تلقيت مكالمة هاتفية من نجم المريخ الدولي السابق عيسى صباح الخير هداف الكاسات المحمولة جوًا كان غاضبًا فيها ولأول مرة استمع لصوت هذا النجم المتفرد منفعلاً لدرجة أنه لم يستطع التحدث وذلك بسبب الاتصالات التي يتلقاها من بعض معارفه ومفادها بأنهم نجوماً قدامى قد تلقوا دعماً من السيد طه علي البشير رئيس مجلس إدارة صحيفة (قوون) واللواء نمر معتمد الخرطوم (والي الولاية المرتقب) وأنهم قد تسلموا حوافزًا مالية بالإضافة إلى مشاتل ،وقال عيسى صباح الخير في المكالمة الهاتفية :(منو الكرمني وأداني قروش ومشتل) أنا عربيتي الأمجاد الشغال بيها وبأكل منها عيش ما مكفياني المصاريف وحق الروضة والمدارس لدرجة أنو ماقادر أغيِّر ليها (زيت) وفوق لي دا تعرضت لحريق ولولا قدر الله ولطفه هسع كان تكون انتهت نهائي. وأضاف عيسى صباح الخير موضحاً ما تعرضت له سيارته فذكر« كنت طالع من إحدى الطلمبات بأمدرمان بعد أن تزودت بالوقود شب حريق مفاجئ في العربية ولكن الناس لحقتني وسيطرت على الحريق ورغم كدا العربية اضررت وتوقفت عن العمل، ولكن بعون الله ومساعدة الآخرين الان الأمجاد في التصليح. انتهي حديث عيسى صباح الخير. من جانبنا أوضحنا عبر (قوون) أكثر من مرة أن التكريم انحصر على (15) نجمًا سابقاً تم اختيارهم حسب ظروفهم من مجموع (23) نجماً بحثت عنهم (قوون) في شهر رمضان وأجرت معهم حوارات وجدت ردود فعل مازال صداها يسيطر على حديث الوسط الرياضي، ولم يكن من بينهم عيسى صباح الخير وكان الغرض من التكريم هو اعانة وتقديم فرحة العيد لهؤلاء النجوم ، وأشرنا قبل أسبوع إلى أنهم قد تسلموا مشاتلهم بالخرطوم. المكالمة الانفعالية للنجم الكبير والمهذب والخجول عيسى صباح الخير تكشف الأوضاع المأساوية التي يعيشها كثير من نجوم الكرة في البلاد بعد أن كانت لهم مكانة ومحبة كبيرة من الجمهور وعقب الاعتزال يفتقد اللاعب مخصصاته وتغيب عنه النجومية ويقل الاهتمام به إلى أن يصبح نسياً منسياً ويتوه في ظروف الحياة اليومية. يرى نجم الموردة والمنتخب الوطني السابق أحمد عبدالمنعم خفاجة الشهير بالجقر في حديث له من قبل مع (قوون) أن اللاعب السوداني مشكلته أنه لايهيئ نفسه لليوم الذي يأتي ويترك الكرة ولايتحسب لهذه اللحظة لذلك عندما تحين يجد صعوبة في كيفية تجاوز المرحلة والدخول في حياة جديدة ، وقال: أنا شخصيًا بعد أن وصلت مرحلة محددة هيأت نفسي ، آن الآوان قد حان لمغادرة الملاعب وتقدمت بخطاب اعتزال عن محض إرادتي لإتاحة الفرصة لجيل اخر. انتهى حديث الجقر. الأندية تتحمل جزءاً من المسؤولية خاصة القمة الهلال والمريخ لعدم وجود تخطيط يسير عليه النادي في كيفية مساعدة اللاعب المعتزل والاستفادة من خبراته الطويلة ونادرًا ما تهتم الأندية بتكريم نجومها المعتزلون وتلفظهم بعد مغادرة المستطيل الأخضر ومثال لذلك أن المريخ لم يكرم حتى الان من صنعوا تاريخه على رأسهم الأسطورة حامد بريمة حارس القرن في السودان وهو الذي احرز ثلاثة كاسات محمولة جوًا( سيكافا الاولى وكأس الكؤوس الافريقية وكأس دبي الذهبي) وساهم فيهما مساهمة فعَّالة ولم يكرم ابطال تلك الملاحم عيسى صباح الخير ولا الأسد جمال أبوعنجة وكمال عبدالغني وابراهيم عطا وابراهومة المسعودية والدحيش وبدرالدين بخيت وعبدالسلام حميدة وعاطف القوز والراحل سامي عزالدين، بل أهملهم المريخ لدرجة أن منصور سبت يعمل عامل بناء باليومية ليعول (6) أبناء منهن (3) بنات يدرسن بجامعة الخرطوم. ونفس الحال ينطبق على الهلال الذي تنكر لأعز ابنائه زرعوا الفرح في البيت الهلالي أيام مجدهم وعطائهم وحتى بعض الذين كرمهم الهلال (احتال) عليهم أقرب الناس إليهم داخل النادي ولم يتحصلوا على عائد تكريمهم وكثير من الجهات والشخصيات تستغل مهرجانات التكريم للمظهر والدعاية الإعلامية فقط، حيث يعلنون عن تبرعاتهم ولا يلتزمون بها ويظل اللاعب المعتزل يبحث عنهم ولكن دون جدوي. حارس الهلال السابق أبوبكر شريف أكد أن معظم اللاعبين الأفذاذ الذين حققوا انجازات لعبوا في ذلك الزمان بالمجان ولم يتقاضوا أموالًا طائلة مثل التي يتقاضاها لاعب اليوم وكل الذي كانوا يحصلون عليه عبارة عن ترحيل وحوافز مباريات لم تتعد المصاريف الشخصية. ومضى الجقر نجم الكرة السودانية السابق يقول: لو وجدنا في ذلك الزمان المبالغ التي يتلقاها لاعب اليوم لأحرز الجيل السابق العديد من الانجازات، كنا نلعب من أجل الشعار ومحبة الناس لينا. الزين آدم نجم المريخ الضجة قال : للأسف اللاعب عندما يكون نجماً وقادرًا على العطاء الجميع يلتفون حوله ويهللون له ويقوم هو بمساعدة المحيطون به من حر ماله ولكن بعد الاعتزال ينفر عنه أقرب من كانوا إليه داخل النادي ويتهربون منه بدلاً عن رد الجميل له، وقال: إن الأندية يجب أن يكون لها برنامج للاعب المعتزل والاستفادة منه بدلًا عن رميه بعيدًا عن النادي، وأضاف: إن النجم في مصر لايأفل، بل يظل نجمًا حتى بعد الاعتزال وذلك باستفادة النادي منه في أي موقع بالنادي. أخيراً، المطلوب من القمة الهلال والمريخ الاستفادة من نجومهم القدامى أصحاب الانجازات واستيعابهم داخل النادي في المواقع المختلفة بدلًا عن الاستعانة بشخصيات أخرى لم يمارسوا كرة القدم في حياتهم، والأفيد للنادي لأنه هو الأحق بالراتب الذي يتقاضاه هؤلاء الدخيلون على الوسط الرياضي وعاثوا فيه الفساد. الكثيرون منهم دخلوا أندية القمة بطرق مختلفة، منهم من كان سائق امجاد مهمته ترحيل اللاعبين، تحولوا الان لإداريين من بينهم من يحتال على اللاعبين .