عطل الهلال العمل بالمدرسة البرازيلية والأوربية وأعتمد منهج التدريب التونسي عندما أكمل تعاقده مع المدرب التونسي نبيل الكوكي وطاقمه المعاون لمدة عامين ليتولى قيادة الجهاز الفني خلفاً لنظيره البلجيكي باترك اوسيموس الذي تمت إقالته بعد ثلاثة أشهر من جلوسه على المقعد الذي أصبح هاجساً يؤرق الإدارة والقاعدة الزرقاء في الفترة الأخيرة ، وسيتسلم الكوكي صاحب (45) عاماً المهام من يد المدرب الوطني المؤقت الفاتح النقر (المنقذ) الذي نجح في ترتيب الأوضاع داخل غرفة الملابس وجلب الإستقرار الفني مما إنعكس إيجاباً على أداء ونتائج فريق كرة القدم في منافسات الدوري الممتاز ودوري أبطال أفريقيا وحقق ثلاث إنتصارات محلية أمام (النسور ، الميرغني ، أهلي مدني) ولعب مباراتين في المنافسة الافريقية خسر واحدة أمام كي ام كي ام وكسب الثانية أمام الرصاصات بنتيجة باهرة وعلى الرغم من ذلك خسر مقعده وخف عائداً لمكانه الأول تدريب فريق الشباب بالهلال .. *الكوكي ..المنهج التونسي للمرة الثالثة إعتمد الأزرق منهج التدريب التونسي رسميا وهي ليست المرة الأولى حيث يأتي نبيل الكوكي في المرتبة الثالثة على قائمة المدربين التونسيين الذين دخلوا أسوار القلعة الزرقاء بالعرضة شمال وتعاقبوا في الجلوس على مقعد دفة قيادة الجهاز الفني للهلال وتنسب مدرسة التدريب التونسي لمجموعة شمال أفريقيا ذات الخصائص العربية وتستخدم منهج تدريب يعتمد على االسرعة ، الإنضباط التكتيكي ، الضغط على الخصم والقوة البدنية وهو أسلوب أفريقي (مطعم) بالأوربي والتي أظهرت تفوقاً لافتاً في الفترة الأخيرة وسيطرت على بطولات القارة السمراء ، وسبق نبيل الكوكي على تدريب الهلال سفيان الحيدوسي الذي قاد الهلال لدور المجموعات 2005م ومواطنه نصر الدين النابي الذي جاء للقلعة الزرقاء عام 2014 م وغادرها في نفس السنة ، وعلى عكس المدربين اللذين يمتلكان تجارب خارج تونس خاصة في منطقة الخليج العربي فإن الكوكي يدخل تجربته للمرة الثانية فقط خارج حدود تونس حيث درب أهلي بوعريريج الجزائري قبل أن يعود ويعبر الحدود التونسية في أتجاه الخرطوم ليخوض تجربته التدريبة الثانية بعيداً عن موطنه الأم الذي درب فيه عددا من الأندية ذات الوزن الثقيل على رأسها الأفريقي ، قوافل قفصة ، البنزرتي ، ويصنف الكوكي من المدرببين الكبار رغم صغر سنه لانه يمتلك فكرا تدريبيا كبيرا وفلسلفة خاصة نجح من خلالهما في تحقيق أنجازات متعددة مع الأندية التي دربها ، وله قدرة على التواصل مع اللاعبين لإجادته ثلاث لغات (العربية ، الفرنسية ، الإنجليزية) وهي النقطة التي فشل فيها مدرب الهلال السابق البلجيكي باترك بعد ان إصطدم بعقبات فشل في تجاوزها وعصفت به خارج القلعة الزرقاء *إدارة الهلال ولجان الإختيار وضعت إدارة الهلال فشل المدرب باترك على عاتق اللجنة والمستشارين الفنيين التي نقبت داخل السيرة الذاتية للمدرب البلجيكي وفحصت إنجازاته قبل أن ترسل إشارة الموافقة للمجلس للتعاقد معه لقيادة الجهاز الفني للفريق وتحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا حلم جماهير وأنصار الهلال ، ورغم إجماع أعضاء اللجنة الفني على البلجيكي إلا أن المجلس أقاله بعد مرور ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوماً وأوكل المهمة الصعبة للمدرب الفاتح النقر (مؤقتاً) ريثما يبحث المجلس عن مدير فني جديد وسط المدارس التدريبية المختلفة ، وبرز إسم المدرب الصربي (ميشو) الذي ينتمي لمدرسة التدريب الأوربي ، ولكن تمسك الإتحاد اليوغندي بالمدرب الصربي أدى لإنهيار الصفقة فتوجه المجلس نحو المدرسة التونسية وقال محمد عبداللطيف هارون عضو مجلس ادارة نادي الهلال لقناة (بي إن إسبورت) أمس الأول :(أن اللجان الفنية كانت مسؤولة من ملف التدريب ووقع الإختيار على المدير الفني باترك وفقا لسيرته الذاتية ووافق عليه مجلس الإدارة..ونحن في المجلس لم نشك في قدرات البلجيكي التدريبية ولكنه في الواقع فشل في خلق التواصل بين اللاعبين ومعرفة تفاصيل المنافسة المحلية ، وقاد الفريق في (9) مباريات خسر واحدة فقط ولكنه فقد عددا من النقاط باخطاء فنية ، بعدها أجمع أعضاء اللجنة ان باترك لن يقود الهلال لتحقيق الطموح )..وبعيداً عن حسابات ربح وخسارة النقاط فإن المجلس يبحث عن مدرب ضجة لسد الفراغ الفني دون التوقف عند مدرسة تدريبية معينة ومواصفات تتوافق مع خامات وإمكانيات اللاعبين في الكشف الأزرق بيد أنه إتجه للمدرسة الأوربية وإختار ميشو ثم عاد وإتفق مع الكوكي المنتسب للمدرسة العربية التونسية مع إختلاف الخصائص واللغة والطريقة .. *بكري: مهما أختلفت المدارس يبقى المحك في إمكانيات المدرب.. إختلاف المدارس قد يكون إيجايباً ولكنه في الغالب يؤثر سلباً على اللاعبين ومستوى الأداء ويؤدي لتعطيل عناصر مهمة ذات قيمة فنية كبيرة مثلما حدث في الهلال إبان فترة المدرب غارزيتو الذي أبعد عددا من نجوم الفريق على رأسهم القائد السابق هيثم مصطفى بايعاذ من مجلس الإدارة الذي دائما مايبحث عن مدرب يحقق به مكاسب إدارية أكثر منها فنية وحول إختلاف المدارس وتأثيرها على اللاعبين يقول المدرب الكبير بكري عبدالجليل : مهما يكون إختلاف المدارس التدريبية وتعدد خصائصها يبقى المحك في إمكانيات المدرب وقدرته على تفهم سيكلوجية اللاعبين ، البيئة ، الوضع الإجتماعي و طبيعة المنافسة ، والمدرب القدير وفقاً للفهم التدريبي هو الذي يجري دراسة لطبيعة المنافسة ، واعتقد هذه العوامل هي التي تؤدي لفشل المدربين ، كما أن المدربين لايتفهمون طبيعة اللاعب السوداني..وعن إختيار اللجنة الفنية للمدربين في الهلال يقول عبدالجليل : إن المؤسسية تقتضي العمل في مثل هذه الأمور إلى مرجعية وهذا ينتج سؤال على اي أساس تختار الإدارة الفنية المدرب ؟، وهل للمدرب شهادات ، خلفية تاريخية وانجازاته التي يقدمها على الورق ؟ وهل هذا يساعده على العمل ؟..وعن إختيار المدربين (الضجة) يؤكد أن الهدف منه دائما مايكون كسب إداري أكثر من فني ،وهنالك فرق كبير بين المدرب الضجة والمدرب الذي يختار بعناية فنية ليحقق النجاح واعتقد أن المدرب المشهور وصاحب الزخم الإعلامي لن ينجح لان المدرب الكبير في الفهم التدريبي هو الذي ينزل لمستوى اللاعب ويستفيد من أمكانياته الفنية والظروف التي حوله ويستخدمها لصالح الفريق ..كما ان وظيفة مساعد المدرب مهمة للغاية وهي تلعب دورا كبيرا في فشل المدربين الاجانب الذين تعاقبوا على الجهاز الفني للهلال لانهم يجب ان يعرفوا بصورة مباشرة طبيعة اللاعب ، قدراته الفنية والبدنية ، الإمكانيات والتكيف معها ، وتمنى بكري التوفيق للجهاز الفني الجديد في مشواره حتى تعم الفائدة للهلال والسودان ..