخور".
من ظن أنه أفضل من أي (...)
(1)
انعقد هذا الأسبوع بالخرطوم مؤتمر الخبراء والعلماء السودانيين بالخارج، هادفاً إلى إشراك المهاجرين من العلماء والخبراء في نقل المعرفة إلى بلدهم. ولئن كان أي جهد يستهدف الاستفادة من إمكانات المهاجرين والمغتربين هو أمر محمود، فإن ذلك الجهد، مع (...)
الراسخ عالمٌ، مهما قل علمه؛ وليس العالم بالضرورة راسخاً مهما بلغ علمه. نفهم من ذلك أن الرسوخ لا يشير إلى كثرة العلم وكمه، بل هو علم نوعي، قليل بطبعه "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، يقود صاحبه إلى الإيمان واليقين، وإلى الإسلام والإحسان، وإلى حسن (...)
خليك يا الضمير مرتاح
وخليك ديمة متأكد
ومتيقّن، وقاطع الشك:
زي ما اتقفلت تنفك
بإذن الله
***
خليك في حياتك ضيف
ومتواضع كمان يا ضيف
ومتسامح
ومتصالح
مع نفسك
مع غيرك
ولا حاقد ولا حاسد
ومتغافل وماك غافل
لا شايل هم
لا شايل حاجة في نفسك
ومتأكد وقاطع (...)
ْ
كل الفَخِرْ لا لَيْوْ أساس لا لَيْوْ سندْ
كل الفَخِرْ مبغوض من الواحد الأحدْ
لكني بعتز بالبلد
لكني بعتز بالأهل
بالحلة
بالناس اللطاف
شايلين بعض
قالدين بعض
ماكلين سوا
طالعين نفير
مادين إيديهم للبعيد
كان بالكتير
كان بالقليل
والكل عفيف
ما بخلوا بيناتم (...)
الاستعصام هو عدم الرضوخ، وهو رفض الاستسلام؛ واسْتَعْصَمَ: أي امتنعَ وأبَى؛ قال الله عز وجل حكايةً عن امرأَة العزيز حين راودَتْ يوسف النبي (عليه السلام) عن نفْسِه: "ولقد راودته عن نفسه فاسْتَعْصَمَ"، أي تَأَبَّى عليها ولم يُجِبها إلى ما طلبَتْ. (...)
ما بفتخرْ
كل الفَخِرْ لا لَيْوْ أساس لا لَيْوْ سندْ
كل الفَخِرْ مبغوض من الواحد الأحدْ
لكني بعتز بالبلد
لكني فرحان بالبلد
لكني بعتز بالأهل
لكني فرحان بالأهل
بالحلة
بالناس اللطاف
شايلين بعض
ماكلين سوا
طالعين نفير
مادين إيديهم للبعيد
كان بالكتير
كان (...)
ملايين الناس يفهمون الآية الكريمة "إن كيد الشيطان كان ضعيفاً" فهماً مغلوطا وقاصراً، فيعتقدون، بناء على سوء فهمهم ذلك، أن النفس أشد خطورة من الشيطان، وأن كيد النساء أقوى من كيد الشيطان، مستدلين بقوله تعالى في سورة يوسف "إن كيدهن عظيم"؛ وهكذا، ببساطة، (...)
إن سألتموني عن اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، لقلت بلا تردد إنه اسمه "المتكبر".
لكن هل دعاء الله باسمه "المتكبر" أن نقول: يا متكبر ارزقني! يا متكبر افعل لي كذ وكذا؟ كلا، بالطبع.
نلاحظ بوضوح من خلال هذا المثال أن المناداة (...)
يعرف معظمنا المتنبي ويحفظون شعره ويرددونه. وأكثر من يعرفون المتنبي لا شك قد سمعوا بكافور الإخشيدي. لكنهم، للأسف، قد لا يعرفون عنه إلا هجاء المتنبي له. قلة فقط يعرفون أن أبا المسك، و"أبا كل طِيب" – على حد وصف المتنبي له- (كان شهمًا شجاعًا، ذكيًّا، (...)
