حقق المنتخب القومي نتائج جيدة في تصفيات الأمم الأفريقية للمنتخبات الحالية فقد فاز في افتتاح مجموعته على الكنغو بالخرطوم ثم تعادل أمام المنتخب الغاني على أرضه وبين جمهوره وكانت مفاجأة سارة لكل الرياضيين بالسودان وقد تناقلتها جميع أجهزة الإعلام الأفريقية والعربية والعالمية. ولكن يجب أن ننظر إلى ذلك بنظرة واقعية وبلغة المنطق حتى لانسبح في بحور من الأوهام أو الأحلام لأنه تنتظرنا مباراة مهمة أمام الكنغو قبل أن نقابل المنتخب الغاني القوي بالسودان. والحقيقة التي لابد أن يعلمها الجميع أن المنتخب الغاني أفضل من المنتخب القومي بمراحل كبيرة من حيث المستوى أو الخبرات أو الانجازات وتعادلنا أمام المنتخب الغاني لايعني تطور كرة القدم السودانية ووصولها إلى مستوى يماثل أو يوازي أو يقارب مستويات المنتخبات الأفريقية المتطورة أمثال المنتخب المصري أو المالي أو النيجيري أو الكاميروني . يجب أن لا ننسى حقيقة مستوانا ومدى مقدرتنا التي يحددها الفهم الحقيقي لواقع كرة القدم السودانية لأن النظر إلى الشئ بمنظور الحقيقة يعني معرفة الداء وتحديد الدواء وهذا هو سبيل النجاح والتطور لكرة القدم السودانية . على الاتحاد العام لكرة القدم وضع خطة لتطوير كرة القدم السودانية على المدى القريب وعلى المدى الطويل ولن يتم ذلك إلا عن طريق التخطيط السليم المبني على الواقع الحقيقي والاستعانة بالمختصين في هذا المجال لوضع الخطط العلمية والمدروسة والتي تساعد في تطوير الكرة السودانية حتى نسير في طريق واحد مع تطور كرة القدم الأفريقية. و نشير إلى المعسكر الذي أقامه الاتحاد العام لكرة القدم بدولة اريتريا لأنه معسكر غير مدروس تم التخطيط له بدون مشاركة لاعبي الهلال الذين يمثلون القوة العظمى في المنتخب الوطني، وبعد قيام المعسكر قام الاتحاد العام لكرة القدم بالموافقة لمجلس إدارة المريخ بمشاركة لاعبي المريخ بالمنتخب في مباراة المريخ أمام اتحاد جدة الودية والتي لايعرف مصيرها حتى كتابة هذه السطور ولا نعلم متى عودة لاعبي المريخ إلى معسكر المنتخب بدولة اريتريا . في ظل الظروف الحالية كان الأفضل للاتحاد العام لكرة القدم وللمدرب الوطني محمد عبدالله مازدا إقامة معسكر المنتخب الوطني بالسودان مع إقامة تجربة ودية دولية مع منتخب قوي يساعد في إعداد المنتخب بصورة كبيرة وتتحقق منها الفائدة لأننا سوف نقابل منتخبيّ الكنغو وغانا وهن من الدول المتطورة في كرة القدم لذلك لن تتحقق الفائدة من المعسكر المقام الان في دولة ارتيريا . ليعلم الجميع أن النتائج والانجازات لا تتحقق بالصدف أو بالأماني أو الأحلام وإنما تتحقق بالتخطيط السليم وتنفيذه بدقة متناهية على أرض الواقع مع متابعته بصورة دقيقة وإيجاد الخطط البديلة في حال فشل بعض الجوانب . ختاماً أمنياتنا أن نبدأ مسيرتنا الرياضية من حيث واقعنا حتى نصل بكرة القدم السودانية إلى العالمية وذلك وفق برامج علمية لأن العشوائية في كرة القدم تعني مزيد من فقدان كرة القدم السودانية لبريقها.