بتاريخ السادس من نوفمبر الجاري ظهر الناطق باسم المليشيا الإرهابية وهو يتلو بيان (ركيك) واضح أنه (مركّب) وفيه شركاء متساكسون أراد كل منهم أن تظهر بصمته فيه فجاء مثل (لحم الراس) بلا وحدة موضوع ولا شكل ولا بناء .. وإليكم البيان الذي سمعتموه ولكن مكتوباً والأقواس هذه من عندي وهي للاستغراب والعجب أحياناً والسخرية والضحك أحياناً أخرى: تلبية (لتطلعات) ومصالح الشعب السوداني تؤكد قوات الدعم السريع موافقتها على الدخول في الهدنة (الإنسانية) المطروحة من قبل دول الرباعية الولاياتالمتحدةالأمريكيةالإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وذلك لضمان معالجة (الآثار الإنسانية الكارثية) الناجمة عن الحرب وتعزيز (حماية المدنيين) من خلال (استكمال) بنود (الاتفاق) على الهدنة (الإنسانية) لادخال المساعدات (الإنسانية) وبصورة عاجلة (لجميع الشعب السوداني) كما (تتطلع) قوات الدعم السريع إلى (تطبيق الاتفاق) والشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات (وقف العدائيات) والمبادئ الأساسية الحاكمة (للمسار السياسي السياسي) في السودان بما يفضي إلى معالجة (الأسباب الجذرية للحروب) وانهاء معاناة (الشعوب السودانية) وتهيئة (البئة) لسلام عادل وشامل ودائم من خلال التزام الأطراف به (وتعروب) قوات الدعم السريع عن عميق شكرها وامتتناها للجهود الصادقة والمكثفة المبذولة من قبل دول الرباعية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل التوصل إلى هدنة (إنسانية) ووقف هذه الحرب المدمرة الدائرة في السودان أولاً. شركاء البيان هم الشركاء في دماء السودانيين وهم المليشيا الإرهابية وداعمها الإقليمي وصمود وتأسيس والحركة الشعبية شمال ثانياً. على الرغم من ورود كلمة (إنسانية) غير مرة وبشكل (ممجوج) ينبئ عن (هترشة) وضعف في اللغة العربية إلا أن ظهور من يرتدي زي المليشيا المتمردة وهو (يقطر دماً) يجعل هذه المفردة بلا معنى.. هذا ببساطة لأن قاموس المليشيا المتمردة يخلو منها تماماً وشواهد الانتهاكات والجرائم التي يندى لها الجبين ماثلة شاهدة ودماء الضحايا لما تجف لأنه لا تمر ساعة بغير قتل وسفك دم من قبلها وقد شهد بها كل العالم ثالثاً. (الآثار الكارثية) التي جاءت في البيان وهي من وضع تأسيس وصمود كان يمكن أن تقل إلى النصف أو الربع إن التزمت المليشيا المتمردة (بحرب نظيفة).. تتورع فيها عن استهداف المدنيين والبنى التحتية وكل الأعيان المدنية والمؤسسات الخدمية ولكن كل هذا كان مقصوداً فالعبارة ذر للرماد في العيون رابعاً. لا أدري كيف أعلّق على عبارة (تعزيز حماية المدنيين) وقد كان المدنيون واحدة من مراحل تمرد المليشيا وخطتها البديلة بعد فشل السيطرة على السلطة واعتقال القائد العام ومحاكمته ولا تزال في الذاكرة وصية الهالك بالمدنيين (خيراً) والتي طبقها الملاقيط تماماً خامساً. شوفوا الزنقة والاستعجال والشفقة والبيان يقول بصوت واحد لشركاء الدم الذين ذكرتهم لكم (تتطلع) قوات الدعم السريع إلى (تطبيق الاتفاق).. والتعريف بالإضافة في اللغة يقول بأن هناك اتفاق فعلاً يتطلعون لتطبيقه في حين أنه ليس هناك من اتفاق البتة وهذا معلوم.. ثم يقولون مناقشة وقف العدائيات (ومناقشة المسار السياسي) وهذه الجزئية تهم جداً شركاء المليشيا السياسيين وهم معروفون لديكم.. يريدون القفز لشراكة سياسية عبر بندقية المليشيا وهذا أمر لا يمكن إنكاره وقد أنشأوا حكومتهم (متعجلين) في نيالا سادساً. معالجة الأسباب الجذرية (للحروب) وورود كلمة (الشعوب السودانية) من مفردات الحركة الشعبية شمال فليس هناك من شعوب سودانية بل هناك شعب سوداني واحد فقط رغم كل هذا فقد خرقت المليشيا الإرهابية هدنتها المعلنة وأرسلت مسيراتها نحو عدد من المدن وظهرت عدد من (الأبواق) هنا وهناك لتقول لنا بان الجيش هو من أطلق المسيرات (ليثبت) أن المليشيا خرقت الهدنة.. لكم أن تتخيلوا هذا التبرير المعوج (الأعرج) الذي لا يشبه غير هؤلاء العملاء.. المسار السياسي الوحيد الذي يطمح له السودانيون في الوقت الراهن وفي المستقبل هو خلو مستقبلهم تماماً من المليشيا الإرهابية وداعميها ومناصريها وبغير هذا فإنهم سيكونون ضمن الذين يلدغون من (جحر المليشيا) مرتان.