شكلت الرباعية النظيفة التي امطر بها نجوم الهلال مرمى فريق الرصاصات الملاوي أمس الاول في ذهاب دور ال 32 لدوري ابطال افريقيا صدمة عنيفة لبعض المريخاب والفلول. لم يتوقعوا ان يفوز الهلال، على ضيفه بتلك النتيجة الكبيرة وذلك المستوى الرهيب، ويحسم أمر صعوده لدور ال 16 من الخرطوم، بعد ان خذلهم فريقهم قبلها بيوم وفاز بشق الانفس على فريق مغمور بهدفين فقط. كانوا ينتظرون نتيجة مباراة الهلال والرصاصات ، وكانوا يمنون انفسهم بان يتعثر سيد البلد او لا يحقق النتيجة المطمئنة ، للنيل منه والتقليل من نجومه. خاب فألهم، وظهر الهلال الكبير على حقيقته في بطولة الكبار، وفاز برباعية نظيفة، لكنهم لم يتركوه، فراحوا يقللون من قدر الفريق الزائر، ويطلقون عليه القاب شوارعية لا ترقى لمستوى النشر. كتباتهم المسيئة لن تضير الهلال في شيء، ولن تؤثر على مسيرته الناجحة، او تجعله ينشغل عن الهدف الذي رسمه لنفسه ، الا وهو الاستمرار في بطولة الكبار، وتشريف السودان. لم يحتاج الهلال الى مساعدة من صديق في مباراة الاحد ، او يتودد للحكام لمنحه ركلة جزاء غير شرعية ليفوز بطريقة وهمية، ويملأ الدنيا ضجيجا بفرحة وقتية. فاز الهلال خدمة يمين وعرق وجبين، وتلاعب بمنافسه في الميدان، وتفوق عليه بموهبة وخبرات لاعبيه، وكفاءة مدربه ووقفة جماهيره، وتخطيط ادارته. ولولا ان حكام المباراة تعاطفوا مع الضيوف لناءت شباكهم باكثر من ثمانية اهداف، ويكفي ان نشير الى ان الحكم ومساعديه نقضوا ثلاثة اهداف وحرموا لاعبينا من تسجيل مثلهم. لن نخشى على الهلال في دوري الابطال او في اي منافسة يخوضها ، ولن نقلق على مستقبله، طالما انه يجد الرعاية الكاملة من رئيس النادي اشرف الكاردينال ويحقق انتصاراته في الميدان. الذين يبحثون عن الفوز بطرق ملتوية، هم من سيتوقفون في منتصف الطريق، ولن يستطيعون الفوز ببطولة حتى ولو تاهلوا الى النهائي، والشاهد ما حدث لاحد الفرق عام 2007. كل ما نرجوه ان يقوم كل فرد ينتمي الى نادي الحركة الوطنية بدوره في حماية الفريق ولاعبيه، لان خلايا الداخل النشطة اشد خطرا على الهلال من منافسي الخارج. آخر الكلام خطوة موفقة تلك التي اقدم عليها مجلس ادارة نادي الهلال وهو يقوم باختيار المدرب التونسي نبيل الكوكي لقيادة الهلال خلفا للبلجيكي باتريك. يتمتع الكوكي نبيل بسيرة ذاتية جيدة، حيث حقق انجازات لا تخطئها العين مع كل الفرق التي دربها في تونس وخارجها، او مع المنتخب التونسي. فكرة الاستعانة بمدرب عربي، ومن تونس تحديدا رائعة، وذلك على اعتبار ان المدرسة التونسية، اصبحت صاحبة منهج متفرد في عالم التدريب، وحظيت بالثقة في اغلب اقطار الوطن العربي. حقق اغلب المدربين التوانسة نجاحات كبيرة مع الفرق التي دربوها خصوصا في السعودية ودول الخليج، وحتى في السودان لا يختلف احد على نجاح الحيدوسي مع الهلال قبل اعوام. ينتشر المدربين التوانسة بكثرة في الملاعب السعودية، سواء في اندية الممتاز او الدرجة الاولى، والكثير منهم حققوا نتائج ايجابية وانجازات واضحة مع الفرق التي دربوها. يكفي فقط ان نشير الى تجربة المدرب الخلوق فتحي الجبال مع فريق الفتح ، حيث نجح معه في الصعود من الدرجة الاولى الى الدرجة الممتازة، ثم توج معه بلقب دوري زين قبل ثلاث سنوات. كان فوز الفتح بدوري زين السعودي الحدث الابرز في ذلك الوقت، لان البطولة التي كانت محتكرة للفرق الخمس الكبيرة فلتت منهم وذهبت لفريق لا يتمتع بعشر الامكانات المتوفرة لديهم. لا زال خبراء الكرة السعودية يدرسون في الاسباب التي جعلت الفتح صاحب الامكانات المتواضعة، يفوز بلقب الدوري رغم وجود فرق كبيرة كالهلال والاتحاد والشباب والاهلي والنصر. نتوقع ان يحقق الكوكي النجاح مع الهلال ويقوده الى تحقيق الانجازات المنتظرة، بشرط ان يجد التعاون الكامل من اللاعبين والاجهزة المساعدة، ومن ادارة النادي والجماهير. الهلال فريق كبير ، وقد تعاقد مع مدرب كبير، ولذلك ينبغي ان يكون التعامل بين الطرفين احترافيا حتى لا يحدث الانفصال في منتصف الطريق كما حدث من عديد من المدربين. مع امنياتنا بالتوفيق للهلال في عهد الكوكي الاصلي، ولا بد ان نسجل كلمة شكر للمدرب الوطني الفاتح النقر الذي تصدى للمهمة في احلك الظروف وقاد الهلال الى بر الامان.. وداعية : كابو فقد صوابو. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته