* منطق كرة القدم يقول إن الفريق الذي يفوز خارج أرضه برباعية بيضاء مع فوارق فنية وتاريخية أصلاً لصالحه يكون الطريق مفروشا أمامه بالورود كما ذكرت الكثير من المواقع الرياضية الكبيرة وهي تعلق على مباراة الهلال والرصاصات اليوم بملاوي .. هذا هو الجانب المشرق في هذه المباراة في مواجهة جانب آخر يتحمل مسؤوليته مجلس الهلال وهو إبقاء الفريق الأزرق لما يقارب الثلاثة أسابيع بدون أداء أي مباراة سواءً كانت ودية أو رسمية حيث بقي الهلال بدون تنافس أو حتى مباراة إعدادية منذ مباراة الرصاصات الأولى.. هذا الأمر ربما لا يؤثر على الجانب الفني والفوارق المهارية والخبرات بين الفريقين ولكن المؤكد أن عامل اللياقة وهو عامل مهم في كرة القدم سيكون في صالح الرصاصات الكبيرة بجانب الملعب الردئ وربما الجمهور المتحمس والطقس وهي عوامل كلها كان من الممكن أن يكون الهلال في كامل الجاهزية لها لو أحسن إعداده بدنياً وفنياً بعدد من المباريات بدلاً من السفر اعتماداً على التدريبات فقط ورباعية لا ننكر أهميتها أبداً ! * ولا ننسى أن تدريبات الهلال نفسها قد شهدت شيئاً من التغيير بعد إشراف التونسي نبيل الكوكي الذي يملك أسلوباً مختلفاً من أسلوب الفاتح النقر في التدريب بينما سيشرف النقر على وضع التشكيلة وإدارة المباراة ليكون لاعبو الهلال أمام أكثر من فكرة وطريقة .. * كرة القدم اسمها المجنونة لذلك من الجنون أن نركن لها أو نعتقد أن المباراة حسمت بشكل نهائي، لأن الهلال قد فاز برباعية خصوصاً وأن لنا دروسا كثيرة في البطولات الأفريقية منها السعيد ومنها الحزين ولكنها دروس وأهمها مباراة المحلة التي استطاع فيها الهلال أن يثأر لهزيمته برباعية في المحلة ويرد الصاع في أمدرمان بجانب هدف خامس أحرزه الدحيش ونقضه الحكم بحجة انتهاء زمن الشوط الأول قبل أن يودع الفريق بضربات الترجيح .. وهناك هزيمة الترجي الشهيرة التي تعرض لها الهلال في الربع ساعة الأخيرة من المباراة وهناك انتصار الهلال الكبير على نساروا الذي هزمنا بثلاثية في أرضه فرد له الفرسان التحية بأفضل منها .. نقول إن كرة القدم مجنونة لذلك كنا نريد أن يستعد الهلال لجنونها بكل ما يملك من قوة ولكنه يسافر معتمداً على نتيجة الذهاب فقط .. * بطل ملاوي الذي شاهدناه في الخرطوم لا يستطيع إحراز خمسة أهداف دون أن تهتز شباكه هذا منطق نقبله ولكننا نكرر بأن كرة القدم يمكن أن يحدث فيها الكثير ويمكن أن تؤثر اللياقة البدنية على الذهنية خصوصاً في الشوط الثاني ويمكن أن يحدث أي انهيار كما حدث لأهلي شندي لذلك كان من المفترض أن يكون الهلال مسلحاً باللياقة العالية ليتدارك أي مفاجأة . * هذه محاذير نتمنى أن يتفاداها الجهاز الفني لنتحدث عن ذكريات طيبات مع مدرب تونسي اسمه الحيدوسي جاء للهلال في ظروف صعبة بعد أن ودع الفريق دوري الأبطال وودع مدربه دكته بعد التعادل مع سوبر سبورت الجنوب أفريقي ليجئ الحيدوسي ويجد نفسه مواجهاً بمباراة حاسمة أمام الحرية الغاني في طريقه لدوري المجموعات واستطاع التونسي أن يحقق هذا الانجاز ويقود الهلال لأول مرة في تاريخه لدوري المجموعات في الكونفدرالية .. الآن الكوكي وفي ظروف أفضل يريد أن يكون شريكاً مع النقر أخوان وخالد بخيت في هذا الانجاز ولن ننسى دور البلجيكي باتريك .. * الهلال يملك حارسا متميزا وقلب دفاع صاحب خبرة عالية وطرف أيمن يؤدي بشكل جيد في المباريات الخارجية ووسط ممتلئ بالنجوم الكبار ومهاجم من أفضل مهاجمي القارة وهو مدثر كاريكا * رغم بعض الخوف من اللياقة فإن كتيبة الهلال قادرة على تجاوز هذه المرحلة والتقدم نحو دوري المجموعات بدروس مستفادة من الإعداد لهذا اللقاء ومن مشاركات سابقة عسى أن نصل للنهائي على الأقل كما حدث في عام 87 و92 خصوصاً وأن نبيل الكوكي يتحدث عن تركيزه على ثقافة الفوز خارج الأرض من أجل التمهيد للبطولات والغريب أن الهلال قد بدأ أصلاً بثقافة الفوز خارج الأرض من أول بطولة شارك فيها حيث انتصر في كل مبارياته خارج الأرض حتى وصل نصف النهائي ليتلقى الهزيمة في أبيدجان برباعية ويخرج ذلك الجيل الرائع بدون شرف الوصول للنهائي .. * ولن يجد الكوكي الطريق صعباً من أجل تثبيت هذه الثقافة لأن الهلال في السنوات الأخيرة استعاد الثقة لكل الكرة السودانية منذ أن فاز على الأهلي القاهري في أرضه ووسط جمهوره ثم أصبح يفوز أو يتعادل في الكثير من المباريات الصعبة خارج أرضه ورغم ذلك فقد أعجبني هذا التصريح من التونسي لأنني اعتقد أن المدرسة التونسية تعرف جيداً كيفية التجهيز للبطولات والدليل البطولات الكثيرة للأندية التونسية . * انهزم الأهلي شندي بخماسية وهي هزيمة لها أسباب كثيرة لذلك فإن التركيز على الارهاق فقط سيجعل الأهلي يسير في الطريق الخطأ .. ادرسوا الهزيمة جيداً حتى تستفيدوا منها في المواسم القادمة .. * خروج الأهلي والخرطوم الوطني مبكراً تستلزم على الهلال الدفاع عن مكاسب الكرة السودانية بالمشاركة بأربعة فرق في الموسم القادم وذلك بجمعه لأكبر عدد من النقاط خلال مسيرته في البطولة هذا الموسم وإن شاء الله كامل النقاط بالفوز بالبطولة نفسها .. آمين. نتيجة مريحة لكل الأطراف .. * اعتقد أن هذه النتيجة تسعد الجميع هلالاب ومريخاب .. فالهلالاب فرحانين بالترجي والمريخاب فرحانين بالتأهل !. * مبروك للمريخ ومبروك للكرة السودانية .