اللصوص وضعوا المسدس على رأس طمبل ونهبوا المنزل وفروا هاربين هاتف (قوون) فتح باب المفاوضات .. والقيادي الكبير نقل الخبر المثير للوالي ابو سن لرئيس اورلاندو : فنار بخشة طلب طمبل ونصحناه بجنوب افريقيا ليستمتع بالمونديال دولارات المريخ وصلت جنوب افريقيا قبل المندوب صديق علي صالح .. وانهت الصفقة بسرعة محاولات مكثفة من البرنس هيثم مصطفي وريتشارد جاستن لاقناع طمبل تنتهي بالفشل
شاهد علي العصر:الحلقة الاولي ملفات يكتبها : معاوية صابر
شاهد علي العصر .. سلسلة من الحلقات ننشرها تباعا على صفحات قوون خلال شهر رمضان الفضيل .. نحاول من خلالها تثبيت بعض الوقائع التي سجلها التاريخ .. ونسعي من خلالها ايضا الي تذكير الجماهير بتلك الاحداث .. لتظل باقية في مكتبة الرياضة السودانية .. في الحلقة الاولىى من شاهد على العصر نتناول قصة اللاعب الكبير هيثم طمبل وكيف انتقل من الهلال الى اورولاندو .. ومن اورلاندو الى المريخ في صفقة اثارت جدلا ..
بداية الحكاية كانت بداية الحكاية في عام 2006م والهلال يشارك في بطولة الاندية الافريقية الابطال .. ولعب في الدور التمهيدي امام الشرطة اليوغندي لم يكن وقتها مصنفا وتعادلا ذهابا بكمبالا بدون اهداف وفاز الهلال بامدرمان بثلاثية وكان نصيب هيثم طمبل هدفين .. والغريب ان طمبل لم يظهر في قائمة هدافي الهلال في الجولة الثانية امام الرينجرز النيجيري رغم ان الفريق رد على خسارته في نيجيريا برباعية نارية وبلغ دور ال 16 ليواجه فريق اورلاندو بطل جنوب افريقيا واحد اشهر الاندية الافريقية .. في دور ال 16 لعب الهلال مباراة الذهاب بجنوب افريقيا .. وكانت واحدة من اقوى المواجهات للفريق في البطولة على الاطلاق .. وتألق فيها هيثم طمبل رغم ان قائمة الهلال ضمت الى جانبه لاعبين كبار بينهم محترفين اجانب .. ولفت الانظار بحركته واسلوبه في اللعب .. ورغم الخسارة التي تعرض لها الهلال في تلك المباراة الا ان نجمنا كان لامعا وساطعا .. وحتى لقاء الاياب الذي انتهى بفوز الهلال بثلاثة اهداف مقابل هدف كان مثيرا .. وخرج بعده الهلال من البطولة وكان قريبا من الوصول الى دوري المجموعات اكثر من الموسم الذي وصل فيه .. وهذه كانت بداية الحكاية .. وتبعتها حكايات وحكايات ..!!
اتصالات وانتقال معلوماتي ليست كبيرة عن الاتصالات التي تمت بين بطل جنوب افريقيا والهلال لانتقال طمبل .. لكن الواضح ان الهلال لم يمانع في تسويق لاعبه ولعله اراد ان يكون بداية لاحتراف سوداني جديد يفيد الكرة السودانية .. المهم ان طمبل دخل دنيا الاحتراف .. وسافر الي جنوب افريقيا .. واوفد الهلال عضو المجلس في ذلك الوقت المهندس التجاني ابو سن .. وتمت عملية الانتقال بهدوء واصبح طمبل لاعبا لفريق اورولاندو .. واول لاعب سوداني يلعب في دوري افريقي بمستوي الدوري بجنوب افريقيا .. وبدأت رحلة محفوفة بالمخاطر للاعب طموح يبحث عن انجاز جديد يضيفه لبلده بعد مشواره الناجح مع صقور الجديان الذي توج فيما بعد بالوصول الي نهائيات كاس الامم الافريقية بغانا 2008م لاول مرة بعد غياب دام ثلاثون عاما ..
طمبل كان مطلوبا في اوروبا والهلال رفض وعلي ذمة الموقع الرسمي لنادي اورلاندو ان هيثم طمبل كان مطلوبا للاحتراف بالدوري الاوروبي وتحديدا بنادي فنار بخشة وهذا ما قاله موفد المجلس التجاني ابوسن ولم يتوقف عنده احد في ذلك الوقت بل ان التصريح المنسوب لموفد الهلال اشار ايضا الي رغبة الاهلي المصري والاهلي السعودي لضم اللاعب وان الهلال فضل جنوب افريقيا .. وقال التجاني ايضا انهم نصحوا اللاعب بالانضمام لاورلاندو لان جنوب افريقيا ستستضيف كاس العالم وهي فرصة طيبة للاعب ليكون موجودا في 2010 في قلب المونديال ..!!
