و… السيد الهلال عندما يواجه زيسكو اليوم هدفه واحد، هو الفوز ولا شيء غيره، ومع سميح القاسم كلنا نردد: وارتعش الضياء بسحر أجمل مقلتين وتلفّتَ الدربُ السعيد، مُخدّراً من سكرتين وتبرّجَ الأُفُقُ الوضيء لعيد مولده والطير أسكتها الذهول، وقد صدحتِ بخطوتين والوردُ مال على الطريق يودّ تقبيل اليدين وفراشةٌ تاهت إلى خديكِ.. أحلى وردتين ثم انثنيت للنور في عينين.. لا.. في كوكبينْ ونُحَيْلةٌ همْتْ لتمتص الشذى من زهرتين رحماك! ردّيها.. ولا تقضي بموتي مرتين . وبمثلما ارتعشت بالضياء تلك المقلتين، سيرتعش أبناء زيسكو لأن جماهير الهلال أعدت لهم عيداً، على طريقة صديقي (القطر) فتلك الأعياد تشبه الهلال وتشبه جماهيره، عيداً يفرح فيه الأنصار قبل الصغار، عيداً تردد معه أولتراس الأسود (يا هلالنا يا نادي الأمة من قمنا وأنت القمة يا رب دوام نتلمى والفرحة ما ليها حدود). لابد هنا من رفع قبعة الاحترام عالية لأولتراس الهلال، لأنهم يمثلون الأنموذج الأمثل للمشجع الحقيقي، الذي يساند الفريق في كل الأوقات، وهو منتصر وهو مهزوم، وهو في أفضل حالاته الفنية والبدنية، وهو في أسوأ الحالات، والمتابع للأولتراس في أصعب الأوقات التي يعيش فيها الفريق واللاعبين حالات الاحتقان والصراعات، هم هكذا يعشقون الهلال فقط، يعشقون اللاعبين، لا يفرِّقون بين لاعب وآخر، هم مجموعة من الشباب أعمار صغيرة، يلتزمون بتقاليد الأولتراس المتعارف عليها في العالم، ومن خلال متابعتي لهذه المجموعة والتي أحرص لاحظت أنها تتطور بشكل ملحوظ كل يوم في نقل ثقافة الأولتراس بالتركيز على تشجيع الفريق في كل الأوقات وطوال زمن المباراة، وهو ما نحتاجه في مباراة اليوم، لا أقول أولتراس وحدها، بل كل روابط الهلال وعلى رأسها الموج الأزرق، وبقية الروابط الهلالية التي تعشق الكيان الكبير . أكرر وأنوِّه أن هذه المباراة في المقام الأول هي مباراة جماهير الهلال، نتيجة المباراة بين حناجرهم، ولا اعتقد، بل لا يساورني أدنى شك أن المقبرة اليوم ستمتلئ عن آخرها بمحبي الهلال من تلك الروابط، لا نرغب في متفرجين، ولا نقاد، نرغب فقط في تشجيع دور يصم الأذان، تشجيع يخيف الضيوف، يزلزل ثباتهم، يفقدهم التركيز، ويجعل الطريق لشباكهم سهلاً. ولنجوم الأزرق نقول كما قال سميح: قوموا أخرجوا من قَبْوِكم اليوم للأعراس دُقّوا له الأجراس وارفعوا الأعلام لاقُوه في حماس لاقوه بالهتاف.. بالأفراح.. بالأغاني هبّوا اصنعوا أعظم مهرجانِ غَطُّوا المدى بأغصنِ الزيتون وطيّروا الحمام. طيروا الحمام فرحة بفوز السيد الهلال . نعم يشهد كشف الهلال غيابات مهمة، يغيِّب السموأل بعامل الإصابة، ويغيب معه أمبومبو، ورغم هذا الغياب إلا أن كشف الهلال عبارة نجوم تتلألأ، وهناك أكثر من نجم، هناك أطهر الطاهر في الرواق الأيمن، وهناك الساحر البرازيلي جيوفاني، والشعلة، وولاء الدين، ومحمد موسى، كل هؤلاء قادرون أن يسدوا فرقة أمبومبو، تلك الخيارات المتاحة للكوكي لا اعتقد أنها متوافرة لغيره إذا أحسن استغلالها