* كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم لأنها تتخذ الاثارة والتشويق لغة وهي لغة يفهمها كل من يعشق الساحرة المستديرة التي تأخذ القلوب والعقول في آنٍ واحد وتجمع بين الاضداد الفرح الحزن النصر والهزيمة ثم تتفنن في اسعادك او عذابك فمن خلال هذا الجلد المدور تتوارى الكثير من الاحساسيس المتباينة. أكبر إمبراطورية للمال هي كرة القدم * كرة القدم اصبحت صناعة بكل ماتحمل الكلمة من معانٍ وقد وجد رجال المال والاعمال ضالتهم في هذه الساحرة المستديرة ليجنوا من ورائها الكثير من الاموال لذلك تجدهم يتسابقون من اجل الولوج في ساحاتها ولعلمهم المسبق بالارباح الطائلة التي يجدونها عندما يفوزون بامتلاك احد الاندية العملاقة او عقد صفقات كبيرة فالسوق العالمية لكرة القدم اصبحت رائجة فالكل يستثمر فيها، كالقنوات الفضائية والشركات الاعلانية والصحف التي تهتم بهذه الرياضة اضافة الى وكلاء اللاعبين والسماسرة ايضآ فهي الوسيلة الترفيهية الوحيدة في العالم التي تلتف حولها جميع الشعوب لتتفاعل معها باحساس موحد ولغات مختلفة . رؤوس أموال عربية لامتلاك أعرق الأندية الأوربية * تدخل العديد من رجال الاعمال العرب لامتلاك عدد من الاندية الاوربية وذلك نسبة لانها من انجح الاستثمارات وتدر دخلا عاليآ لاصحابها اضافة الى الشهرة الكبيرة التي يحصلون عليها عندما ترتبط اسماؤهم بها ومن اشهر العرب الذين يمتلكون اندية عربية منهم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك نادي مانشيستر سيتي او نادي الاثرياء وذلك للانفاق الكبير عليه من قبل اثرياء الامارات ايضآ نادي باريس سان جرمان المملوك لشركة قطر للانشاءات ورئيسه السيد / ناصر الخليفي رئيس مجلس ادارة قنوات الجزيرة الفضائية , خيتافي الاسباني تمتلكه مجموعة رويال دبي المملوكة للشيخ بطي بن سهيل آل مكتوم , فولهام الانجليزي يمتلكه رجل الاعمال المصري محمد الفايد رجل الاعمال الاردني حسين اسميك يمتلك 49 % من اسهم نادي بايرن ميونخ الالماني . كيف يفكر ملاك الاندية العالمية * بما أن هؤلاء الملاك جل تفكيرهم تحقيق الارباح لذلك تجدهم يعقدون أكبر الصفقات وباموال ضخمة جدآ فيعتقد المتابع العادي أنهم خسروا نتيجة لتلك الصفقات ولكن الواقع الحقيقي انهم اذكى بكثير من ان يخسروا من هذه الصفقات بل يحققون اضعاف ماينفقونه عليها ولنا الكثير من الامثلة التي يمكن ان نستعرضها فمثلا آخر صفقة لنادي برشلونة والتي يدور الآن حولها جدل كثيف من ناحية خرق برشلونة للقوانين ولكن هدف مالك برشلونة البعيد الاستفادة من القيمة الإعلانية لنيمار كواحد من النجوم الذين تتسابق الشركات للاعلان معه وذلك لما يتمتع به من شعبية على مستوى بلده البرازيل او علي مستوى العالم فنيمار كان مشهورآ قبل أن يأتي من سانتوس لبرشلونة الذي لمع نجمه فيه ، فهو نجم مع المنتخب ونجم مع ناديه الحالي وواحد من الارقام التي لايمكن تجاوزها إطلاقآ . * فكذلك ريال مدريد عندما تعاقد مع رونالدو بمبلغ 94 مليون يورو فقد توقف الكثيرون عند هذا الرقم الخرافي حينها الا ان الريال حقق أضعافه من خلال الاعلانات وغيرها فرؤساء هذه الاندية دائمآ عندما يعقدون مثل هذه الصفقات يدرسونها جيدآ ويحققون مايخططون له بكل دقة الأندية العربية تدار بعقليات أوربية * بات تفكير قادة الاندية العربية يتشابه تمامآ مع كثير من يقودون الاندية الاوربية ممااسهم في تطوير الكرة العربية في تلك الدول كقطروالامارات والسعودية ونأخذ نادي السد كنموذج فقد تعاقد السد مع الاسباني راؤول غونزاليس قائد ريال مدريد السابق والذي حاز معه على عدد من الالقاب فهو واحد من اللاعبين المؤثرين في فريق الميرنجي من خلال هذه الصفقة فبكل تأكيد الفائدة الفنية التي يمكن أن تتحصل عليها من لاعب مثل راؤول سواء داخل الملعب اوخارجه كبيرة جدآ فلاعب بذاك التاريخ فوائده لاتحصى فمهما صرفت عليه من مبالغ مالية يمكنك أن تعوضها بكل سهولة فالنجومية الطاغية له ستجلب شركات الرعاية والاعلان للنادي اضافة الى الجماهير الغفيرة التي تدافع لتستمتع بفنياته وموهبته العالية فكذلك نادي العين حذا ذات الحذو عندما تعاقد مع الغاني جيان اسامواه نجم سندرلاند الانجليزي والمنتخب الغاني فايضآ لاعب بقيمة جيان يضيف الكثير جدآ للنادي الذي ينتقل إليه فقد أستفاد العين منه وكان لاعبآ حاسمآ في كثير من المباريات . * كما لم يتوقف نادي السد القطري عند راؤول او نذير بلحاج فاخيرآ فكر في التعاقد مع نجم برشلونه الاسباني تشافي هيرنانديز ليكون اضخم الصفقات في الموسم المقبل فالهدف ليس الاستفادة من تشافي كقائد ميداني وصانع العاب شاذ فالغاية أبعد من ذلك بكثير فيريدون منه ان يشرف كذلك على الناشئين باكاديمة اسباير الذين سيشاركون في كاس العالم 2022 الذي تستضيفه قطر فالتخطيط الاستراتيجي هو الذي ينهض بجميع الانشطة الاقتصادية او الرياضية او غيرها . أين إدارات أنديتنا من مثل هذه الأفكار الخلاقة * الناظر لحال أنديتنا السودانية ومن الوهلة الاولى يتبادر الى ذهنه انها تدار برزق اليوم بمعنى أنه لاتوجد خطط مستقبلية واضحة المعالم فكل نشاط بدون تخطيط لتحقيق الاهداف المرجوة منه يصبح عشوائيآ أي نتائجه تأتي كما تستدعي الظروف ان تأتي فالتسجيلات يتحكم فيها السماسرة والمدربون تتحكم فيهم مزاجية الادارات والاتحاد المسؤول عن النشاط يدار بالعواطف والترضيات فمثلآ ماهو الهدف الذي تريد إدارة نادي الهلال أن تصل إليه خلال العام 2015 فاذا كانت الاجابه تحقيق كأس الابطال فهل الفريق * الآن وصل المرحلة التي يمكن أن تراهن عليه أمام الملأ وتؤكد بثقة أنه قادر علي تحقيق حلم الجماهير فاذا استطاع مجلس الادارة انجاز مشروع الجوهرة الزرقاء وحول الحلم حقيقة فيكون قد نجح نجاحا لامثيل له اما الفرقة فلابد من الوقوف على كل السلبيات فيها حتى تصبح جاهزة للرهان عليها لتحقيق الالقاب .