* من الممكن جداً أن اكتفي بعنوان العمود الذي جاء في شكل سؤال .. وأترك الباقي لفطنة القارئ ! * أقول ببساطة إن الإجابة على السؤال الموجود في صدر العمود تقود إلى الخطأ الشنيع الذي يرتكبه اتحاد كرة القدم السوداني في التسجيلات ! * وافقت لجنة التسجيلات على أن يوقع اللاعب البرازيلي المرشح للانتقال في ما يسمى أورنيك إبداء الرغبة أمام السفير السوداني بالبرازيل ! تخيلوا !! الاتحاد السوداني لا يريد أن يعترف بالعقد الموقع بين النادي واللاعب ويعترف بتوقيع لاعب أمام سفير ! هل هذا أمر معقول؟ هل يستطيع (عصام شعبان) أن يتحدث عن هذه التجربة الفريدة في كرة القدم أمام نظرائه من الدول الأخرى عندما يلتقي معهم في أي كورس من كورسات الفيفا الخاصة بانتقالات اللاعبين !! * نعود لموضوع إبداء الرغبة نفسه ! ونتحدث عن بدعة غير موجودة إلا في اتحاد كرة القدم السوداني ! ابتدعها د. شداد وفق ظروف معينة في فترة تسجيلات معينة لحماية لاعبي المنتخب من الآثار السيئة للمفاوضات والمطاردات، حيث طالب شداد بتوقيع اللاعب على إبداء الرغبة ليتفرغ للمنتخب واستمرت هذه البدعة ! وبالتأكيد فإن ما فعله شداد خطأ ولكنه في النهاية اجتهاد من رئيس وفق رؤى كثيرة ومسؤولية باعتباره رئيس الاتحاد ولكن رئيس الاتحاد الحالي ليست له أي رؤية ولا يتخذ قرارات بما في ذلك الغاء هذه البدعة التي لم يعد لها مبرر سوى أنها تدخل إلى خزانة الاتحاد مبالغ طائلة ! ولأن الاتحاد مقتنع بأنها غير ملزمة أو ضعيفة أصلاً في الإطار القانوني فإنه يسمح بتخطيها فيتم إبداء الرغبة أمام مجدي في مصر وأمام القنصل في جدة وأمام عضو اتحاد محلي في غرب السودان والآن الأمر يصل للبرازيل ! * اتحاد كرة القدم السودني أعطى الهلال أورنيك إبداء الرغبة ليرسله للاعب البرازيلي ليوقع عليه ! ولو سأل البرازيلي عن هذه الورقة وعرف تفاصيلها فاعتقد أنه سيرفض الحضور للسودان !! لأن هذا البرازيلي سيوقع مرة أخرى في عقد مع الهلال ومن بعد ذلك سيوقع على نموذج عقد في اتحاد الكرة وسيحس أنه يوقع على ثلاثة عقود وهو أمر يدخل الخوف في نفس أي شخص ! * لو كنت أملك القرار في الهلال لصححت هذه الأوضاع ووضعت الاتحاد أمام مواجهة الحقيقة ورفضت توقيع اللاعب على أي ورقة أمام السفير أو غيره واكتفيت بتنفيذ ما تطلبه لائحة الانتقالات الدولية والتي يؤكد الاتحاد في لوائحه أنه يعمل بها .. على الهلال أن يكمل اتفاقه مع اللاعب ويدخل تفاصيل هذا الاتفاق في (السيستم) ويرسله لعصام شعبان وأنا متأكد أن عصام شعبان لن يتردد لحظة في ارسال طلب الهلال للاتحاد البرازيلي لإرسال بطاقة النقل الدولية للاعب .. فعصام شعبان يعرف أنه أن لم يفعل ذلك ستعاقبه الفيفا هو والاتحاد ! * اتحاد كرة القدم السوداني لا دخل له من قريب أو بعيد بتعاقد الهلال أو غيره من الأندية مع اللاعبين وكل الذي يخص الاتحاد هو التسجيل .. في لحظة التسجيل من حق الاتحاد أن يسأل عن عقد اللاعب طالما أن النادي يريد أن يسجله لاعباً متعاقداً ومن حق الاتحاد أن يحدد كيفية التسجيل ويشاهد العقد ولكنه لا يتدخل في العقد نفسه لأنه ليس طرفاً في العقد . وفي حالة اللاعب البرازيلي فإن الاتحاد يشاهد العقد بعد أن يرسله له الهلال في (السيستم) ولا يتدخل في العقد نهائياً وهو ملزم بطلب شهادة النقل طالما أكمل الهلال الإجراءات في الوقت الذي يحدده الهلال للتسجيلات ! * إذا كانت ورقة إبداء الرغبة تساوي خمسة مليون في الاتحاد فإنها في القانون لا تساوي الحبر الذي كتبت به .. ولن تشفع للاعب ولا تعتمد له باعتباره قد وقع في فترة الانتقالات وإذا لم يكمل الهلال إجراءات التعاقد مع اللاعب ويدخل المعلومات في السيستم فإن هذه الورقة لن تفيده في شئ ! هذه فوضى من اتحاد الكرة لم تجد من يقف في وجهها بجدية وحزم .. ولو دخل أي إداري صغير وليس في قامة بلولة الذي هزم اتحاد الكرة في قضية كأس السودان من قبل لهزم الاتحاد في كل لوائحه المخالفة للانتقالات .. * نعود لموضوع اللاعب البرازيلي نفسه والذي يصر ناديه على اشراكه في مباراة يوم 29 وإذا وافق الهلال على هذا الأمر فإن هذا اللاعب من الصعب جداً أن يلحق بفترة الانتقالات في السودان لذلك جهزوا البديل !!.