المفاجأة الكبري المفاجأة التي لم يتوقعها طمبل بعد اكتمال مراسم التسجيل ان اورلاندو قد استعان بمدرب جديد ليقود الفريق في المرحلة المقبلة خلفا للمدرب السابق الذي اشرف على الفريق في نسخة 2006م من بطولة الاندية الافريقية الابطال .. وكان البديل المدرب الصربي المعروف ميشو ..!! هذا التبديل المفاجئ تسبب بعد ذلك في نهاية فترة احتراف طمبل .. وعجل بعودته الي السودان .
لقاء قوون وهداف السودان العالمي لم اكن اعرف هيثم طمبل في ذلك الوقت معرفة شخصية رغم علاقاتي القوية مع عدد كبير من اللاعبين المقربين له .. واذكر ان صحيفة قوون قد نظمت مسابقة هداف السودان العالمي وهي عبارة عن احصاء لعدد الاهداف الدولية التي يسجلها اللاعب مع منتخب بلده وفريقه ويفوز بالجائزة اللاعب الاكثر تسجيلا للاهداف .. وكان طمبل اول الفائزين بالجائزة وهي عبارة عن كاس وجائزة مالية قدرها خمسة ملايين جنيه بالقديم وكنت مشرفا علي المسابقة .. وكانت شركة سوداني راعيا رسميا لها .. واذكر ان الشركة قد فوضت الاخ الباقر الشريف وراشد محمد عثمان بمتابعة كريمة من الاستاذ محمد الامين مصطفي .. وكان معنا ايضا من سوداني في ذلك الوقت الدكتور هاشم البدري والدكتورة بتول .. وبحكم وضعي في المسابقة كان لابد ان اجري اتصالات مع الفائزين .. الاول هيثم كمال طمبل والثاني فيصل العجب والثالث عبد الحميد السعودي وصانع الالعاب هيثم مصطفي .. وقابلت طمبل واهداني الشريحة سوداني التي قدمت له من شركة سوداني الراعي الرسمي للمسابقة وكانت الشرائح في ذلك الوقت عملة نادرة وما زالت الشريحة معي الي يومنا هذا .. وسافر نجمنا الي جنوب افريقيا .. وبقيت انا بالسودان علي وعد ان نلتقي مجددا .. وحصلت على رقم هاتفه في جنوب افريقيا ..
مكالمة العيد السعيد كانت صحيفة قوون وما زالت لا تعرف الاجازات .. واذكر اننا حضرنا في اليوم الاول للعيد لاعداد العدد الصادر من قوون .. وكنا نقتسم العمل انا وزميلي وصديقي العزيز احمد الحاج .. وطلب مني ان اساعده بمادة جميلة تتناسب مع مناسبة العيد السعيد .. وقلت له عندي فكرة مادة جديدة .. واخبرته انني ساتصل بالكابتن هيثم طمبل في جنوب افريقيا لاسأله عن عيده الاول بعيدا عن الاحباب والاهل .. وبالفعل اتصلت بالنجم الكبير .. وتحدث معي في بداية الامر بشكل طبيعي .. لكن اثناء الحديث شعرت انه غير مرتاح .. وبمعنى اوضح متضايق وحاولت ان اعرف السبب فلم اجد منه اجابة واضحة وكان يراوغ في الحوار .. لكنني تأكدت من عبارات وردت على لسانه اثناء حديثي معه انه يرغب في انهاء فترة احترافه لان المدرب لا يحبه .. وكان مدرب اورلاندو في ذلك الوقت الصربي ميشو اذا لم تخني الذاكرة .. ولم يكن يحب هيثم وابعده من القائمة الاساسية للفريق وفضل عليه المهاجم الاثيوبي فكرو .. وكان فكرو صديقا لطمبل بحكم الانتماء الي المنطقة ..
واستمر الحوار ..!! انتهت فترة العيد السعيد .. وقادني حسي الصحفي لمواصلة الاتصالات الهاتفية بالكابتن هيثم طمبل .. ولا ادري لماذا كنت مصرا على الحديث معه كل يوم تقريبا .. وفي يوم من الايام حدثني سعيدا بمشاركته اساسيا في مباراة رسمية لفريق اورلاندو في بطولة الكاس .. وجرت المباراة في اليوم التالي لحديثي معه .. وبعد المباراة تحدثنا طويلا .. وكان سعيدا بالمشاركة الاولي التي صنع فيها هدفا وسجل الثاني .. وتغيرت حالته تماما من احباط الي سعادة بالظهور الاول وبهتاف الجمهور .. وزادت سعادة طمبل والجمهور يختاره نجما ويطلب مشاركته في مباريات الدوري بجانب فكرو المتألق في خط الهجوم ..
