في الوقت الذي يتأهب فيه الهلال والمريخ، لمباراتيهما في إياب الدور الأول، لدوري أبطال أفريقيا، أمام سيوي سبورت العاجي، وريكيارتيفو الأنغولي، حمل الأسبوع الخامس لدوري سوداني الممتاز، رسالة غير سارة للفريقين، قياساً على مستواهما في مباراتيهما أمام الاتحاد مدني والأمل عطبرة. فالهلال الذي دخل مباراة أمس الأول متصدراًَ ومرشحاً للفوز خرج من إستاد مدني بصورة أشبه بالانجاز، بعد حول خسارته بصفر مقابل هدفين، الى تعادل بهدفين لكل، بعد أن قدم مباراة متواضعة المستوى، خاصة في الشوط الأول، الذي فرض فيه رومان الجزيرة أسلوبهم على الملعب ومارسوا الضغط على حامل الكرة من الهلال، الذي كان فيه خط الوسط لغزاً محيراً بسبب السلبية التي لعب بها نزار حامد وبشة وايكانغا الذي جامله المدرب بالاستمرار حتى نهاية المباراة، بينما كان نصر الدين والشغيل العائد من الإصابة والذي شارك لأول مرة مع الفريق بصورة جيدة، ومع تراجع خط الوسط غاب خط الهجوم الذي افتقد التمويل وأرتمى في أحضان دفاع الرومان، رغم المجهود الكبير الذي بذله تراوري عكس بكري المدينة الذي استحق التبديل، وسانيه الذي فشل في الهروب من الرقابة المفروضة عليه، وتحسن أداء الهلال في الشوط الثاني بعد دخول مهند الطاهر ومدثر كاريكا، الذين أعادا الروح للهجوم ونجحا في إعادة الفريق للمباراة رغم تأخره بهدفي أمام الرومان، حيث سجل تراوري هدف التقليص مستفيداً من تمريرة والشغيل، وسجل الغزال هدف التعادل من ركلة جزاء وكاد تراروي قريباً من تسجيل هدف الترجيح إلا أن كرة ارتدت من القائم. وفي أم درمان لم يكن المريخ الذي خرج فائزاً بأفضل حالاً من الهلال، حيث تعرض لتجربة عصيبة، أمام الأمل الذي أصبح بمثابة العقدة للفريق الأحمر، الذي قدم مباراة غريبة الأطوار، على مدار الشوطين، وفشل في فرض شخصيته على الملعب رغم استحواذه الظاهري على الكرة، إلا أن خطورة الهجمات كانت من نصيب فهود الشمال الذين انفردوا بأكرم الهادي سليم ثلاث مرات وعطل الحكم بدرالدين عبدالقادر انفراد لابوالقاسم، سعيد، رغم التعديل الكبير الذي طرأ على تشكيل المريخ، ومشاركة القائد فيصل العجب من البداية إلا أن الدفاع كان علة المريخ الكبرى رغم صحوة باسكال الذي صحح أخطاء زملائه وتكفل بإحراز هدف الفوز، في تأكيد كبير على معاناة المريخ الهجومية التي افتقد فيها الأنياب الفاعلة، بعد إن فشل الزامبي جاكسون موانزا للمرة الرابعة في تأكيد جدارته بالمشاركة أساسيا، وفشل في تهديد مرمى مرتضى حسن حارس الأمل بصورة يؤكد بها انه لاعب هداف، ونفس الشئ ينطبق على البورندي سليماني الذي قدم مباراة جيدة لاعتبارها المشاركة الأولى، فقد تحرك بصورة جيدة ولكن عيبه نفس عيب باسكال، لافتقاده حساسية الشباك، ورغم سحب البطئ أمير كمال بعد نهاية الشوط الأول إلا أن مشكلة العمق في المريخ لم تنته بخروج، حيث وجد أدم ساير مهاجم الأمل مساحة كبيرة للتحرك، والانفراد بالمرمى، ولو لا تألق أكرم الهادي سليم لما خرج المريخ فائزاً، بسبب هفوات الدفاع وغياب الهجوم. وفي الوقت الذي رفض فيه الفرنسي غارزيتو مدرب الهلال التعليق على أداء فريقه في المباراة مفضلاً الصمت، أرجع التونسي محمد عثمان الكوكي مدرب الفريق تزبزب مستوى فريقه إلى التغيرات التي أجراها على التشكيل خوفاً من إرهاق بعض العناصر التي يريد الاعتماد عليها في مباراة الأهلي شندي وريكيارتيفو الأنغولي. وما بين صمت غارزيتو وتبريرات الكوكي خرج جمهور الفريقين، من المباراتين ساخطاً على الأداء والأجهزة الفنية التي يرى أنها السبب الأول فيما وصل له الفريقان من تراجع في المستوى.