حقق الهلال المهم امام فرقة النسور الأم درمانية بحصولهم على نقاط المباراة كاملة واستردادهم لصدارة منافسة الدوري الممتاز وذلك بعد ان استشعروا بخطورة الموقف والمنافس يجبرهم على تقبل التأخر بهدف في الحصة الاولى من المباراة والتي سادت فيها التمريرات الخاطئة من قبل لاعبي الهلال الأمر الذي حفز فرقة النسور على مهاجمتهم والنيل من مرماهم ولكن في الحصة الثانية تحسن اداء الهلال كثيراً ليدرك سيف مساوي افضل من يجيد الألعاب الهوائية هدف التعادل برأسية محكمة ليضيف محمد احمد بشه الهدف الثاني برأسية ايضاً ويؤمن المحترف الغيني اكانقا فوز الهلال باحرازه للهدف الثالث بقذيفة يسارية.
لقد صبت فئة من الجماهير القليلة التي تابعت اللقاء من داخل استاد المريخ جام غضبها على الجهاز الفني للهلال بقيادة المدير الفني الفرنسي ديجو غارزيتو وذلك بسبب الطريقة التي ظل يعتمد عليها ويصر عليها في جميع المباريات مما يؤدي الي اصابة مرمى الهلال ولكن يجب ان نتوخى الموضوعية في نقدنا للأشياء ونبتعد بقدر الامكان عن الانطباعية في تناولنا للأحداث فالمدير الفني للهلال ديجو غارزيتو لم يخترع طريقة اللعب 3/4/3 ولكنها طريقة معروفة وتعتمد عليها الكثير من فرق كرة القدم حول العالم وهي طريقة هجومية والمعروف انه في لعبة كرة القدم يعتبر الهجوم هو افضل شكل من اشكال الدفاع فلاعبو خط الوسط والدفاع يقاتلون من اجل نقل الكرة في اتجاه خط هجومهم وعلى الأجهزة الفنية ان تتذكر ان وضع المهاجمين دائماً في الخطوط الأمامية قد لا ينتج عنه احراز اهداف فالمدافعين دائماً امامهم الفرصة الأفضل لكسب الكرة ومهاجمة فريقك بهجمات مرتدة سريعة قد تنجح في الوصول الي شباك فريقك ولذلك تعتمد طريقة اللعب 3/4/3 في نجاحها على مدى استيعاب اللاعبين لمتطلباتها خاصة ثلاثي الهجوم الذين ينبغي عليهم اجادة التواصل مع زملائهم بالفريق والدفاع بمجرد فقدان الكرة فالمهاجم المعزول عن بقية افراد الفريق لا يمكنه فعل شئ وحيداً ولذلك عليه التواصل مع زملائه بحثاً عن الدعم والمساندة والتفكير السريع ولتكون الهجمات مثمرة وذات جدوى يجب ان تتكون من ستة الى سبعة لاعبين.
لعبة كرة القدم تنبني على أربعة اعمدة اساسية يتوقف نجاح اي فريق علي اجادتها وهي: الفهم ، الدعم ، التواصل والثقة بالنفس وبالفريق كمجموعة .. ومنذ قدوم المدرب ديجو غارزيتو للهلال وضح انه يريد ان يطبق هذه الطريقة مع لاعبي الهلال والمعروف ان ادخال طريقة لعب جديدة يتطلب وبالضرورة وقتاً طويلاً حتى يجيدها اللاعبون وبالتالي تتطلب الصبر من الجماهير وهذا مالم يحدث دعونا ننظر الى فريق برشلونة الذي ساد بطريقته العالم وصار ينتصر على جميع المنافسين بكل سهولة ويسر فهل تعتقدون ان لاعبي برشلونة قد اجادوا هذه الطريقة خلال موسمين او حتى ثلاثة كلا بل ان الامر تطلب منهم عدة سنوات في المدارس السنية مروراً بالفريق الأول حتى أجادوها وحفظوها عن ظهر قلب ..
عودة على بدء نقول ان العيب ليس في طريقة اللعب او التنظيم الذي يعتمد عليه غارزيتو ولا في لاعبي الهلال طالما ان الاخطاء وعدم الاجادة واردة في مثل هكذا مواقف ولا يمكن تجنيبها اذاً علينا بالصبر وعلى اللاعبين المثابرة حتى يجيدوا الطريقة الجديدة عليهم وبعدها سوف يتسيدوا الساحة الافريقية والمحلية .. وكذلك مع منتقدي غارزيتو الحق في انتقاده انطلاقاً من المقولة ان افضل المدربين ليسوا هم الذين يخلقون التنظيم الأفضل ولكنهم الذين يضعون افضل الخطط لفريقهم بالطريقة التي تبرز نقاط القوة وتخفي نقاط الضعف .. بمعنى أنه كان على غارزيتو ان يجتهد أكثر مع لاعبيه خاصة اولئك الذين يلعبون في المقدمة الهجومية لأن اهدارهم للسوانح السهلة هو الذي يبرز سلبيات الطريقة الجديدة ويخفي ايجابياتها وعليكم ان تعيدوا الى ذاكرتكم الاهداف التي اهدرها مهاجمو الهلال امام سيو سبورت العاجي في ابيدجان وام درمان واضعين في الاعتبار ان الهلال خرج من المنافسة بفارق هدف وحيد!! ودونكم عددية الاهداف التي اهدرها تراوري في مباراة امس الاول امام النسور علي الرغم من فوز الهلال بثلاثية مقابل هدف وكما اسلفنا فان كرة القدم تنبني على اربعة أعمدة اساسية هي الفهم والدعم والتواصل والثقة بالنفس وبالفريق كمجموعة ومتى ما توفرت هذه الاعمدة الأربعة فحتماً سوف ترافقها الانتصارات والأفراح كما حدث في الشوط الثاني لمباراة امس الاول وبعدها تحدث الهزائم والانكسارات وانصح ادارة وجماهير الهلال بالصبر ثم الصبر ، فالقادم احلي .. ودمتم ..