* آليت على نفسي قبل فترة ألا أقدم على تعداد أقطاب المريخ بالاسم، لأن حصرهم مستحيل، وقد سبق لي أن وقعت في ذات الفخ قبل فترة أغضبت كثيرين، عندما حاولت أن أرصد أبرز رجالات المريخ عبر التاريخ، ففتحت على نفسي أبواباً من الجحيم. * يوم أمس كررت ذات الخطأ، وحاولت أن أعدد بعض من يستحقون تخليد أسمائهم بإطلاقها على مرافق النادي والإستاد، فوقعت في المحظور، وأغفلت الذاكرة الخربة أحد من تعودوا على أن يسكنوها باستمرار. * أغفلت ذكر القبطان حاج حسن عثمان.. ويا لسوء غفلتي. * أغفلت من ظللت أذكره قبل الآخرين، وأترنم بكلماته كل حين! * أغفلت من طوق جيد المريخ بأعذب الحروف، وأطلق على نجومه أحلى الألقاب. * أغفلت صاحب أشهر عبارة في تاريخ الكرة السودانية (السودان.. المريخ)! * أغفلت من أطلق على المريخ لقب (الرجل الصالح)، وسمى برعي رحمة الله عليه (القانون) ومنح كمال عبد الوهاب لقب (دكتور الكرة السودانية وأخصائي أمراض الهلال)، ولقب الفاضل سانتو (البروفسور)، وأطلق على عبده الشيخ لقب (ريفيرا). * أغفلت (ويا لغفلتي) من كتب عن الزعيم أجمل الحروف، وقال عنه (من استنكحه الشك في عظمة المريخ لزمه الوضوء مرتين). * القبطان حاج حسن عثمان، أعظم من أدار الفرقة الحمراء، وفي عهده حقق الزعيم أحد أعظم إنجازاته الكروية على الإطلاق (معجزة الدوري المقفل.. والمقفل ناقص نقطة). * كيف جاز لي أن أسهو عنه، وأنا الذي ابتدرت أول عهدي برئاسة تحرير صحيفة المشاهد الرياضية في العام 1997 بالغوص في أطنان الوثائق في دار الوثائق القومية كي أنشر كلماته، وأنثر حروفه في حضرة المريخ العظيم، فحظيت بإعجاب كل الصفوة. * كتب عنه الأديب الأريب (الغالي مؤمن) ما يلي: (ما أشق الكتابة عند حضرة القبطان، وفقيرة هي الحروف التي تتشابى لتتحدث عن القبطان، وحائرة العبارة، بل تائهة وهي تحاول التحليق في المجرات البعيدة، لتكتب شيئا عن القبطان، ولا أجد في التاريخ من التصق اسمه بكيان هائل كامل مثل التصاق المريخ بالقبطان، وعندما يأتي اسم المريخ حتما وطبعا يأتي معه في الختام لا فكاك منه القبطان، وكذا الحال، عند حضور القبطان يكون الكوكب الاحمر حاضرا في كامل زينته، وبهيج طلعته، وأحاول وأعود الي شريط بهيج وبديع، ليس مصوراً، ولا مكتوباً بمداد، ولا هو مرسوم بفرشاة ماهرة، متدربة وخبيرة، بباهر وبديع الألوان، شريط محفور بأطراف أسنة، منحوت في ابداع فنان في تجاويف عقلي، وفي تلافيف مخي، وزمان بهيج وبديع، والقبطان يعلمني، رحى الحروف غزلا في المريخ، في وسامة المفردة، حباً وصبابة في المريخ، في اناقة العبارة، حبا متدفقا في المريخ، والمريخ جزء من تخيلنا ان لم نجده على الارض لاخترعناه) * ذات مرة كتب سلطان العاشقين الزبير عوض الكريم قصيدةً عن برعي رحمة الله عليه، عنوانها (القانون)، وجهها للقبطان حاج حسن عثمان الذي بدوره قام برد القصيدة للزبير حيث ان الزبير نظم هذه القصيدة بمناسبة فوز اللاعب برعي احمد البشير بنجمومية موسم 61- 1962 وبفارق ألفي صوت عن منافسه لاعب الهلال أمين زكي وقال فيها :اهنأ بها يا صاحبي ... هبة يخلدها الزمن.. هبة الجماهير التي.. دفعت لك اليوم الثمن.. فلان تكن امتعتها ...سحرا وإبداعا وفن.. فلقد حبتك بطولة.. والصوت شخص مؤتمن.. يزن الامور بعقله...وزنا تزكيه الفطن.. انا وهبتك طائعاً.. عشقا بفنك واقترن ..فلطالما أمتعتني.. وازلت عن نفسي المحن.. لا غرو يا قانون.. فالامتاع عندك محتضن.. بالرأس غرد وانتشي.. حيث استطاب له السكن ..