* لا يخلو سطر أو كلمة في موضوع عودة هيثم مصطفى للهلال من كلمة اعتذار.. الذين يقفون ضد عودة هيثم يطالبونه بالاعتذار والذين يمسكون العصا من النصف يطالبونه بالاعتذار أيضاً.. واليوم أجد نفس مضطراً لأوجه لهم سؤالاً..لمن يعتذر هيثم مصطفى ولماذا.. فللإعتذار شروطه بنوده وأركانه فهاتوا واحداً من البنود حتى ننضم إلى جوقة الذين يطالبون هيثم مصطفى لاعب الهلال السابق بالاعتذار. * شخصياً ليس ضد الاعتذار ولكن إذا كان هناك جهة واحدة تستحق اعتذاراً من هيثم مصطفى بلا شك أن هذه الجهة هي جماهير الهلال.. فهنالك من اعتصم بعد أن قام الأمين البرير بشطب هيثم مصطفى من كشوفات الهلال وهناك من بكا بحرقة بعد أن شاهده يوقع في كشف المريخ وهناك من تسلق الأبراج وشرع في الانتحار حزناً على طي صفحة مضيئة في تاريخ النادي.. فهؤلاء هم من يستحقون الاعتذار لأن حبهم للهلال هو الذي دفعهم إلى ما آل إليه الحال. * الاحترام لا يتجزأ والاعتذار لن يتبدل على الاطلاق.. فهو يعني ببساطة الاحتراف بالذنب وتجاوز الحدود والدروس على الأعراف بسن العزاء.. نعم قال هيثم مصطفى: إن الأمين البرير هو أسوأ رئيس مر على الهلال وقد لمناه وانتقدناه في وقتها وقلنا له: إن رئيس الهلال احترامه واجب على كل أسرة النادي وليس فرض كفاية.. ولكن البرير لم ينتظر اعتذاراً من البرنس، بل نال حقه بنفسه وقرر شطب الهلال عقاباً على هذه التصريحات وليس لأسباب فنية، كما يقال ويشاع، وإذا كان اعتذار هيثم للبرير ينهي هذه الأزمة فعلى هيثم أن يتعذر حتى يخذل الذين يقسمون أن هيثم لن يعتذر لأنه يرى نفسه أكبر من الاعتذار. * وأتعجب للذين يقودون حملة الوقوف ضد عودة هيثم مصطفى للهلال ويبررون موقفهم أن اللاعب لن يعتذر للأمين البرير ويرفض مبدأ الاعتذار.. بأي حق يطالب هؤلاء؟ وهل هم اعتذروا للبرير عندما كانوا ضده، أشبعوه نقداً واساءة وتجريحاً؟ وبعد ذلك مشوا في جنازة نهاية عهده وكأن شيئاً لم يكن والآن يطالبون هيثم مصطفى بالاعتذار. * عندما يعتذر الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الهلال إلى كل رؤساء الهلال السابقين وإلى جماهير النادي وإلى لاعبي الفريق السابقين والحاليين وإلى البرير سنطالب البرنس بالاعتذار للجميع وسيكون البرير من عامة الذين يشملهم الاعتذار لأنه واحد من أسرة نادي الهلال وأن هناك مشجعين أيضاً يستحقون أن يعتذر لهم هيثم. * إذا فتح باب الاعتذارات بالهلال وكان في هذا الباب مخرجاً لمشاكل النادي وعودة الاستقرار فإننا سنطالب الذين جاءوا بالمفردات الدخيلة على مجتمع الهلال بالاعتذار.. نطالب الذين يصفون جماهير الهلال بالطابور والمرتزقة والخونة والمارقين بالاعتذار.. عندما يعتذر هؤلاء سنعتذر جميعاً وليس هيثم مصطفى وحده حتى إذا وجدنا أنفسنا مجبرين على تطبيق مبدأ (الخير يخص والشر يعم) إذا كان في هذا الاعتذار خير للهلال. * وإذا كان مجلس الهلال هو الآخر ينتظر اعتذاراً من هيثم مصطفى حتى يقرر بشأنه فعلى الدنيا السلام والفاتحة على الهلال.. إذا كان هنالك شرطاً واحداً ينتظره المجلس هو أن يتقدم هيثم مصطفى خطوة نحو المجلس ويطلب من المجلس إعادته مرة أخرى للفريق لأنه يريد أن يختم حياته في الهلال وسنساند المجلس من أجل هذه الخطوة لأنها هي المنتظرة من اللاعب ولكن أن تكون عودة هيثم مربوطة باعتذار مبهم، سيفرغ هذا الطلب الهلال من كل المعاني الجميلة ويحول القضايا إلى صراعات شخصية لن تنتهي، وبما أننا بشر فمعرضون للخطأ ومن السهل أن نعتذر ولكن متى يعتذر القوم إياهم؟.