أقدم مجلس إدارة نادي المريخ على خطوة جريئة بالتوقيع مع المهاجم بكري عبدالقادر بعقد يمتد لثلاث سنوات حيث شهدت مبانى الإتحاد لكرة القدم تظاهرة مريخية حاشدة من محبي وأنصار الأحمر حيث تدافعوا بكثافة بعد سماعهم لنبأ قيد اللاعب في كشوفات المريخ وذلك بعد مفاوضات مارثونية قادها ربان سفينة الأحمر الوهاج أمتدت حتى وقت متأخر من مساء أمس الأول والتي انفردت بتفاصيلها صحيفة قوون وحدها خدمة لقارئها الكريم والذي يقتطع من قوته الشحيح ليشترى هذه الصحيفة والتي تنحاز دوماً له كقارئ حصيف ومتابع ذكي ولمّاح. هو إنتصار إداري دون شك يحسب للوالى وللمريخ ولكن دعونا أحبتي نناقش هذا الأمر بهدوء وبعيداً عن الضجة و«الهيلامنه» التي صاحبت توقيع اللاعب بكشوفات الزعيم وبعرض خرافي يقال أنه قارب الثلاث مليارات إن صح هذا الرقم ، فلنا أن نتعجب وندير رؤوسنا من الحيرة ، هل يستحق أي من اللاعبين الموجوين في الساحة المحلية هذا الرقم الفلكي لا أعتقد ذلك . المدينة مهاجم جيد لاشك في ذلك وبماهو متاح من لاعبين وطنيين يبقي أفضلهم يمتلك سرعة عالية تحتاج للتوظيف السليم بعيداً عن «دروشته» المعروفة عنه ، هو لاعب صغير السن يمكن أن يقدم لسنوات عديدة لفريقه وشعاره الجديد، مهارات اللاعب الفنية يمكن أن نقول أنها عادية ،يجيد ضربات الرأس بصورة ممتازة ،واذا قسنا مستوى اللاعب بمهاجمي المريخ الموجودين حالياً بكشوفات الفريق ترجح كفة اللاعب عنهم جميعاً ، خصوصا مايسمى المحترفين الاجانب وانقا والمالي تراوري والذي أتمنى صادقاً ان ينهي المريخ خدماتهم فوراً دون تردد بعد خطوته الشجاعة بالتعاقد مع المدينة. الخطوة ممتازة ولكن من وجهة نظر شخصية جدا لا أحبذ إنتقال لاعبي الهلال للمريخ لأن كل التجارب القريبة والبعيدة أثبتت فشل هذه التجربة ودونكم اللاعب الكبير هيثم مصطفى بعد أنتقاله للأحمر ماذا كان الحصاد «سيقولون لك أحرز مع المريخ بطولة الدوري الممتاز» هل هذا طموح المريخ ، تجربة فاشلة بكل المقاييس ، يمكن أن يكون إنتصارا إداريا يحدث بعض الفرقعة الإعلامية والضجة ولكن على مستوى النتائج والطموحات الخارجية وهو الأهم لاشئ. وسنرى اليوم العجب و«الزين ذاتو» على شاشات العرض المريخي والأعمدة المهووسة فرحة هستيرية وصخب سيكون مبالغاً فيه لتسجيل اللاعب مع كورال بديع يجيد عزف الحان قائد الاوركسترا ، والذي بالضرورة سيكون خصماً على اللاعب ومردوده على المستطيل الأخضر والتجارب علمتنا ذلك «وارغو والهلال حارقو» مثال حي وقريب للذاكرة، التعامل بهدوء وروية مع تسجيل اللاعب أمر يبقى واجبا لضمان نجاحه ، استعراض العضلات والتفاخر غير ذى نفع أوردنا مورد الهلاك. دعونا نتعامل بعقلانية مع تجربة تسجيل هذا اللاعب المجتهد الطموح ، نقف إلى جانبه بالنصح والإرشاد نقوّمه بتريث دون صخب وإنفعال و«نفخ» قد تنجح التجربة هذه المرة ويثبت اللاعب عكس ما نتخوف منه ويقدم مانطمح فيه حقيقة. هذه هي كرة القدم وسحرها ومتعتها ،ويبقى أمر إنتقال لاعب من الهلال للمريخ أو العكس أمر طبيعى جداً في دنيا المستديرة وعالمها الإحترافي ، ولت الولاءات الى غير رجعة نعم يمكن أن يحب اللاعب النادى الذى قدمه لعالم الأضواء والشهرة بجنون ولكن إن وجد العرض الأفضل فليرحل الى حيث يريد اللاعب لأن هذه هي مهنته وأكل عيشه وأتمنى صادقاً ألا ينجرف الإعلام الهلالي وراء خيارات اللاعب وتنتاشه السهام التي لاترحم ويمكن أن تدمر موهبة لاعب وطنى أتفقنا او اختلفنا حوله يبقى لاعب منتخب وطني يمكن أن يقدم للسودان الكثير. آخر الأشياء في قوون دائماً الخبر صادق