درجت أندية الكرة السودانية وعند قرب نهاية الموسم وبدء ارهاصات التسجيلات الشتوية تتسابق نحو حصد نجوم التسجيلات ويحتدم التنافس بين اللاعبين الوطنيين بعد أن تشاهدهم الأندية من خلال المنافسات المتعددة لاتحاد الكرة في السودان، وقد تصيب الرؤية في اللاعبين المحليين بعض الأحيان، لأن من رأي ليس كمن سمع، ولكن يصل الاخفاق في تسجيلات اللاعبين الأجانب حد الفشل الذريع وذلك لأن السمع يسبق الرؤية، ولأن سماسرة التسجيلات لا علاقة لهم بكرة القدم إنما يقدمون الربح على جودة اللاعب. الأندية ليس لديها (كشيفين) معظم الأندية التي تستعين بلاعبين أجانب ليس لديها (كشيفين) يقومون بمتابعة اللاعبين في الدوريات في محيطنا الأفريقي والعربي أو حتى في البرازيل التي دائماً ما يفد إلينا منها لاعبين، فيلعب سماسرة التسجيلات مباراتهم في جلب لعيبة ليس في قامة الفرق خاصة القمة السودانية المريخ والهلال، فكثيرًا ما شربت القمة من مقلب اللاعبين الأقل عطاءً.
المادة هي المعضلة أحياناً أحياناً تلجأ الأندية لتكملة الكشف بأي لاعب محترف ككسب إداري وذلك قد تكون بعض الإدارات في بيات شتوي من الفلس ولا تستطيع جلب لاعبين أصحاب وزن ثقيل، بل أي لاعب أجنبي وكفى، ولعل هذا ما ظهر عندما سجل المريخ في الفترة التي استقال فيها السيد جمال الوالي في التسجيلات الشتوية السابقة أكثر من لاعب ولم تمض ستة أشهر حتى قام بشطبهم وعلى سبيل المثال موانزا وماكسيم، كما أن الهلال مر بنفس التجربة عندما انفق أمولاً طائلة في اتوبونغ وكان أقل قامة من الهلال ليقوم الهلال بشطبه.
لاعبان خلقا ضجة وفشلا في القمة هناك لاعبان كانت تسجيلاتهما حديث الرياضة في السودان وذلك للأموال الكثيرة التي أنفقت فيهما ولكنها لم يقدما ما يشفع لهما تلك الضجة. فالمريخ سجل نجم انيمبا حينها وارغو بعد أن تدخل الأهلي القاهري طرف ثاني في بداية الأمر ما جعل المريخ يدفع مالاً كثيرًا والظفر بخدماته لأنه كان نجماً مميزًا في آخر بطولة إفريقية يخوضها مع انيمبا النيجيري قبل التوقيع في كشوفات المريخ، وبالرغم من التوقعات التي كانت تنتظره أن يقود المريخ لمنصات التتويج لكنه فشل داخلياً وخارجياً مما أصاب الجميع بالإحباط وقضى سنين تسجيله وغادر غير ماسوف عليه. أيضاً صاحب تسجيل محترف الهلال اتوبونغ الذي سجله الهلال من الاتحاد السكندري المصري ودفع الهلال مالاً كثيرًا وكانت الجماهير الزرقاء تعوِّل عليه بحكم أنه كان هدافاً للاتحاد السكندري ولكن أتت رياح اتوبونغ بمالا تشتهي جماهير الهلال، حيث فشل فشلاً ذريعاً أيضاً ولم يقدم ما يشفع له لإعادة قيده فتم شطبه.
اليجا تانا وكاسيروكا وبن ضيف الله والقائمة تطول سجل المريخ من قبل اللاعب كبير العمر اليجا تانا والذي كان أحد أسباب هزيمة المريخ في نهائي الكونفدرالية مع الصفاقسي التونسي وكانت صفقة خاسرة لم يتعظ منها المريخ ليأتي باللاعب كاسيروكا الذي تم تسجيله بعد مشاهدته في بطولة سيكافا فظل ملازماً لكنبة الاحتياط إلا قليلاً من المشاركات، كما لم يضف اللاعب التونسي بن ضيف الله، بل كان ضيفاً طيلة الفترة التي قضاها بالمريخ. كما كان للحارس الفلسطيني رمزي سبباً أيضاً في فقد المريخ للممتاز في الموسم الذي كان حارساً للمريخ، فتسجيله تم بدون أي رؤية فنية فشرب المريخ المقلب.
كابوندي وأمولادي وسولي شريف وافياني فشل تاني مر على كشوفات الهلال لاعبون كانوا عالة على كشف الفريق ولم يقدموا أي مستوى يجعلهم في قامة لاعبين أجانب يحق لهم التسجيل في كشف الهلال، فمنهم من قضى أكثر من موسم حتى تتاح له فرصة إثبات وجوده في الكشف، ولكنهم فشلوا في المحافظة على موقعهم في كشوفات الهلال، فكابوندي كان معبرًا لخسارة الهلال من مازيمبي، وأيضاً فشل كل من أمولادي وسولي شريف وأفياني.
هل نلدغ من جحر الأجانب ثانياً؟ إذا كانت هذه العينة من اللاعبين الذين فشلوا وسجلوا فشلاً كتب على صحائف سوداء بسبب التسجيل الخاطئ وعدم النظرة الثاقبة ثم عدم اسناد الأمر لأصحاب الاختصاص فهل يمكن أن نرى كاسيروكا آخر وأفياني ثاني؟ أم أن الموسم القادم يشهد نجوماً كبيرة بقيمتها الفنية وتسجل في دفتر أنديتنا السودانية خاصة قمتي الكرة المريخ والهلال بأحرف من الموهبة التي تشفع لهم الاستمرارية كما استمر بعض الأجانب الذين فرضوا أنفسهم في كشفي القمة بما قدموه من مستويات أهلتهم في البقاء في الكشوفات لأكثر من موسم؟، أم تُكسر الجرة عام التسجيلات القادم ونعض أصابع الندم.