فوز المنتخب السوداني على نظيره النيجيري بطل القارة كان الحدث الأهم في كل مباريات الجولة الاخيرة لذلك فان قنوات (بي ان سبورت) جعلته الخبر الاول في كل النشرات الاخبارية وهو رد عملي على الاخ المدرب محمد عبد الله مازدا الذي هاجم الاعلام بعنف ولم يستثن احدا بما ذلك القنوات الفضائية والمدربين الذين انتقدوا اختيارات المدرب وطريقته السابقة .. ورغم تقديرنا للضغط النفسي الذي عاشه المدرب السوداني مازدا الا اننا نقول له انه لم يحسن اختيار كلماته ولا احسن رد فعله بعد الفوز على نيجيريا فهو الفوز الاول من ثلاث مباريات منها مباراة على ارضه .. كما ان اختيار اللاعبين نفسه فرضته ظروف معينة منها الاصابات والغيابات وقد سبق ان ابعد مازدا اللاعب الجزولي من المشاركة في المباريات السابقة رغم انه هداف المنتخب في بطولة سيكافا كما ان مازدا لم يكن يشرك مهاجمين اثنين منذ بداية اللقاء الا امام نيجيريا ومشاركة (عماري) كانت غريبة وتستحق مع غيرها من المستجدات التي قام بها مازدا التوضيح بدلا من مهاجمة الاعلام ومهاجمة زملائه الذين نصحوه من قبل باشراك اكثر من مهاجم واختيار لاعبين جدد واشراك عماري علىى وجه التحديد كما ذكر المدرب السادة من قبل .. مازدا يعلم تمام العلم ان مشاكل الكرة السودانية اكبر من ان تحل بالفوز على نيجيريا ويعلم ان التأهل لنهائيات امم افريقيا من خلال هذه التصفيات امر صعب للغاية ولكننا نتمنى ان تحدث المعجزة وان يتأهل السودان فهذا شرف للجميع والامر ليس عداء مستحكم اخي مازدا بينكم وبين الاعلام او بينكم وبين الزملاء الذين ينتقدون من اجل المصلحة العامة فالمنتخب ملك للجميع وهو يمثل السودان كما انك اشتهرت بالصبر والحديث الموزون .. مع امنياتنا لك بالتوفيق في مباراة الرد الصعبة امام نيجيريا .. نعود للمباراة نفسها لنقول ان المعز محجوب كان جيدا الى حد كبير واستفاد من خبرة طويلة في الملاعب وكان محظوظا في ان الهجمات النيجيرية الخطيرة كلها كانت عن طريق العمق ومن انفرادات وهي حالات يجيدها وله رد فعل جيد مع الانفراد او الكرات المباشرة بينما ظهر ضعف المعز في الكرات المعكوسة ولكن بصورة اقل في هذه المباراة حيث احسن استعمال قبضة اليد .. رباعي الدفاع الذي لم يلعب مع بعضه كثيرا او ربما لم يلعب مع بعضه مباراة رسمية نهائيا وضح عليه عدم التجانس ولكن ميزة المنتخب امس وهذه تحسب للجهاز الفني واللاعبين سويا ان الاداء الدفاعي على مستوى الفريق ككل كان جيدا فقد كانت هناك تعليمات واضحة نفذها اللاعبون بالدفاع في كل مساحات اللعب فشاهدنا الجزولي يعود كثيرا لمساعدة الدفاع وبكري يطارد المدافعين وصانع الالعاب عماري يقاتل مع كل كورة مع الاشادة الكبيرة بالمقاتل الشغيل وزميله امير كمال ثنائي الارتكاز الذي تحمل الكثير في هذه المباراة .. لن نقلل من المجهود الذي بذله لاعبو السودان في الدور الدفاعي ولكننا نقول بان توهان المنتخب النيجيري ساعد ايضا في عدم اهتزاز شباك المعز فقد كان المنتخب النيجيري في حالة يرثى لها خصوصا في بناء الهجمات ولولا بعض