* كما توقعنا فقد سيطرت حمى البيانات على روابط مشجعي الهلال، وكلما أصدرت رابطة بياناً تبعتها الأخرى ببيان آخر حتى وصل إلى مرحلة التقاء الضدين أمس الأول في منزل أشرف الكاردينال رئيس النادي الذي وجد نفسه في موقف حرج وأمام آراء مختلفة، ولكنه في موضوع واحد هو هيثم مصطفى كابتن الفريق السابق الذي انتهى عقده مع المريخ وأصبح حراً.. فريق يطالب الكاردينال بعدم إعادة القائد السابق وفريق يطالب الرجل بإعادته. * كان الذكاء في جانب الكاردينال هذه المرة تحديداً وتعامل بعقله ووضع العاطفة في إجازة إجبارية عندما خاطب مناديب الروابط، وقال لهم: استعمنا لآرائكم ولكن لا كبلو ولا مولانا يستطيعان أن يجبران المجلس على اتخاذ قرار عودة هيثم مصطفى أو عدم عودته، وأن المجلس هو المسؤول وسيتخذ القرار المناسب في هذه القضية. * وفي الأصل لا توجد قضية، ولكن بيان رئيس رابطة أهل الهلال المركزية السابق صنع من الحبة قبة وأشعل النار في النادي، وذهب ليرتاح ليرى المجلس ماذا هو فاعل بعد أن أصبح أمام الأمر الواقع.. وأمام خيارين أحلاهما مر.. فإما أن ينحاز للذين ساندوه ويرفض عودة البرنس، وأما أن ينتصر للرأي الآخر ويعلن عودة القائد وفي الحالتين سيجد المجلس نفسه مجبراً على اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً مهما كان ردة فعل الذين لن يكن القرار في صالحهم. * فالأمر تطور وتشعب وتدخلت فيه حسابات الانتخابات والدعم اللوجستي والمعنوي الذي وجده تنظيم عزة الهلال أيام الانتخابات، وبالتالي أصبح الكاردينال مطالب بتسديد فواتير الذين ساندوه أو فواتير الذين ساروا في صفه بعد أن انتخب رئيساً وستكون فواتير باهظة الثمن بلا شك. * الزيارة الخاطفة التي قام بها الأمين البرير رئيس النادي السابق إلى منزل أشرف الكاردينال أمس الأول وفي عز هذه الأحاديث هنالك تفسيراً واحداً لها أن البرير ضد عودة هيثم مصطفى للهلال وأن حكاية تكفل تنظيم (هلال المستقبل) بمعسكر الفريق الخارجي كلمة حق أريد بها باطل، بل أن البرير أراد أن يذكِّر الكاردينال أنه من دعمه في الانتخابات وعليه أن يكون حافظاً للعهد والجميل وأن لا يفكر في عودة البرنس تقديراً للبرير الذي يرى أن قراره كان صائباً وأن عودة هيثم تعني القطيعة وإعلان الحرب. * أصبح الكاردينال الآن في موقف لا يحسد عليه، ولكن في نفس الوقت بيده كل الأدوات التي تجعله يخرج من هذه الأزمة مثل (الشعرة من العجين) فهو رئيس مجلس الهلال الذي جاء عبر صناديق الاختراع وبالتالي هو صاحب قرار عودة هيثم من عدمه، ولن تستطيع أي جهة أن تملئ عليه قراراً لا يجد الإجماع من أعضاء المجلس وغير مقتنع به، وإذا أراد الكاردينال أن يرضي كل الأطراف سيخسر كل شئ، وأن أي قرار يتخذه لن يكون محل اجماع ولكنه سيجد الاحترام من الجميع. * وجد قرار حل رابطة الهلال المركزية للتشجيع مساندة كبيرة من قبل جماهير الهلال بعد أن تخطى رئيسها الخطوط الحمراء وأصبح يفتي في أمور لا تخصه وليست من اختصاصاته، بل أنه تسبب في اندلاع الأزمة التي يعيشها النادي حالياً، وأمام المجلس فرصة ثانية لكسب أراضي جديدة بحسم الفوضي التي تعم النادي في هذه الأيام باتخاذ القرار الصائب والذي يكون فيه خير وصلاح للهلال. * تجد عودة هيثم مصطفى مساندة كبيرة من قبل أنصار الهلال، بل أن (اولتراس) التي تعتبر أكبر روابط الهلال التشجيعية وأكثرها تأثيراً تقود حملة عودة القائد السابق، وبما أن مجلس الهلال جاء لإدارة النادي بأصوات الأغلبية عليه أن ينحاز لصوت الأغلبية ويصدر قراره الذي سيكون تأريخياً بعيداً عن جماعة مع أو ضد.