لابد ان نشيد بفريق كرة القدم بنادي الهلال واجتهاداته المتواصلة في دوري ابطال افريقيا مما زاد من شعبيته القارية وجعل لأسمه بريقا ولمعانا ومهابة عند الفرق المنافسة له في القارة السمراء .وزاد هذا الحضور الانيق من التفاف الانصار والجماهير التي تعشق اللونين الازرق والابيض حوله والاهتمام بمتابعة أخبار المارد الازرق .محليا وخارجيا ولكن رغم كل هذا الجمال والابداع دائما ما يفاجئنا ممثل السودان الازرق بالخروج من الامتار الاخيرة ويفشل في زمن الحصاد فتتحسر الجماهير وتموت احلامها العريضة وآمالها الكبيرة .. سنحاول ان نتطرق لهذه العلة على عجالة .التي صاحبت مسيرة فارس السودان وممثله شبه الدائم في رابطة الاندية الافريقية الابطال و حقيقة ظلت الانديه السودانيه تخرج كل موسم خالية الوفاض من المسابقات القاريه والاقليميه دون ان نحدد الاسباب الحقيقية لخروجها والحلول لمعالجتها هذه الاخفاقات ومعالجة الازمة الاساسية والرئيسية التي تحول دون معانقة ذهب الاميرة السمراء ,, اذا كنا حقا نبحث عن بطولات لفرقنا ومنتخباتنا المختلفة علينا اولا الاهتمام بالمدارس الكروية للصغار وتفعيلها ,فمباراة الهلال ومازيمبي اوضحت تخلف كرتنا والفرق بيننا وبقية الاندية الافريقية المتقدمة كرويا وفنيا من حيث التكتيك والتكنيك والفكر الكروي للاعبي مازيمبي وكيفية قتل المنافس نفسيا داخل الملعب وتشتيت افكاره ,مثلا الضغظ المكثف بدون كرة وكيفية فتح الملعب جماعيا وكيفية بناء الهجمة اللامركزية والتحول داخل الملعب بالكرة وبدونه ,بحيث تصعب الرقابة عند اللاعب الخصم والتحرك بدون كرة امام المرمى ,,وفي المقابل لازالت طريقة لعبنا لكرة القدم متخلفا باطنيا وجوهريا لان كرة القدم لعبة فهلوة ومهارة (افتح خانة واجري معي ,,ون ,,تو ) بطريقة قديمة ومحفوظة تسهل مراقبتها وقطعها وبناء هجمة واضحة ومرئية يكون اللاعب الخصم يعرف الي اين ستنتهي ,,,هذه المباراة اوضحت بجلاء اننا لن نحرز بطولة الا اذا تغير الواقع واعتنينا بالمدارس الكروية والفئات العمرية وتعليم الصغار هذه الاشياء ,فلا يمكن مقارنة لاعب فاقد تربويا ولايفقه لابسط ابجديات كرة القدم بلاعب بدأ ممارسة اللعبة بداية صحيحة ووصل مرحلة التشبع والاتقان في عالم الكرة الحديثة واساليبها ، وفي نفس الوقت نوجه صوت لوم للاعبين والمدربين ولا نتطرق للاداريين الذين يلجأوون ويبحثون عن اللاعب الجاهز لأن كرة القدم اصبحت علم له مدارسه وقنواته ولا مجال للعشوائية في وقت اضحت فيه كرة القدم تخطيط وعلم يدرس ,, فيجب ان نبحث عن العلة الاساسية .بدلا ان نخلق اسبابا ثانوية وواهية ونرمي عليها اللوم,, هنالك نصيحه قالها احد المدربين الكبار الذي درب الهلال والمريخ معا الذي مؤكدا ان هنالك لاعبين يأتون الى القمة ولايستطيعوا ان يلعبوا على النجيل وثانيا هنالك لاعبون اذا لعبوا تحت الضغظ تفكيره يتوقف ولا يستطيع التصرف وهنالك لاعبون يفتقدون لابسط المهارات وهم فوق سن العشرين ,وان لم نعمل على معالجة هذه الاسباب سنضيع كل الاجيال الحالية والقادمة والاموال التي تصرف على الاعداد والتحضير في الفاضي ونحن نطلب منهم المستحيل .. فمثلا لاعب فنان وصاحب امكانيات مهولة مثل بكري المدينة اذا نشأ في بيئة كروية سليمة .بالتأكيد كان سيكون من كبار النجوم والمحترفين في اكبر الدوريات الاوربية ..والشئ الاخير الذي يمكن ان نقوله يجب على الاعلام بمختلف مسمياته ان يشارك اظهار المواهب ويعمل باجتهاد على تسليط الضوء بصورة مكثفة ويفرد مساحات واسعة لنشاط الصغار بصورة مكثفة ومحفزة ,,, تزرع في اللاعب الناشئ الرغبة في التطور والوطنية وتحرضه على اللعب من أجل تحقيق الانتصارات في كل منافسه وبطول وبعدها سيكون اللاعب الوطني ثروة يعتمد عليها وتكون الانديه السودانيه بخير .