ليس التواضع أن تحاول أن تخفي عظمتك، بل أن تكون متأكداً في قرارة نفسك أنك لست عظيماً؛
ليس التواضع هو التنازل الإرادي عن قدرك؛ بل أنْ تحس متيقناً أنك ليس لك قدرٌ أصلا؛
وليس التواضع أن تقلل من مقامك، بل أن تظل متأكداً بينك وبين نفسك أن مقامك التراب (...)
يصر أهلنا الطيبيون - حياهم الله والغمام – إصراراً عجيباً على الطبخ باللحم!
ذلك، مع أنّ الكل متفقٌ على أن اللحم، في بلدنا، يكاد ينضج بنار غلائه!
لدينا قول أثير هو "الحلةُ - أي القِدر- بصلٌ". فقِوام الطبخ عندنا البصلُ، ولا حلة بلا بصل.
لكن انتبهوا! (...)
1
التواضع هو الإسلام نفسه
بقلم: الريح عبد القادر محمد عثمان
أنظرُ في نفسي وحولي فلا أرانا ندرك أكبر مآسينا.
الفقر أشد فتكاً بنا من المرض؛
والجهل أشد وطأة علينا من الفقر؛
أما ما هو أكثر وبالاً علينا من المرض والفقر والجهل فهو إعجابنا بأنفسنا وغرورنا، (...)
جابت بنا السيارة الكورية المستأجرة شوارع حارات أمبدة وهي تئن أنين المستعطف. اضطر أخي، الذي يتولي قيادتها، إلى إيقاف المكيف، لأن الماكينة، كما أوضح لي، لا تقوي على بذل جهدين في آنٍ معاً: تلطيف الحر الخانق ودفع عجلات السيارة على الشوارع العارية كما (...)
كثيراً ما نقرأ الآية الكريمة في سورة الذاريات: "وما خلقت الإنسَ والجن إلا ليعبدون" ونعتقد أن معناها أن الله خلقنا لنعبده بالصلاة والحج وغيرهما من العبادات، ظانين أن المصدر من الفعل "يعبدون" هو "عبادة". ليس الأمر كذلك، بل المصدر من الفعل "يعبدون" هنا (...)
كلنا جميعاً نفتقر، بقدرٍ ما، إلى التواضع.
نحن فقراء إلى التواضع ونحن لا ندري.
أشد الفقر فينا فقرُنا إلى التواضع، ونحن لا ندري.
نعم نفتقر إليه لأننا نجهل حتى معناه، أو لا نعرف من معناه ألا ما لا يغني شيئاً.
نعتقد أن الشخص البشوش (أخو الأخوان) هو (...)
ثمة رجال كثيرون من بيننا تجد الواحد منهم، لكونه ذكرا، متأكداً من أنه أفضل من أخته المرأة.
وهذه من أشد الكوارث في سوء الفهم للدين وللقرآن.
ومرد هذا الفهم المغلوط كِبْرُ في النفس لا تبلغه ولن تبلغه.
لقد فهم هؤلاء، اغترارا، أن الدين يفضلهم على (...)
من معاني الآية الكريمة "وفي أنفسكم أفلا تبصرون؟!" أن الحل يكمن فيك أنت وفي كل واحد منا فرادى.
ليس الآخر هو المشكلة.
هيا تواضع واعترف: المشكلة هي أنت.
وكذلك الحل أنت.
أنت المشكلة وأنت الحل.
لا تشر بأصبع الاتهام إلى الآخرين: السلطة، المعارضة، المجتمع، (...)
في عام 1991 كتبت قصيدة في رثاء رجل لم تربطني به أية صلة معرفة.
رجل مات فحزنتْ عليه أمةٌ بحالها شعرتْ أن موته موتها.
كان ذلك هو المرحوم محجوب عبد الحفيظ.
استوقفني في محجوب، عليه رحمة الله، أنه رجل من غمار الناس.
لم يكن دكتوراً، ولا باشمنهدساً، ولا (...)