الطلعات على الجانب الايسر باجتهاد من احمد موسى انشط لاعبي المنتخب النيجيري لما احسسنا بخطورة تذكر .. علي جعفر اجتهد الى حد ما ولكن مشكلته انه صاحب تفكيرين .. فاحيانا تحس بأنه يريد ان يلعب الكرة برأسه وقدمه في نفس الوقت .. كما انه لا يجيد قراءة الملعب بالصورة المطلوبة ولكنه اجماليا ادى مباراة مقبولة اما الريح علي فقد غلب عليه الحماس مما اثر على مستواه .. انفعال الريح الزائد اوقعه في اخطاء كثيرة ولكن من حسن حظه ان المنتخب النيجيري لم يحسن استغلالها .. الطاهر الحاج تعرض لضغط كبير حيث هاجم النيجريون من ناحيته ولكنه نجح في الاختبار اما فارس فقد اجتهد ولكل مجتهد نصيب . الزام امير كمال بمتابعة نجم شيلسي جون اوبي ميكييل مثل ظله كانت خطأ كبيرا . فقد ارهق امير كمال ارهاقا شديدا بهذه المتابعة وخصمت من قدرته على الحركة والتمويل .كما ان ميكييل لم يشتهر بانه القلب النابض للمنتخب النيجيري حتى يفرغ له لاعب فنجم شيلسي ورغم انه لاعب كبير لا يبذل مجهودا كبيرا مع المنتخب النيجيري ويلعب في مساحة محدودة ولم يكن امس الاول في مستواه العالي بالاضافة الي ان مراقبة لاعب ارتكاز للاعب ارتكاز مثل ظله امر غريب في كرة القدم !! امير كمال عندما كان يلعب حرا اثناء المباراة كان يؤدي بامتياز .. ورغم متابعته لاوبي الا ان اللاعب احرز هدفا غير محسوب وهدف اكثر من كرة نحو المرمي ! كرة القدم الحديثة تعتمد على الدفاع الجماعي ومراقبة رجل لرجل عفى عليها الزمن خصوصا اذا كانت الرقابة للاعب ارتكاز !! عماري احد ابرز نجوم اللقاء ليس بسبب الاداء العالي فقط ولكن بسبب هذه الثقة العالية في النفس للاعب يشارك لاول مرة اساسيا في مباراة كبيرة وضد فريق كبير مثل نيجيريا .. عماري موهبة عالية يستحق عليها اهلي شندي التقدير والاشادة .. مهند الطاهر . كان احد اسباب فوز السودان لانه قدم ابداعا لا يمكن ان يقدمه لاعب كرة سوداني في الوقت الراهن .. فمهند صاحب قدرة غير عادية في تغيير اتجاه اللعب بالتمرير الطويل المتقن والغريب ان مهند الذي يخطئ في التمرير القصير يجيد تغيير اتجاه الملعب بتمرير دقيق .. ومهند صاحب تصويبات صاروخية كما انه لاعب مهاري استطاع ان يعطي الثقة لزملائه بمراوغته لنجوم نيجيريا في بداية المباراة وهو من حافظ على حماس الجماهير وساهم في استمرار التشجيع بالاداء الجميل والتهديف القوي .. مهند وبعد غيبة ادى بمزاج عالٍ وان كانت لياقته قد خانته بعض الشئ في الشوط الثاني وكان الكثيرون يتوقعون استبداله لاشراك بشة بدلا من خروج الجزولي الذي كان يتحرك بامتياز .. بكري المدينة اجتهد كثيرا وبذل مجهودا جبارا واحرز هدفا رائعا وارهق الدفاع النيجيري ولو استطاع بكري ان يتخلص من عدم التركيز في بعض الاحيان لكان اكثر خطورة كما يجب ان يتخلص من الخوف من الكرات المشتركة فالمدينة لا يقترب من اي كرة مشتركة او قصيرة ! نقول في الختام ان شكل السودان كان افضل من نيجيريا وكان هناك تكتيك مرسوم وادوار محددة للاعبين استحق عليها الجهاز الفني التحية .. وان شاء الله القادم احلى ..