الفان فرق واضح.. ان هاج زيد او طعن). * رد القبطان حاج حسن عثمان على القصيدة بالأبيات التالية: (عوض الكريم نظمتها عصماء تحوي كل فن .. خلدت فيها قائد المريخ مفخرة الوطن.. جعلت جماهير الندي حديثها.. ما صغت من شعر حسن.. كم رددت.. مبهورة وزنا تزكيه الفطن.. ألفان فرق واضح ان ثار زيد او طعن.. حسب القصيدة انها نالت من البطل المتن.. ومن الادارة ماي جل اخا النجوم عن الثمن.. فأهنا زبير فقد نظمت من الروائع مافتن.. فالشعر ود والمشاعر ودها لا يمتهن). * كتب ذات مرة: (يطرحون علي اسئلة شتى كلها تصب في كيف جئت الى المريخ ؟! ولا اقول كما قال ايليا ابو ماضي.. جئت لا أعلم من أين اتيت ولقد أبصرت طريقا قدامي فمشيت، ولكني برحمة من الله فلقد الهمت الصواب فألقيت رحلي واستقر بي النوى في كوكب المريخ، في سماه الخامس الذي علم الأتيام كيف ليه تلامس، وأدركت انه إذا قدر لشخص ايا كان في الرياضة ان يختار فلا يتردد في الانتماء الي المريخ، وهذا حسبه وكفى، فإن في المريخ من نعم الرياضة ما يسر الانفس وتلذ الأعين، إن أعظم رئيس مر على المريخ هو المرحوم شريف احمد عمر، الذي أطلق علي نفسه من فرط حبه للمريخ لقب الرئيس الدائم، والدائم هو الله كما قلت له، وكان يدخل على اي مجلس في المريخ ويترأسه ويقول للأعور أعور في عينه، وللصدق أنه لم يمر على المريخ رئيس فيه عيب، كم تطلبون لنا عيباً ويكره الله ما تأتون والكرم، إن رؤساء المريخ ربو على الثلاثين رئيساً، اقلهم إخلاصا هو الرئيس الحالي جمال الوالي الذي فاق حاتما في الكرم المريخي، فجاد بالنفس والنفيس، متعنا الله بمباركة عمره في المريخ، فهو رجل والرجال قليل، ولا يأت يوم شكره، اني عندما الج الندي في اي مناسبة اجنح الى اليمين فان المريخاب بإذنه تعالى لمن أصحاب اليمين). * أغفلت ذكر القبطان وها أنا ذا أمعن في التودد إليه وآتيه وأقف بين يديه منكسراًَ ومعتذراً، عله يغفر لي زلتي، ويعفو عن هفوتي. * فهل يجدي الاعتذار؟ آخر الحقائق * تلقيت بالأمس نبأ رحيل الهرم الكبير سيد صالح شهلابي بمزيد من الحزن الأسى. * رحل معلم الأجيال في عام رحيل الكبار. * رحل صاحب القلم الطاهر، والعبارة الجزلة، والمفردة النقية. * رحل المعلم الذي ربى أجيالاً على الصدق والأمانة. * نعزي كل حملة الأقلام في رحيل شهلابي، ونخص أبناءه بعزاء حار. * اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خير من أهله. * تدفقت الدموع قبل أن تجف. * في ثلاثة أيام فقدنا الفاتح المقبول، وسيد صالح شهلابي ولا نقول إلا ما يرضي الله. * اقترب أوان لقاء العملاقين في الدوحة.. وارتفعت الحرارة. * زاد العويل، وتنوعت صنوف الجرسة. * الكبير مع الكبير.. ولا عزاء لكل صغير. * آخر حديهم: حرمة تبادل القمصان مع لاعبي البافاري!! * ترك الشيخ دفع الله الحديث عن الواقي الذكري، وتحول للفتوى حول مباراة الزعيم والبايرن! * من قبل فعلها لاعبو الأهلي القاهري، والرجاء المغربي، فهل كفروا؟ * كان بتفشكم بنلبي طلبكم! * وما بتفشكم! * إصرار قناة النيلين على بث مباراة القرن بالمجان غريب وعجيب. * عناد الأخ خالد الإعيسر سيقود إلى إفساد علاقة قناة النيلين بالمريخ! * هناك عقد موقع بين المريخ والشروق، وبين المريخ وشركة بافاريا وينبغي على الأخ خالد أن يحترمها. * تدافع صفوة الدوحة لاقتناء التذاكر، فنفدت في لمح البصر. * أغداً ألقاك.. يا خوف فؤادي من غد. * يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد. * آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا. * كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا. * وأهلت فرحة القرب به حين استجابا. * يتحدثون عن هزيمة منكرة للمريخ، ونقول لهم إن النتيجة لا تهمنا. * آخر خبر: البافاري والمريخ.. عناق التاريخ بالتاريخ.