تطور عدد كبير من الدول فى كرة القدم جاء بسياسات علمية بحتة وهو الاهتمام باللاعبين الصغار من اعمار تبدأ من السادسة وهى العمر الحقيقى لتعلم كرة القدم وأى رياضات اخرى، فمثلاً هناك اكاديميات فى كرة القدم عالمياً مثل (لاماسيا) التى عرفت فى اسبانيا عبر النادى الاكثر شعبية وهو برشلونة، حيث قامت هذه الاكاديمية بتخريج عدد من اللاعبين المتميزين، واصبح النادى الكتلونى اغلب لاعبيه فى الاكاديمية من الاكاديمية ، ولعب عدداً من المباريات التنافسية فى الدورى الاسبانى وبطولة كأس اوربا بتشكيلة ضمت كل اللاعبين الذين تخرجوا من (لاماسيا) . وافريقيا عرفت اكاديمية اسيك ابيدجان العاجية التى رفدت اعداد هائلة من اللاعبين الايفواريين وغيرهم إلى اندية كبيرة فى العالم مثل: ديدى دروغبا الذى انضم هذا الموسم إلى نادى شلسى الانجليزى بعد ان لعب فى عدة اندية اوربية منها فنبرخشة التركى وشلسى قبل موسمين من الان كذلك يحيى تورى لاعب مانشستر سيتى الحالى وبرشلونة السابق وشقيقه حبيب كولو تورى لاعب ليفربول الحالى والارسنال ومانشستر سيتى وهو من المدافعين المتميزين فى الدورى الانجليزى الممتاز ، وسلمون كالو لاعب ليل الفرنسى الذى قدم اجمل مواسمه فى حياته مع شيلسى اضافة إلى الخطير المكير جيرفنهو مهاجم روما الايطالى الذى لعب من قبل فى نادى الارسنال الانجليزى وقدم مردودًا جيدًا فى نهائيات كأس العالم التى اقيمت بالبرازيل ، اضافة إلى اللاعبين الذين لاحصر لهم فى الدوريات الاوربية الاخرى والعربية والافريقية، واصبحت كرة القدم فى ساحل العاج داعماً اساسياً للاقتصاد بسبب تحويلات اموال اللاعبين المحترفين لأسرهم فى بلد كان فى السابق يعانى من الفقر المدقع والمرض والجوع والحروبات، اضافة إلى تخلف انسانه إلا انه الان تعد ساحل العاج من الدول التى تصدر إلى جانب الكاكاو التى اشتهرت به افضل اللاعبين المحترفين إلى جميع الدول الاوربية والاسيوية والافريقية عبر دورياتها، فقلة من الدوريات لايوجد فيها لاعبون من ساحل العاج ، فمشكلة الكرة السودانية ان لاعبى القمة يأتون إليها واعمارهم مابين خمسة وعشرين إلى سبعة وعشرين عاماً ولايكون هنالك اعداد جيد فى انديتهم التى قدموا منها سواءً فى الدرجات الصغرى أو اندية الدورى الممتاز، حيث لايكون اللاعب المعد الاعداد العلمى الصحيح من تدريب وثقافة كروية عالية مثلما نشاهدها فى لاعبى الاندية الاوربية والافريقية وخاصة اللاعبين الذين تخرجوا من اكاديميات تعليم كرة القدم المتميزة . ونشاهد اليوم مهازل فى الاندية التى تمثلنا خارجياً خاصة فى البطولات الافريقية (الابطال والكونفدرالية)، فالمريخ خرج من الدور الاول من تمهيدى بطولة الاندية الافريقية (الابطال) امام نادى مغمور يدعى كمبالا سيتى اليوغندى والاهلى عطبرة خرج امام ممثل الكنغو الديمقراطية من الدور التمهيدى فى بطولة كأس الاتحاد الافريقى لكرة القدم المختصرة باسم (الكونفدرالية)، كذلك لم يسلم الاهلى شندى من الخروج الافريقى، حيث خيَّب آمال وتطلعات جماهيره الكبيرة فى دار جعل وعموم السودان بخروجه المرير من البطولة الافريقية (الكونفدرالية) امام جمعية كيجالى البورندى الذى يعد من الاندية المغمورة جدًا فى منطقة شرق و وسط افريقيا التى تعرف بسيكافا ، وتبعه فى الايام الماضية الخروج المحزن للهلال من دور الثمانية التى وصل لها الفريق الازرق وواجه اندية تعد من الاندية التى تدير ادارتها كرة القدم بشكل احترافى مثل مازيمبى الكنغولى وفيتا كلوب والزمالك المصرى الذى بدأ فى الاتجاه الصحيح باعتماده على الشباب فى المباريات الافريقية وهذا اعداد للموسم المقبل للبطولات الافريقية، حيث يمر حالياً قطبا الكرة المصرية (الاهلى ، الزمالك) بتغيير جلد كامل فى لاعبيه القدامى الذين استوفوا المدة القانونية فاعتزل الكابتن محمد ابوتريكة ومحمد بركات وفى الطريق وائل جمعة وكل الكوكبة التى حققت مع فريق القرن بطولات وبطولات مفخرة لجماهيرهم ولمصر، وحقيقة فإن لاعبى انديتنا ينقصهم هذا العنصر المهم وهو تعلم كرة القدم من الصغر ، فيجب على الاتحاد ان يهتم باللاعب السودانى وان يهيئ له اجواء مثالية وصحية حتى يظهر لاعبنا فى المنافسات الكبيرة من البطولات الافريقية المختلفة بشكل متميز سواءً كان ذلك فى ناديه أو المنتخبات الوطنية التى يرتدى شعارها ممثلاً لهذا البلد العظيم .