ساعات قليلة تفصلنا عن لقاء ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال الذي يجمع الهلال بالترجي في مباراة كسر عظم لا تقبل القسمة على اثنين وتعيد من جديد للذاكرة سلسلة مباريات الفريقين في البطولات الأفريقية والعربية قبل توقفها، وتحمل هذه المباريات الكثير من الإثارة داخل الملعب وخارجه، وسيكون لقاء الأحد امتدادًا لهذه المباريات الكبيرة. ونتمنى أن يمنحنا لقاء الذهاب الجواب الفعلي قبل السفر إلى رادس لأداء مباراة الإياب رغم إدراكنا بصعوبة ذلك في ظل الحالة الفنية الحرجة الذي يمر بها الهلال وأيضاً المستوى المتصاعد لمنافسه ولكننا أيضاً سنفتح باباً للتفاؤل لأن كرة القدم في كثير من الأحيان لاتخضع إلى مقاييس محددة.
في 2007 كان الهلال الأفضل فنياً ربما بين الأندية الأربعة التي خاضت نصف النهائي وهي الأهلي المصري والاتحاد الليبي والنجم الساحلي التونسي ورغم ذلك غادر أمام الأخير بفارق هدف وحيد بعد أن فاز ذهاباً 2-1 وخسر إياباً في سوسة 1-3 .
وفي 2009 كان الهلال أيضاً وفق المعطيات هو الأعلى كعباً أمام منافسيه مازيمبي الكنغولي وهارتلاند وكانوبيلارس النيجريين ورغم ذلك غادر الأزرق بخسارة قاسية في نصف النهائي أمام الفريق الكنغولي بالخسارة ذهابا 1-5 في أمدرمان والفوز 2-0 في لوممباشي .
وفي 2011 يشير الواقع الحالي إلى أن الهلال هو أقل الفرق الأربعة الموجودة بنصف النهائي اقناعاً ومن هذا الباب نتمنى أن يسرق الفريق التأهل أمام الترجي خاصة وأن الفريق التونسي أصبح هو المرشح الأبرز حالياً للفوز باللقب في ظل المستوى الثابت الذي قدمه بالدور ربع النهائي ونجاحه في إقصاء الأهلي المصري للعام الثاني على التوالي.
ولكن من المؤكد أن الفريق التونسي وعى الدرس تماماً بعد أن تلقى في العام الماضي لطمة قوية من مازيمبي عندما خسر أمامه ذهاباً في النهائي بالكنغو 0-5 في نتيجة هي الأثقل على بطل تونس والذي حضر إلى بطولة العام الحالي وهدفه تعويض تلك الخيبة الكبيرة.
وحالياً ستكون عيون الترجي على موقعة أمدرمان فهو يعمل لعدم تكرار تلك النكسة التي حدثت له في لوممباشي أمام مازيمبي ولابد أن يعرف الهلال أن البطل التونسي حضر من أجل الخروج بنتيجة ايجابية في المباراة الأولى التي تهمه أكثر من الثانية وبالتالي لابد للهلال أن يقطع الطريق على منافسه ويجهز عليه في المباراة الأولى .
نعم تبقى المهمة صعبة على الهلال الذي سيواجه فريقاً متسلحاً ونتمنى أن ينجح المدرب الصربي (المتخبط) في إعادة حساباته ويختار التشكيل الأفضل ويعد الفريق نفسياً للمباراة قبل التحضير البدني.
سيكون على الهلال خيار واحد وهو العمل على انهاء خصومة وعدم الخروج من نصف النهائي التي تكررت في 2007 و 2009 وجاء الوقت الذي يكسر فيه الفريق هذا الحاجز والهاجس الذي ظل يطارده طول السنوات الماضية.
المباراة الأولى يوم الأحد تعني الكثير لأنها ستحدد بشكل كبير الفريق الذي سيلعب النهائي قبل مباراة العودة، فأما فوز مقنع للهلال وفارق مريح من الأهداف لايقل عن اثنين أو غير ذلك يعني الاستعداد للمغادرة من نصف النهائي كما هي العادة دائماً، وكم نتمنى أن لايتكرر المشهد ويقطع الهلال تذكرة خوض النهائي الحلم.