كتبنا قبل لقاء الهلال بفرقة النسور جبل أولياء في الجولة الحاسمة ضمن مباريات دوري الثمانية لبطولة كأس السودان وقلنا أن المباراة في ظاهرها سهلة من واقع الفوراق الكبيرة التي تفصل بين الفريقان من حيث المحترفين الأجانب والجمهور وكلها عوامل تصب في مصلحة الهلال خلال المباراة ونصحنا الجهاز الفني للهلال بقيادة المدير الفني الكابتن صلاح محمد ادم للإستفادة الفنية القصوى من المباراة والعمل على معالجة الأخطاء المتكررة التي ظل يقع فيها اللاعبون خاصة إحراز الأهداف وإهدار السوانح التي تلوح أمام مرمى المنافسين خلال المباريات وهي مشكلة مزمنة ظلت متواصلة منذ عهد المدرب الأسبق الفرنسي ديجو غارزيتو مروراً بعهد المدرب السابق الكابتن أحمد ادم دون أن تجد العلاج الناجع وهذا في تقديري خلل واضح وتراكمي ظلت تتجاهله الأجهزة الفنية ولا تعيره الإهتمام المطلوب على الرغم من أهميته القصوى لأن نتائج المباريات لا تحسم بغير الأهداف التي تلج مرمى المنافسين خلال المباريات ..فالأداء الجميل والمموسق وعلى الرغم من أهميتها إلا أن دفتي سفر التاريخ سرعان ما تتجاوزها إلا النتيجة النهائية التي دونها حكم المباراة المعنية في تقريره بعد إنتهاء المباراة ودونكم الأداء الرائع للاعبي الهلال خلال مباراة الدورة الأولي للدوري الممتاز في الموسم الحالي والتي جمعته بنده التقليدي المريخ وعلى الرغم من قيادة لاعبي الهلال لعشرات الهجمات على مرمى حارس المريخ عصام الحضري خلال شوطي المباراة لم ينجح أحدهم في وضع الكرة في شباكه وقد كان المريخ يومها مستسلماً وهنالك العديد من الأمثلة في المباريات الأفريقية التي خاضها الهلال ليخرج من التنافس الأفريقي من الأدوار الأولية.
ولذلك طالبنا الجهاز الفني للهلال بالإهتمام المتعاظم بهذه الجزئية وعدم إغفالها لأهميتها خاصةً وأن إنطلاقة النصف الثاني للموسم التنافسي باتت على الأبواب والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين. ولكن وعلى الرغم من الفوز الذي حققه الهلال بهدف وحيد إلا أن ظاهرة إهدار السوانح أمام المرمى قد تواصلت ودونكم كمية الفرص المهدرة خلال هذه المباراة.
لم يفت الأوان بعد لمعالجة الأخطاء والتركيز على إحراز الأهداف وتحويل حتى أنصاف الفرص إلى أهداف والهلال يتمتع بلاعبين أصحاب مهارات عالية ومضارب قوية فقط ينقصهم التركيز داخل الثلث الأخير والتعامل مع السوانح التي تلوح أمام مرمى المنافسين بالجدية المطلوبة. ندرك أن الجهاز الفني الجديد بقيادة المدرب الشاطر صلاح محمد ادم يحتاج للمزيد من الوقت حتى يقف على الإمكانات التي يتمتع بها اللاعبين والفوارق الفردية التي تفصل بين كل لاعب على حدا ولكننا في سباق مع الزمن لأن إنطلاقة الدوري الممتاز باتت على الأبواب والجمهور الهلالي يعتبر الممتاز بطولته المحببة ويرغب دوماً في تصدرها والظفر بكأسها.