ودع الهلال مجموعات الابطال وخلّف غصة في الحلوق ومرارة في الافواه بعد ان فرط في مباراة الذهاب ، واردفها بالاهمال الدفاعي بالخرطوم فدفع الثمن غاليا وعوقب بقسوة. قلنا وكتب كل الخبراء ونبه الفنيون للنتيجة المفخخة التي انتهت عليها مباراة توغو. طالبوا بالحذر الدفاعي لان الخصم سيعمل على مباغتة الهلال وخطف هدف في شباكه ، لخلط الاوراق وارباك الحسابات وهو ما حدث فعلا. اندفع الفريق بكلياته بغية احراز هدف مبكر فكان له ما اراد ، لكن الطمع اغرى حتى قلبي الدفاع للهجوم دون تنسيق بينهما ولاعبي الوسط فكان هدف الموانئ قاصمة للظهر. لم يستفد الهلال من النقص العددي ، وكما قال الكابتن خالد الزومة كان ينبغي الاستفادة من الدقائق العشر المتبقية من الشوط الاول باقحام شيبوب وسادومبا. كان للثنائي مفعول السحر في تنشيط الفعل الهجومي، وفي اعادة تنظيم المباراة والسيطرة عليها بالسيطرة على الوسط، بعد ان ظل الشغيل تائها للمرة العشرين ،فيما اكثر شيبولا من الاحتفاظ بالكرة. بعيدا عن النتيجة وخروج الفريق من الابطال تأكد ان الهلال يملك مدربا فعلا لكنه يحتاج لبعض التحذيرات من مساعده الوطني. ويفتقر الهلال للاعبي البطولة بدليل الاخفاق الكبير الذي لازم تسعة من لاعبيه كانوا بالمنتخب الوطني. خرج الهلال وصّدر الحزن لجماهيره التي انتظرته متاهلا ، وحرصت على التواجد في الاستاد وملأت المدرجات ، وما كانت تحتاج اصلا لتكون مجانية فقد ظل انصار الهلال في قمة الوفاء والحب والتشجيع والاخلاص للشعار بلا مسميات وبلا انتماء للافراد او التنظيمات. رسم الفريق الحزن على وجوه الجماهير التي ظلت صامدة ومثالية تحقن اللاعبين بالحماس وتشجعهم في احلك الاوقات واصعب الظروف. خسر الهلال لان بعضا من لاعبيه لا يصلحون لارتداء شعاره وقد ارتكب البعض اخطاء ساذجة ومنهم سمؤال واوتارا وكولا. اما بويا فلا يمكن الاعتماد عليه في الشق الهجومي لانه لا يستفيد من اخطائه. على المدرب منح ابوعاقلة راحة طويلة حتى يستريح ونستريح. نظم شيبوب وسادومبا وسط الهلال واثبتا بيانا بالعمل ان الظلم لحق بهما وان شيبولا والشغيل ينالان شرفا لا يستحقانه. منح المدرب اللاعب الشغيل عديد الفرص ولم يستطع استثمارها ولا اثبات جدارته بارتداء الشعار. وظل شيبولا واوتارا يحجزان خانتين للاجانب بلا فائدة ملموسة ، فما يقدمانه اكثر من عاد ويتوفر في العديد من الوطنيين بل يتفوق عليها البعض. كانت المباراة تحتاج ادخال لاعب مهاجم وسريع بعد النقص العددي للخصم. توقعنا ادخال شلش لاستغلال سرعته لايجاد ثغرات ومساحات في الدفاع ومن ثم اتاحة الفرصة للقادمين من الخلف للتسجيل. كل التبديلات كانت صحيحة وصبت في مصلحة الفريق بدليل الاهداف الثلاثة. لكن الجهاز الفني واللاعبين داخل الملعب ما كان لديهم احساسا بالوقت الا بشه وسادومبا وامبدة. كان ابوعاقلة والسمؤال وشيبوب يقدلون بالكرة والمباراة تسير نحو خواتيمها. ودع الهلال الابطال لان الرهان على كاريكا وجيوفاني وبشه وتوفيرهم لمباراة الرد اثبت انه نظرية فاشلة اخطأ البرازيلي فارياس في الاعتماد عليه ويتحمل مورينو جزءا منها. كيف يبعد ثلاثة من اهم اللاعبين عن مباراة لومي بغرض مفاجأة الخصم بالخرطوم. كان بإمكان الهلال العودة بنتيجة افضل من لومي او على الاقل الاكتفاء بالخسارة بهدف وحيد مثلما حدث امام ليسكر ومن ثم التعويض بالخرطوم. اخطاء فارياس بابعاد الاساسيين ففقدوا حساسية المباريات في لقاء العودة ولم نرى بشة الا قليلا فيما كان كاريكا يلعب بطريقة غيب وتعال. اجتهد جيوفاني واثبت بانه نجم التسجيلات ، ويمكن ان يقدم الكثير للفريق في صناعة اللعب وقد كان دوره مؤثرا في النتيجة. لكنه دفع ثمن التحويل المتكرر من اليمين للشمال فانحسرت خطورته في الشوط الثاني. خرج الهلال من الابطال منافسته المحببة بسبب الاخطاء المتراكمة من مجالس الكاردينال في التسجيلات . كان عمق الدفاع ثعرة كبيرة تسببت في اهتزاز الشباك وهو ما ظللنا نطالب به طوال السنوات الاخيرة وقد اسمعنا اذ نادينا حيا. وظهر افتقار الهلال لمهاجم الصندوق الصريح والهداف القناص. ادعى الكاردينال انه بحث بالقارة السمراء ولم يجد لاعبا يناسب الهلال. لو تفرج جيدا في لاعبي ليسكر والموانئ لاقتنع بان افريقيا واعدة وتملك المئات من المواهب التي تستحق ان ينفق لاجلها المال وتضرب اكباد الابل. انتهى موسم الهلال في الابطال وسيتحول مكرها للكونفدرالية وهو ما لم تكن تتمناه الجماهير العاشقة للازرق والمحبة للابطال. نتمنى ان يركز الكاردينال قليلا وويستغل موسم الانتقالات النصفية لسد الثغرات ، فالجوهرة على جمالها لن تخلب الباب احد طالما ان الهلال ودع الابطال بالدم والدموع والبكاء والانين. يجب ان يطلب المجلس من الجهاز الفني تقريرا متكاملا عن اسباب الخروج ، اوعن خطته للمشاركة في الكونفدرالية ونقاط القوة والضعف واسباب الانهيار وتدني اللياقة واستقبال الشباك للاهداف. لحق الهلال بالمريخ واهلي شندي ،ولم يصمد الا فارس التبلدي يقاتل وحيدا بلا خسارة ونتمى ان يستمر في مشوار التألق.