* أعلن الدكتور كمال شداد ترشحه لرئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم عبر الانتخابات المقررة نهاية هذا الشهر، ولاشكّ أنّ عودة الخبير الكروي العالمي إلى المشهد الرياضي ستحدث حراكاً وتشعل الانتخابات التي كانت مجموعة الدكتور معتصم جعفر تظن أنهّا ستكون سهلة من واقع عدم وجود منافس له اسمه وثقله، وبدايةً نقول إنّ إعلان د.شداد ترشيح نفسه يضع المجموعة الحالية في محك حقيقي خاصة رئيس الاتحاد الذي قال إنّه ترشّح في المرة الساقة ليقطع الطريق على صلاح إدريس بعد أن كانت الشكوك تحوم حول ترشح د. شداد بسبب القانون (الملغي) والذي حدّد فترة العمل في الاتحادات الرياضية بدورتين مالم يكن المرشح يشغل منصباً تنفيذياً خارجياً وهو الإستثناء الذي استفاد منه الأستاذ مجدي شمس الدين قبل أن يتم لاحقاً الغاء الفقرة المقيدة للترشيح. * إن فترة الاتحاد الحالية شهدت الكثير من الإخفاقات التي ضاعت فيها هيبة القانون وتمّ تطويع اللوائح بصورة مخجلة خاصة عندما يتعلق الأمر بالهلال والمريخ، كما ظلّت الشفافية في أمر إدارة أموال الاتحاد غائبة بصورة رسمت الكثير من علامات الاستفهام، وجاءت حادثة سحب نقاط مباريات زامبيا لتكون بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة للاتحاد خاصة بعد أن ضاعت القضية دون أن تجد الجهة المتسببة فيها المحاسبة، ولم تكن القضية إلاّ ثمرة من ثمرات الفوضى التي ضربت الاتحاد الذي انشغل رئيسه بكل شيء إلاّ قضايا الاتحاد فلانسمع له صوتاً إلاّ في بعض القضايا التي هي بعيدة كل البعد عن جوهر العمل المطلوب من الرجل الذي يفترض فيه أنّه الأول في اتحاد الكرة. * بالمقابل واصل السكرتير مجدي شمس الدين نجاحاته على المستوى الخارجي لكن داخلياً ظل يلعب دور رجل الإطفاء الذي يأتي في كثير من الأوقات بعد اخماد النيران، وكان من الطبيعي في ظل هذه الأوضاع أن تؤول كل الأمور إلى أسامة عطا المنان الذي لعب دور رجل الاتحاد المسيطر على الكثير من مقاليد الأمور، والحال كذلك فقد أصبح المتحدّث باسم الاتحاد هو محمد سيد أحمد وهو رجل يستند في ارائه على ميوله واهوائه وبالتالي تأتي هذه الآراء صادمة للكثيرين وتنعكس بالتالي على اتحاد الكرة. * إن إعلان دكتور شداد عن ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد السوداني لكرة القدم تعني عودة الهيبة والانضباط وسيادة روح القانون، ومن هذا المنطلق نساند هذه العودة ونقف معها، لانقول إنّ عهد شداد كان عهداً مبرأً من العيوب لكنّه الخيار الأفضل في الوقت الحالي بما يملكه من فكر متقدم وفهم عالٍ ومقدرة على قيادة المؤسسة الكروية الأكبر في السودان، يبقى من المهم بعد ذلك أن يحصل الدكتور على الضمانات الكافية (بلعبة) انتخابية نزيهة لاسيما وأنّه يواجه مجموعة تضم عضوين برلمانيين لديهما الخبرة في (شغل) الانتخابات السياسية فضلاً عن الرياضية.