حادثة مخيفة ..!! هناك قصة لم يتم تداولها واختلفت الروايات حولها .. تشير الي تعرض منزل طمبل في جنوب افريقيا لعملية سطو .. وان هذه العملية قد تركت اثرا نفسيا سيئا عند اللاعب .. وتقول الراوية ان ثلاثة لصوص مسلحين قد اقتحموا منزل طمبل للسرقة والنهب واشهروا السلاح في وجهه .. بل ان احدهم وضع المسدس على رأس نجمنا الكبير .. وكان معه ثلاثة سودانيين .. تقول الرواية انهم يعملون في بريتوريا وهم محمد عيسي واحمد الطيب وابراهيم .. وكان لحظات مخيفة للغاية حيث كان طمبل قريبا من الموت .. ونجا باعجوبة .. وحدثني الرجل الخفي الذي كان يراسل قوون لاكثر من عشرين عاما عن الاحوال الامنية في المنطقة التي يسكن فيها نجمنا الكبير .. وعلمت من حديثه ان هناك مشاكل خطيرة لن يتحملها نجمنا .. وحدثني ايضا عن حياة السودانيين هناك .. وبينهم شاب يحرص دائما على استقبال القادمين من السودان وهو الذي اطلعني علي الاسرار الخفية في العقد الذي وقعه الهلال مع اورولاندو وانتقل بموجبه اللاعب الي جنوب افريقيا .. الحادثة اصبحت سببا من الاسباب العديدة التي تجمعت وعجلت بنهاية فترة احتراف طمبل .. لانها اعقبت تألقه في مباراة الكاس ..!!
حوار الصراحة ..!! في يوم من الايام كنت اتحدث مع الاخ احمد الحاج عن طمبل .. وكان يحدثني عنه باعجاب ويقول لي انه اللاعب السوداني الوحيد الذي هزم المهاجمين الاجانب .. بعد هذا الحوار اتصلت بالكابتن طمبل .. وكنت استعمل هاتف صحيفة قوون باذن من رئيس التحرير .. ودار بيننا حوار طويل .. انتهي بعبارة صريحة من اللاعب يعلن رغبته في العودة الي الخرطوم .. ولم يحدد فريقا بعينه يعود اليه .. في اليوم نفسه زارني قيادي بارز في المريخ .. ليس عضوا في مجلس الادارة ولكنه قريب من المجلس ونقلت اليه ما يدور بيني وطمبل .. وسألني سؤالا مباشرا هل تنصح بفتح الباب للتفاوض معه .. فقلت بلا تحفظ نعم ..!! وبعد ذهاب صديقي القيادي البارز اتصلت مرة اخري بهيثم طمبل ونقلت اليه ما دار بيني وبين صديق وفاجأني بانفعال شديد بانه لا يريد ان يتفاوض مع المريخ ..!!
اتصالات جمال الوالي وعلي غير العادة اتصل بي طمبل من هاتفه الجوال .. وهو اول اتصال استقبله منه .. وقال لي انه استقبل مكالمة هاتفية من شخصية مريخية بارزة ويقصد جمال الوالي .. وان باب المفاوضات قد انفتح .. وطلب مني ان استمع اليه بهدوء وان اقف معه واسانده .. وللامانة والتاريخ طمبل كان يريد العودة للهلال .. وطلب ان نساعده في العودة الي الهلال وليس الانتقال للمريخ .. وكان يتحدث عن صديقه العزيز هيثم مصطفي وشلته الجميلة في الهلال .. واخبرني ان ريتشارد جاستن قد اتصل به ايضا ونصحه بالعودة للهلال ..
خطوة جريئة من المريخ الخطوة الاهم قام بها المريخ وفجر بركان الغضب في الهلال لانها فتحت ملفا خطيرا بطله موفد الهلال التجاني ابو سن .. المريخ خاطب اورلاندو وطلب طمبل رسميا .. وارسل العقيد صديق علي صالح الي جنوب افريقيا لاكمال الترتيبات .. والاهم من ذلك كله ان قيمة الصفقة قد وصلت الي جنوب افريقيا قبل ان يصل مندوب المريخ صديق .. وبعد هذه الخطوة الجريئة من المريخ فتح الهلال ملف لاعبه طمبل وكانت المفاجأة التي لم يصدقها احد ان عقد انتقال اللاعب الي اورلاندو لا يشمل شرطا يمنع اللاعب من الانتقال لنادي سوداني .. وان العقد كثير الثغرات .. وتعرض المهندس ابو سن في ذلك الوقت لهجوم عنيف من قطاعات الهلال المختلفة ..
اللحظات الحرجة وفي الوقت الذي كان فيه العقيد صديق علي صالح يجلس مع ادارة اورلاندو كان طمبل يبحث عن مخرج ليعود الي الهلال مرة اخري .. وتدخل اكثر من لاعب كبير لانقاذ الموقف بينهم هيثم مصطفي .. وتمسك الهلال بموقفه الرافض لعودة اللاعب مقابل مبلغ مالي جديد .. وانتهت الحكاية وتحول طمبل الي المريخ في صفقة قياسية تعتبر الاكبر في تاريخ الاندية السودانية في ذلك الوقت ..
تعليق مهم .. طمبل كان مشروعا لصناعة اول محترف سوداني في اوروبا .. لم يجد العناية والاهتمام من القائمين بامر الكرة في الهلال والمريخ والمنتخب الوطني .. علينا ان نهتم باللاعبين المميزين امثال طمبل .. وسنكسب ولن نخسر ..!!
