* لا أعتقد ان هناك نتيجة افضل من النتيجة التي خرج بها لقاء قمة الاستقلال .. * فقياسا على الاداء والجهد المبذول ما كان احدهما يستحق الهزيمة . كما ان المناسبة نفسها كانت تستوجب هذا التعادل لتأكيد الوحدة والمحبة مع التاكيد على علو كعب الهلال بسبب اسم المناسبة فابتسم له الحظ ليؤكد على ان نادي الخريجين الاوائل يستحق ان يحتفل بدرع الاستقلال اولا .. * فنيا لم يكن هناك فريق متفوق على نده بصورة واضحة كما كان يحدث في بعض المباريات التي تخرج بالتعادل خصوصا من جانب الهلال الذي ظل يفرض سيطرته على الملعب بدرجة تجبر اعلام المريخ على قول الحقيقة بان التعادل لم يكن عادلا او ان فريقهم لم يكن يستحق النقطة ولكن الحقيقة فإن الفريقين امس لم يستحقا الهزيمة ! * ربما يكون المريخ نظريا افضل بحساب عدد الفرص ولكن واقعيا فان للهلال ايضا فرصا كثيرة لم تصل لنهايتها بسبب مساعدي الحكم حيث حُرم الهلال الذي اعتمد اسلوب التمرير القصير وكسر مصيدة التسلل بالدخول من عمق دفاع المريخ من عدد كبير من الانفرادات بسبب خوف او جهل او استقصاد مساعدي الحكم على وقف هجمات الهلال باستثناء هجمة وحيدة تعامل معها المساعد (الطريفي يوسف) بحيادية واتخذ قرارا صحيحا عندما ترك كاريكا منفردا ولكنه تباطأ ليصل اليه دفاع المريخ .. * بصمة التدريب في الهلال كانت واضحة بتعليمات المدرب بضرورة التمرحل في بناء الهجمة من الدفاع للوسط للهجوم وهو اسلوب ركز عليه المدرب البلجيكي في معسكر الفجيرة من خلال التدريبات والمباريات الاعدادية وهو اسلوب صحيح ولكنه صعب جدا في التنفيذ حيث يحتاج الى لاعبين يجيدون تمرير الكرة بصورة صحيحة مع التزام كامل بتنفيذ التعليمات .. نجح لاعبو الهلال في التمرير الجيد في وسط ملعبهم في معظم الاحيان ونجحوا في بعض الاحيان في النصف الخاص بفريق المريخ خصوصا عندما تكون الهجمة من الناحية اليمنى حيث يجيد (سيسي) الحركة في هذه المنطقة مع بعض (الاخفاق) سنعود له عندما نتحدث عنه وحده .. * الهلال بالتمرير القصير الجميل استطاع ان يعبر اكثر من مرة من دفاع المريخ ولكن العنف غير القانوني الذي مارسه علي جعفر جعل هجمات الهلال تضيع هباء منثورا دون ذنب من نجومه حيث كان من المفترض ان يتم طرد علي جعفر مبكرا وسوف يُحدث هذا اللاعب كارثة اخرى للمريخ ويتسبب مرة اخرى في خروجه من البطولات القارية مبكرا ! علي جعفر لا يلعب الا على جسد المهاجمين كما انه بطيء في الحركة والتفكير وانفعالي في نفس الوقت ويستعمل يده كثيرا ولولا مجاملة الحكام في السودان لتسبب في كوارث داخلية كثيرة للمريخ .. * الاسلوب الجميل الممرحل نجح فيه الهلال الى حد ما ولكنه في نفس الوقت كان خصما عليه في بعض الاحيان بسبب التمرير الخاطئ لعدد من لاعبي الهلال وابرزهم سيدي بيه وكاريكا واتير وبشه .. مما يشكل هجمات خطيرة على الهلال الذي يتقدم بصورة جماعية في الهجمة وفي الارتداد تظهر ثغرة كبيرة اسمها (سيدي بيه) اللاعب الوحيد في الهلال تقريبا الذي لا يقطع الكرة ولا يشارك في الاداء الدفاعي بصورة ايجابية .. * نقول ان بصمة مدرب الهلال كانت واضحة في اداء فريقه وهو يجتهد في خلق شكل للفريق ولا نقول انه نجح بالكامل ولكن نقول ان التنفيذ كان به الكثير من الايجابيات والسلبيات؛ اما مدرب المريخ فلم تظهر له اي بصمة رغم تفوق لاعبي وسط المريخ على لاعبي الهلال مما الى شكل أفضل للمريخ خصوصا في الشوط الاول ولكن كان ذلك من الحماس ومن ضعف مردود بشه وسيدي بيه وبالتاكيد فإن المهارة العالية لاوكرا اعطت المريخ شكلا جماليا افتقده لمواسم عديدة بجانب التألق اللافت للاعب علاء الدين يوسف الذي أدى واحدة من أجمل مبارياته وكان أفضل لاعبي المريخ ان لم يكن افضل لاعبي المباراة ولا ادري على أي قياس ذهبت الجائزة للنيجيري سلمون فهدف علاء الدين وحده يرجح كفته دعك من المجهود الوافر في الدفاع والتمرير الجيد وبناء الهجمات .. ونفس الشيء ينطبق على الجائزة التي ذهبت للاثيوبي بوتاكو والذي لا ننكر انه اجتهد في تقديم مستوى جيد ولكنه لم يكن افضل لاعبي الهلال ولم يقم بواجبه الاساسي في الدفاع كما ينبغي واعطى مساحة كبيرة لبله جابر للتحرك وعكس الكرات كما تعامل بسلبية مع الكرة التي جاء منها الهدف وهو يغطي بظهره الكرة العكسية .. وبالتاكيد فان الشغيل بمجهوده الوافر دفاعا وهجوميا هو افضل لاعبي الهلال .. * المباراة حفلت بالكثير من الاحداث الفنية التي سنعود لها لاحقا بالتفصيل ولكننا نود ان نركز في بقية المساحة على التشكيلة غير المثالية التي بدأ بها مدرب الهلال والتي كاد ان يدفع ثمنها لولا ان تدارك بعض الخطأ في الشوط الثاني وسحب سيدي بيه كما هي العادة منذ ان اشرف على الهلال ولكنه وللاسف مازال يستبدل سيدي بيه بفيصل موسى مع وجود لاعب مشابه لادائهما وهو وليد علاء الدين ليظهر الهلال ضعيفا في قطع الكرات في الوسط ويزيد الضغط على الشغيل .. ان فيصل موسى ووليد وسيدي بيه لا يجيدون المطاردة ولا اداء الادوار الدفاعيه وتكون مشاركتهم على حساب نزار او نيلسون الذي اثبتت التجربة انه الافضل والاجدر بالمشاركة في خانة الارتكاز ليتيح فرصة لنزار للتحرك للامام ومن الواضح ان وليد علاء الدين وبشه ومن بعدهما محمد عبد الرحمن سيتنافسان لانتزاع خانة لاعب الوسط المتقدم .. * نعود لمزيد من القراءات في هذه المباراة غدا ..