يحيي العالم "اليوم العالمي للسرطان" الذي ينظمه سنوياً الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في 4 فبراير، وسط إختراقات مهمة في أساليب تشخيص المرض ومعالجته، ولكن مع فجوات ما بين دول ومناطق العالم المختلفة. وأشارت أكبر دراسات لاحتمالات النجاة من السرطان نشرت على موقع مجلة "لانست" الطبية حديثاً، واعتمدت على بيانات من 71 دولة تغطي 67 في المائة من سكان العالم بين عامي 2000 و2014, إلى أن النجاة من السرطان تتوسع في عدة دول حتى بالنسبة لأكثر السرطانات خطراً، مثل سرطان الكبد والرئة. وتسجل الدول المتقدمة نسبة أعلى من الإصابة بمختلف أمراض السرطان، البالغ عددها نحو 200، لكن نسبة الشفاء هي الأخرى أعلى بينما هي أقل في الدول النامية. وفي السودان، فتك السرطان بأجساد آلاف السودانيين، وتسبب في وفاة الكثير منهم، وسط إرتفاع أسعار العلاج وندرته.ويضطر آلاف السودانيين، للسفر إلى الخارج خاصة القاهرة لتلقي العلاج اللازم. وأظهرت إحصاءات ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان في السودان، في الوقت الذي يشكو فيه القطاع الطبي من شح الإمكانات في مواجهة هذا المرض الفتاك. وحسب هذه الإحصاءات، فإنه يجري تسجيل ما بين 12 إلى 15 ألف إصابة بالمرض كل عام، اما نسبة تردد الحالات القديمة حوالي 30 ألف حالة بمدني و 120ألف حالة بالخرطوم شهرياً ويشكل الأطفال 8 في المئة من مرضى السرطان، كما أن 50 في المئة المرضى المصابين بسرطان الدم يحتاجون علاجاً فورياً. وتبدو الأرقام مفزعة على النحو الجغرافي، إذ نصف الإصابات بالسرطان تتركز في ولاية الجزيرة، وتصل في الخرطوم إلى نحو 12 في المئة، وفي القضارف إلى نحو 10 في المئة، من معدل الإصابة بأمراض مختلفة بجانب الشمالية. وعزا خبراء، الارتفاع في الإصابات بسبب عدم توفر أساليب التشخيص الصحيحة والحديثة في السابق وتأخر اكتشاف المرض، إضافة إلى الفقر وقلة الوعي الصحي. وتمثل هذه الأرقام تحديا كبيرا في المؤسسات الصحية، خاصة مع تعطل أجهزة العلاج في المراكز المتخصصة، إذ هناك ثلاث مراكز فقط متخصصة لعلاج الأورام أكبرها في الخرطوم وآخر في ولاية الجزيرة وثالث أقل سعة بكثير في مدينة شندي. كما أن قلة اختصاص الأطباء زاد في تأخير التشخيص والعلاج للمرضى. وسبق أن طالب مدير مركز الخرطوم للعلاج بالأشعة والطب النووى، خاطر يوسف، مراكز الدراسات العلمية المتخصصة بعمل بحوث لمعرفه الأسباب الرئيسية التي أدت إلى زيادة الإصابة بمرض السرطان فى السودان. وكشف يوسف عن ازدياد التردد اليومى لمرضى السرطان ووصوله لأكثر من ألف حالة شهرياً. وشكى مدير المركز، في تصريحات صحفية، من الضغط الكبير على المركز -مستشفى الذرة- قائلاً إنه يستقبل حالات من جميع أنحاء السودان والدول المجاورة. وأشار إلى أن أعداد المرضى الذين يصلون المسشفى، أقل بكثير من الأعداد الحقيقية، وأضاف: "مقابل كل حالة مكتشفة هنالك 13 حالة غير مكتشفة إما بسبب انعدام الكشف المبكر أو بسبب التشخيص الخاطئ". وفي اليوم العالمي للسرطان، أطلق مركز الخرطوم للعناية بالثدي، حملة لجمع مبلغ 100 ألف جنيه إسترليني، لإستبدال جهاز التصوير الإشعاعي بالمركز المتوقف عن العمل. وقالت الدكتورة (هنية فضل)، مؤسسة المركز في عام 2010، في تصريحات لوسائل إعلام بريطانية، إن المركز يعاني منذ حوالي 10 اسابيع بعد تعطل جهاز التصوير الإشعاعي، مضيفةً أن المركز يعاين 40 حالة يومياً. وكشفت فضل، التي عملت لعقدين في بريطانيا، أن تكلفة الجهاز الجديد تصل الى 300 ألف جنيه إسترليني، مشيرة الى معاناة المركز في السابق من العقوبات الأمريكية على السودان، كون معظم الأجهزة تتبع لشركات أمريكية. وتؤكد هنيه فضل التي تلقت تدريبا على العلاج بالأشعة في بريطانيا وأسست المركز كمؤسسة خيرية "يصبح الأمر مصدرا رئيسيا للقلق عندما تأتي مريضة جديدة للمستشفى قد يكون لديها تورم صغير، ولكن يصعب اكتشافه بسبب تعطل جهاز الكشف الإشعاعي". وتقول هنية فضل إنه يجب أن نجري كشفا بالأشعة على الثدي، فإذا أجرينا الجراحة بلا كشف فقد نكتشف بعد شهرين أو ثلاثة تورما آخر.