قال تعالى في محكم تنزيله: ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي) صدق الله العظيم رحل من هذه الدنيا الفانية واحداً من أفذاذ الاداريين بنادي المريخ وأديبه الملهم وقبطان سفينته حاج حسن عثمان الذي إنتقل إلى جوار ربه في يوم من أعظم أيام الله وهو يوم وقوف الحجيج في عرفة بل في يوم الجمعة المباركة لقد كان الفقيد حاج حسن عثمان يعتبر زعيم أمة المريخ بعد رحيل زعيمه الأكبر الحاج عبد الرحمن شاخور لقد عرفنا الراحل المقيم منذ الستينات وعبر كتاباته التي كانت تملأ الصحف الرياضية وخاصة عندما يداعب أهلي الاهلة وخاصة شاعرنا الراحل المقيم أبو آمنة حامد وسعادة العميد شرطة معاش عمر علي حسن رئيس نادي الهلال في منتصف السبعينات وكانت كل كتاباته رزينة وشيقة نستمتع بها نحن عشاق الهلال قبل المريخاب والراحل كان يحب المريخ كثيرا وتجده دائما باسما حتى عند هزيمة المريخ وخاصة من الهلال وعندما ينتصر المريخ على الهلال يكتب هذا الانتصار بالشعر وهو لم يغضب بل يتقبل أي نقد بصدر رحب وكان اهل المريخ يطلقون عليه لقب منبع الالقاب وحاج حسن عثمان أطلق القابا على معظم نجوم المريخ من الخمسينات حتى نهاية السبعينات ابتداء من الراحل برعي أحمد البشير وأطلق عليه لقب القانون وجعفر حسن حاج الصديق اللقب قاقرين تيمنا برجل الفضاء السوفيتي قاقرين أول رجل فضاء وصل القمر في الخمسينات وأطلق على اللاعب الفنان بشرى وهبة لقب المعلم وعلى موسيقار المريخ كمال عبد الوهاب لقب الدكتور وعلى الظهير العصري للمريخ السر عبيد الله محمد سعد لقب كاوندا إبان زيارة الرئيس الزامبي كينث كاوندا للسودان وأقام الإتحاد المحلي مباراة بين المريخ والموردة على شرف تلك الزيارة للرئيس كاوندا وأطلق لقب البروفسير على هداف المريخ الفاضل سانتو ولقب البيج على ظهير أيمن المريخ الذي سجله من عطبرة احمد سالم وهنالك معلومة لم يعرفها حتى جمهور المريخ بأن تسجيل هذا اللاعب أحمد سالم للمريخ بمبلغ 1000 جنيه فقط في ذلك الوقت يساوي الآن مليار جنيه بالقديم وذلك المبلغ دفعه المرحوم حاج حسن عثمان من حر ماله عندما كان نائبا لرئيس نادي المريخ وذلك المبلغ (ألف جنيه) يساوي ثمنه عربة البيجو (404) ولهذا أطلق عليه لقب البيجو وحتى عندما ينتقده الصحفيين كان يرد عليهم بكل أدب واحترام ولا ينفعل أبداً وفي بعض الأحيان كان يرد بالسخرية ومرة كان هناك صحافيا يهاجم حاج حسن عثمان يومياً ولقد قام القبطان بالرد على هذا الصحفي بالسخرية كتب وقال أي لاعب جاء من عطبرة الى العاصمة نجح ماعدا لاعب واحد. وأصبحنا نبحث عن هذا اللاعب العطبراوي الذي جاء الى العاصمة ولم ينجح وهناك لاعبين من عطبرة لعبوا في صفوف الهلال أمثال علي محجوب الذي أحرز هدفا في شباك المريخ ليحرز به الهلال كأس الدوق هرر عام 58 وفي الستينات جاء شوقي عبد العزيز والحارس الاسطورة محمد عبدالفتاح زغبير ومبارك عبد الله الذي ذهب الى الكلية الحربية واللاعب الفنان عوض الحاج الذي لعب بعد الهلال لنادي الاهلي الخرطومي وحارس مرمى آخر اسمه ود الحاجة والظهير الخطير عبد الله موسى وفي المريخ الحارس الدولي الطيب سند واحمد سالم وفي الموردة الحارس صلاح مصطفى وفي التحرير اللاعب الفنان احمد محي الدين وفي الاخير عرفنا هذا اللاعب الذي حضر من عطبرة ولعب في صفوف ثلاثة أندية بالخرطوم ولم ينجح أبداً والدليل على صدق حديث القبطان حاج حسن عثمان أن هذا اللاعب ليس لديه الآن أية صورة جماعية مع زملائه اللاعبين الذين لعب معهم في تلك الأندية الثلاثة والاندية هي بري والنيل والاهلي وأي لاعب ليس لديه صورة جماعية مع زملائه يعتبر لاعبا فاشلاً وقبل الرياضة الجماهيرية اعتزل القبطان حاج حسن عثمان العمل الاداري بنادي المريخ بسبب نجم كبير في المريخ أغضبه عندما رفض هذا النجم المشاركة مع المريخ في مباراة دولية في بطولة الاندية الافريقية أبطال الدوري أمام فريق المحلة المصري وهي مباراة الرد على ملعب استاد المريخ وكان المريخ محتاجا لهدف وحيد حتى يصعد الى دور الثمانية للبطولة وكانت نتيجة المباراة الاولى التي اقيمت باستاد المحلة 2/1 لصالح المحلة أحرز هدف المريخ الفاضل سانتو وكان المريخ يحتاج لهذا النجم الجماهيري لحسم المحلة ولكن أصر هذا النجم ورافض المشاركة في تلك المباراة وانتهت تلك المباراة بالتعادل السلبي بعد أن أضاع سانتو وحموري الكبير أهدافا بالجملة وهذا الموقف من هذا النجم جعل القبطان حاج حسن عثمان يعلن اعتزاله للعمل الاداري في المريخ ولكنه لم يبتعد عن المريخ بل واصل دعمه للمريخ حتى أقعده المرض ليودع هذه الدنيا الفانية في هذا الشهر العظيم شهر ذو الحجة وأيضا شهرا تاريخياً لم ينساه الشعب السوداني وخاصة جيلنا وهو شهر أكتوبر المجيد هذا الشهر شهر الثورة الشعبية في 21 أكتوبر عام 1964م . اللهم أرحم القبطان حاج حسن عثمان وأدخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً وألهم أسرته الكريمة وأبنائه الدكتور محمد الخاتم وإبن أخيه أستاذ الاجيال أحمد محمد الحسن وكل أهل المريخ الصبر والسلوان. إنا لله وإنا اليه راجعون. كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. صدق الله العظيم.