* قبل فترة زارني في مكتبي بصحيفة الصدى حارس المريخ السابق حامد بريمة، أعجوبة زمانه وأسطورة الحراسة السودانية على مر العصور. * بريمة الفات الكبار والقدرو. * الأخطبوط الذي كان يطيب لي أن أقول بملء فاهي إنه كان الحارس الأفضل في العالم أجمع خلال النصف الثاني من عقد الثمانينات، ولو قدر له أن ينال فرصة الاحتراف في أوروبا لنافست شهرته زوف وبانكس وفيلول وزامورا وبيتر شيلتون وليف ياشين وتوماس نكونو وأنطوان بيل وبقية الحراس العظماء الذين خلدوا أسماءهم في سفر تاريخ المستديرة في كل مكان. * الصقر السوداني الذي عمت شهرته الآفاق، وبهرت مهارته العشاق، وقاد المريخ مع رفيق دربه الأسطورة سامي عز الدين لإحراز كل كؤوسه الجوية وبطولات القارية والإقليمية. * بريمة.. وما أدراك ما بريمة؟ * أتى في إجازته السنوية من مقر عمله في قطر، حيث يتولى تدريب حارس أحد فرق المراحل السنية هناك، وجلسنا لنتسامر ونستعيد ذكريات مانديلا وسيكافا ودبي الذهبي، وخلال جلستنا دخل علينا أحد الأصدقاء، وسأل بريمة: هل تشعر بالغبن لأن المريخ لم ينظم مهرجاناً لتكريمك رغم كل الإنجازات التي حققتنها له؟ * سكت بريمة هنيهةً، ثم انطلق يتحدث مؤكداً أنه لا يشعر بالغضب، ولا يحس أن المريخ لم يكرمه، وقال للسائل: المريخ يكرمني كل يوم بواسطة آنصاره الذين يغمرونني بفيوض الحب في كل مكانٍ أذهب إليه، ويسهلون لي أموري، ويمطرونني بعبارات الحب والتقدير، فهل هناك تكريم أكثر من ذلك؟ * لم ينظم المريخ مهرجان اعتزال لبريمة، وذلك تقصير كبير، لأن الحارس الأسطوري يرمز إلى أفضل جيل كروي في تاريخ الكرة السودانية. * تم تكريم سامي بمهرجان اعتزال سلّم فيه قميصه إلى خليفته إبراهومة الكلاكلة. * لم يتم تكريم كمال عبد الغني وإبراهيم عطا وعاطف القوز وعبد السلام حميدة، أفضل رباعي دفاع في تاريخ الكرة السودانية على الإطلاق. * جمال أبو عنجة، فارس المريخ، وأحد أفضل من لعبوا في وظيفة لاعب المحور لم يذق مهرجاناً للاعتزال حتى اللحظة، ومع ذلك لم ينقطع عن المريخ، وظل يخدمه بإخلاص وهو يتولى تدريب شباب المريخ حالياً. * إبراهومة المسعودية، الذي مزق شباك الهلال مثنى وثلاث ورباع، وساهم بنصيب الأسد في فوز المريخ بالكؤوس الجوية لم ينل مهرجاناً للتكريم، ولم يغضب ولم ينقطع عن المريخ، ولم يهدد بالانتقال إلى الهلال مثلما فعل فيصل العجب. * بدر الدين بخيت شطب بعد أن سافر إلى أمريكا من دون إذن المجلس، ولم تشفع له إنجازاته مع الأحمر. * فتح الرحمن سانتو، الرأس الذهبية، الرمح الملتهب، الذي سجل هدفي المريخ الشهيرين في مرمى البنزرت التونسي حامل لقب بطولة الكؤوس في العام 1988 لم ينل مهرجاناً للاعتزال، ومثل زيكو المنتصر، الكوبرا الاستوائية الذي لدغ الهلال سبعه مرات، وسجل للمريخ عشرة أهداف إفريقية، لم يكرم، ولم يلوح بالانتقال إلى الهلال مع أنه شطب ظلماً في أوج عطائه. * عدم تكريم كبار النجوم بمهرجانات اعتزال ليس بدعة، ولا ينحصر على المريخ وحده. * علي قارقارين أحد أعظم هدافي الهلال والمنتخب على مر التاريخ لم يكرم حتى اللحظة. * عز الدين الدحيش لم يكرم، مصطفى النقر لم يحظ بمهرجان للتكريم، وكذلك معظم نجوم هلال 1987، العوني والديبة وحمد ووليد طايشين ومنقستو ومجدي مرجان وكندورة وأحمد آدم . * جكسا نفسه لم يكرم بمهرجان اعتزال. * لا نريد أن نثقل على الملك فيصل العجب، لكننا وللحق لم نتوقع منه أن يتعجل ويتخذ موقفاً يثير عليه حفيظة جماهير المريخ ويتحول إلى ألعوبة في أيدي صحافيي الهلال الرشيد على عمر ومحمد عبد الماجد وفاطمة الصادق ويسعى إلى الهلال بقدميه ليجلس مع الكاردينال ويلتقط الصور الباسمة، ضارباً بتاريخه الطويل مع المريخ عرض الحائط! * وعده مجلس المريخ بمهرجان اعتزال غير مسبوق، ولم تسعف الظروف رئيس النادي في تحويل الوعد إلى حقيقة في خواتيم الموسم الماضي، لكننا لم نعهد في والي المريخ ميلاً إلى الكذب. * لو صبر العجب وتمسك بالشعار الذي حوله إلى أسطورة لنال تكريماً يليق به، لا سيما وأن رئيس النادي وعده بإحضار فريق من الدوري الإسباني لتكريمه. * تعجل وزلّ فأغضب أنصاره، واحزن محبيه إلى درجة دفعت روابط المشجعين إلى إعلان عدم مشاركتها في تكريمه بعد أن سعى إلى الهلال بقدميه. * منح المريخ العجب قطعة أرض وبنى له منزلاً عند تسجيله، وأعاد قيده ست مرات وقيمه بالمليارات فامتلك الدور وركب الفوراه، ولو صبر لنال عدة مليارات من عائد مهرجان التكريم لكنه تعجل، وأدخل نفسه في مطبٍ صعب، ولطخ صورته الجميلة في أذهان عشاق الملك ومحبيه، ممن تغنوا له وأطلقوا عليه أجمل الألقاب. * أدخل العجب نفسه في ورطة يصعب الخروج منها، لأن ما فعله ثقيل الوطء على نفوس كل محبي الزعيم. آخر الحقائق * نجوم مانديلا لم يكرم، مع أنهم أحق بالتكريم من العجب لأنهم لعبوا للمريخ هواة ولم يتقاضوا شيئاً يذكر. * لم يلعب العجب بخلاف للمريخ بالمجان أبداً، بل انضم إليه محترفاً منذ اليوم الأول. * خلال خمسة عشر عاماً قضاها في النادي أعاد المريخ تسجيله خمس مرات بمقابل مادي ضخم. * في عالم الاحتراف لا يوجد مجال للوم الأندية على عدم التكريم. * العلاقة تقوم على الأخذ والعطاء.. الحقوق والواجبات. * يجب على فيصل ألا يقارن نفسه بهيثم مصطفى. * خرج البرنس من الهلال مضطراً، بعد أن تم شطبه بطريقة مهينة فلم يجد بداً من الاستجابة لعرض المريخ. * أما فيصل فقد خرج من الكشف معززاً مكرماً ونال وعداً أكيداً بالتكريم. * آذى فيصل مشاعر من أحبوه بصدق وهتفوا له من الأعماق وحملوه على الأعناق. * لو صبر لجبر. * شخصياً لم ترق لي فكرة عودة العجب للعب حتى بشعار مريخ الفاشر، ناهيك عن الهلال. * أحسن مجلس المريخ صنعاً وهو يطلب خدمات محمد كوكو مهاجم أهلي عطبرة. * لا يوجد في كشف المريخ حتى اللحظة سوى مهاجمين فقط، هما تراوري وأوليفيه. * وجود مهاجم وطني مهم للغاية. * كوكو الخطير أثبت وجوده مع الإكسبريس والمنتخب الوطني. * لو كان الأمر بيدي لسجلت مهاجماً وطنياً آخر، مثل صلاح الجزولي أو محمد عبد الله كول. * أعاد أهلي شندي تجديد عقد مدافعه القوي سفاري لمدة ثلاث سنوات، بعد أن قدم أفضل المستويات مع الفريق في الموسم السابق. * صبر المريخ على سفاري وهو مصاب، وعالجه خارج السودان، وعندما شفي من الإصابة وعاد للعب تم شطبه بقرار بالغ الغرابة. * أحزنني رحيل مؤرخ الهلال علي الفكي، الرجل الشجاع الذي عشق الهلال بكل جوارحه وسعى إلى توثيق تاريخه بعدة مؤلفات قيمةن له الرحمة ولآله الصبر وحسن العزاء. * نهنئ الزميل الصديق أيمن بخيت كبير مخرجي قناة النيل الأزرق بمناسبة نيله درجة الماجستير في الإعلام. * الكاف العشوائي، أشرك وصيف الدوري في الدور الأول وفرض على بطل الدوري أن يلعب في التمهيدي. * في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هناك لائحة واضحة تمنح البطل أفضلية على الوصيف في بطولات الأندية. * كمبالا سيتي ليس بالخصم الهين. * شد ما نخشى على الوصيف من الطيران المنخفض أمام خصمه الجزائري. * الوصيف سينازل اتحاد الحراش، ونتمنى ألا تتكرر منه مسرحية الهروب الشهيرة أمام وفاق سطيف. * استعانة الهلال بوارغو نكتة الموسم لأن الأهلة برعوا في وصف النيجيري بالماسورة عندما لعب للمريخ. * الجزاء من جنس العمل. * فشلت مساعيهم للنيل من الزعيم بضم العجب، فاتجهوا إلى وارغو. * الأرشيف موجود، وسنستعين به لنورد ما كتبه الرشيد وبقية كتاب الأزرق عن النيجيري القصير. * لا نستبعد أن نقرأ غداً خبراً عن تعاقد الوصيف مع شيكورا أو نجاد. * آخر خبر: خشينا على العجب من سوء الخاتمة الكروية!