الاستغلال الأمثل . نجوم الهلال بما يملكون من قدرات مهولة وبدفع حماسي كبير وبغيرة لا حدود لها للشعار، وبتشجيع الأنصار لا محالة هم منتصرون، منتصرون من أجل تلك الجماهير التي لم تتركهم يوماً لوحدهم، منتصرون من أجل إثبات أنهم كبار القارة الأفريقية، منتصرون من أجل السودان وشعب السودان الذي يحتاج إلى الفرحة. منتصرون بإذن الله حتى يقوِّي أملهم في خطف بطاقة الترشح لمرحلة دور الثمانية، لأن هذه المباراة هي مباراة العبور، الفوز فيها يجعل الهلال متصدراً حال تعثر نكانا أمام الأشانتي كما هو متوقع بإذن الله . كل الأسباب متوافرة لنجوم الفرقة الزرقاء لتحقيق الفوز، فمجلس الإدارة حضوراً رافعاً المعنويات، والجماهير احتشدت من أجلهم، وكل مكونات المجتمع الهلالي تقف وقفة رجل واحد من أجل الفوز، ولم يتبق إلا أن تتوج تلك الجهود بإذن الله بنصر يسعد القاعدة الهلالية ويفرحها ويجعل الفريق أقرب من الجميع للتأهل لدور الثمانية. اللهم انصر الهلال، اللهم وفق نجومه، اللهم سدد رميتهم، اللهم اجعل الفرح تحت أقدامهم، اللهم أسعد بهم الأمة الهلالية آميييييييييييييييين. أخيراً جداً..! ندرك صعوبة المباراة، وندرك أن الإطار الفني بقيادة الكوكي وصلاح محمد آدم أكلموا الجاهزية لمباراة اليوم، وندرك جيداً أن أي مباراة لها ظروفها وطريقة اللعب التي تناسبها، وندرك جيداً أن الكوكي شاطر جداً في (تقفيل) مناطقه تجنباً لهدف يربك حساباته، لكننا وحتى لا نتدخل في الشأن الفني هذه المباراة يا عزيزي الكوكي لا تقبل أن (يتخندق) الفريق في مناطقه، هذه المباراة تحديداً يجب فيها الانتصار، والانتصار بالطبع لا يأتي بالاندفاع للأمام دون تركيز وترك ظهر الفريق كاشفاً، هو التوازن ما بين الخطوط، لكن الخندقة التي أدى بها الفريق المباراة السابقة لا تفيد في مباراة اليوم لأن الخصم سيأي -أيضاً- (متخندقاً) ومعتمداً على الهجمات المرتدة لإحراز هدف يربك به حساباتك، خندقة الخصم عزيزي الكوكي، نتمنى أن تجعلك مهاجماً بضراوة، ومدافعاً بحسابات، لأن النصر في مباراة اليوم يعقد حسابات زيسكو خاصة وأن لزيسكو مباراة مهمة أمام الأشانتي ونكانا في معقله وبالتالي مدربهم لا يرغب في هذا الأمر. توازن في الطريقة يا عزيزي، اجعل القدر الأكبر هجوماً، واحم مرماك من ولوج هدف يربك حساباتك، تلك هي الطريقة التي يمكنك بها الفوز، لكن محاولة اللعب مدافعاً تغري الخصم بالهجوم وتفقد الدفاع ثباته . أخيراً جداً..! نتمنى أن يكون مجلس الإدارة قد وضع في باله أمر (كشافات) الملعب، لأن مباراة الأشانتي الماضية أصابت الجماهير بالتوتر، لا نرغب في أي شيء يعكر هذه الأجواء، أجواء الانتصار الذي يداعب أهل الهلال، عليكم بمراجعة كشافات الملعب قبل المباراة بوقتٍ كافٍ، ولا تتركوا الأمر للظروف، أي عطل في الكشافات يحبط الجماهير ويقلل عزيمة اللاعبين ويدفع الحكم لتأجيل المباراة لليوم الثاني لتلعب عصراً، فهل احتطم لهذا الأمر ؟ نتمنى ذلك. أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء.