الكوكي على الخط والاتصال مفقود.. الجزولي يرفض الهدية.. والبركة في الدفاع وماكسيم كتب: محمد الجزولي اختار الهلال الدخول لقمة الأحد المقبل أمام المريخ في ختام النصف الأول، من باب الفوز فقط بعد أن سقط في فخ التعادل السلبي أمام مضيفه مريخ الفاشر أمس الأول، في الوقت الذي توقع فيه الكثيرون أن يواصل الفريق ثورة انتصاراته التي بدأها في دوري أبطال أفريقيا بالتغلب على سلاطين الفاشر، إلا أن رياح المتفائلين لم تأت كما يشتهون بعد أن قبل الفريق بالتعادل وفقد نقطتين وصدارة المسابقة بفارق الأهداف لصالح المريخ الذي اكتسح الأهلي مدني بخماسية بيضاء. لم يقدم الهلال ما يشفع له بالانتصار في ملعب النقعة الذي كان أشبه بوديان دارفور في الخريف لسوء أرضيته التي أعاقت حركة اللاعبين وحرمت الجماهير من مشاهدة كرة قدم حقيقية إلا أن هذا العذر يبقى أقبح من الذنب من واقع مستوى الهلال الذي كان تائهاً في الملعب ولم يقدم كرته المعروفة وتبارى لاعبوه في الكر والفر واستخلاص الكرة كيف ما اتفق وتسليمها لأصحاب الأرض عن كل طيب خاطر. فشل الهلال في تأكيد أفضليته على مريخ الفاشر الذي رفض هو الآخر هدية الكوكي ونافس الهلال في السوء بالرغم من سيطرته الواضحة على منطقة الوسط، واعتماد مدربه شرف الدين أحمد موسى على النجوم الكبار مثل القائد فيصل العجب وحسن كمال ومحمد خميس إلا أن التونسي نبيل الكوكي كان أكثر كرماً منه، واعتمد على تشكيل افتقد للروح والانسجام ولو لا صلابة الدفاع ويقظة الكاميروني لويك ماكسيم واجتهاد الشغيل في الوسط لتذوق الهلال الخسارة الأولى في الممتاز، حيث كان القدر رحيماً به خاصة في الشوط الثاني الذي كان فيه الهلال عبارة عن شعار فقط. الصيني.. لسه بدري أخطأ الجهاز الفني للهلال في حق اللاعب عماد الدين صلاح الدين (الصيني) مهاجم الفريق الرديف بعد أن زج به أساسياً في مباراة مريخ الفاشر أمس الأول، ولم يقدم اللاعب المستوى الذي يؤكد به أحقيته في المشاركة أساسياً على حساب آخرين كما أن خبرته خذلته كثيراً في التفوق على مدافعي مريخ الفاشر خاصة المخضرم حسبو الذي كان يقرأ أفكار الصيني قبل أن تصله الكرة، وأخطأ الكوكي أيضاً بعد أن ظل يتفرج على الصيني معظم فترات المباراة وهو غير قادر على تشكيل الخطورة المطلوبة على دفاع الهلال لعامل الرهبة وضعف الخبرة وسوء الأرضية. الدفاع وماكسيم.. في الصميم لم يكن الهلال في مباراة أمس الأول في الموعد وكان معظم لاعبيه بعيدين عن مستواهم المعروف إلا أن الأفضلية كانت من نصيب رباعي الدفاع المكون من معاوية فداسي -أفضل لاعبي الهلال- وأتير توماس وسيف مساوي والسنغالي سليمانو سيسيه ومن خلفهم الحارس اليقظ لويك ماكسيم حيث لعب هذا الخماسي دوراً كبيراً في خروج الفريق متعادلاً بجانب المجهود الجبار الذي بذله نصر الدين الشغيل في خط الوسط وتحمله لأخطاء زملائه في هذا الخط، ويبدو أن الكوكي كان مدركاً على أن الفريق سيتعرض للضغط لذلك فضّل عدم إجراء أي تعديل في خط الدفاع. تبديلات التونسي.. بعد (خراب مالطة) في الوقت الذي توقع فيه المراقبون والمحللون والنقاد أن يقوم التونسي نبيل الكوكي بإجراء تعديلات على تشكيل فريقه قبل انطلاقة الشوط الثاني، تأخر الرجل كثيراً في إجراء أول تبديل له، وذلك بعد أن دفع بنزار حامد في الوسط بديلاً للمدافع الشاب معتصم عبدالقادر، وتحسن الأداء بعد دخول نزار الذي أعاد الهيبة للوسط وخفف الضغط على نصر الدين الشغيل، إلا أن الكوكي تأخر كثيراً بدفع المهاجم مدثر كاريكا بعد أن ركز مريخ الفاشر كثيراً على إنهاء المباراة تعادلية ومن ثم جاء دخول بشة في مكان وليد علاء الدين بعد فوات الآوان ولم يسمح الزمن لهذه التبديلات تشكيل الإضافة وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وتواصل توهان الهلال في الملعب حتى أعلن الحكم محمود شانتير عن نهاية المباراة التي جاءت سلبية في الأداء والنتيجة. الكوكي على الخط والاتصال مفقود ظل التونسي نبيل الكوكي مدرب الهلال وافقاً على الخط طوال زمن المباراة (يدوّن ويوجّه ويؤشّر) إلا أن الاتصال على ما يبدو كان مفقوداً بينه واللاعبين بسبب رداءة الملعب، ولم تظهر توجيهات الكوكي في شوط المدربين، حيث دخل الهلال إلى أرض الملعب في الحصة الثانية بنفس التشكيل ونفس الأسلوب الذي اعتمد فيه الفريق على الإرسال الطويل وفي نفس الوقت ظل الكوكي واقفاً على الخط ولكن على طريقة (محلك سر). أطهر ووليد.. أين التمويل؟ تفاءل جمهور الهلال قبل انطلاقة المباراة بوجود الثنائي وليد علاء الدين وأطهر الطاهر في وسط الملعب، من واقع الانسجام الكبير بينهما إلا أن وليد وأطهر اللذان كان يعوّل عليهما الجهاز الفني في صناعة اللعب للمهاجمين فشلا في تمويل الجزولي والصيني بأي فرصة حقيقية طوال التسعين دقيقة، وذلك بعد أن فرض عليهما الجهاز الفني لمريخ الفاشر رقابة لصيقة، حيث ظل محمد خميس قريباً من وليد علاء الدين في الوقت الذي تولى فيه مشرف زكريا تعطيل انطلاقات أطهر الطاهر، وعزا الكابتن الريشة المحلل بقناة (النيلين) الرياضية اختفاء وليد وأطهر في المباراة إلى سوء أرضية الملعب وقال إنهما لاعبان مهاريان يحتاجان لأرضية جيدة ليقدمان مهاراتهما بالصورة المطلوبة. تبرير المعلم مقبول ومرفوض أرجع الكابتن خالد بخيت المدرب العام لفريق الهلال خروج فريقه متعادلاً من مباراته مع مريخ الفاشر إلى سوء أرضية الملعب وإرهاق اللاعبين، وأكد أن الفريق قادر على التعويض إلا أن تبرير خالد الذي كان مقبولاً من بعض أنصار الهلال، كان مرفوضاً من البعض الآخر، حيث يرى معظم جمهور الهلال أن الجهاز الفني لم يحترم مريخ الفاشر بالصورة الكافية وأن التشكيلة التي اعتمد عليها من الصعب أن تحقق الفوز في ملعب مثل النقعة الذي تعادل فيه الفريق الموسم الماضي وسلبياً مع مريخ الفاشر أيضاً. قمة الأحد.. الانتصار أو الاستسلام فرض التعادل الذي عاد به الهلال من فاشر السلاطين، أن يدخل قمة الممتاز بعد غد الأحد مع ضيفه ونده المريخ بشعار (الانتصار)، إذا كان راغباً في استعادة الصدارة، التي ذهبت للمريخ بفارق الأهداف ولكل فريق 29 نقطة، وأي نتيجة غير ذلك تعني استسلام وتسليم الصدارة وبطولة النصف الأول للمريخ، وهذا ما يدركه لاعبو الهلال الذين أكدوا قدرتهم على إعادة الأمور لوضعها الطبيعي في قمة الأحد التي لا تقبل القسمة على اثنين. الجزولي مفقود.. خارج الصندوق فشل صلاح الجزولي مهاجم الهلال في استثمار الفرصة التي منحها له مدربه التونسي نبيل الكوكي أساسياً في مباراة مريخ الفاشر، من أجل تأكيد أحقيته باللعب أساسياً وذلك بعد أن أدمن الوقوع في مصيدة التسلل إلى جانب عدم تعامله الجيد مع الكرات التي وصلته إلا أن المدرب إسماعيل عطا المنان الذي أشرف على تدريب الجزولي في المنتخب الوطني الأول دافع عنه بقوة وقال إنه مظلوم، مشيراً إلى أن خطورة الجزولي الحقيقية تظهر عندما يكون في الصندوق، وتقل عندما يخرج من منطقة الخصم وما قاله عطا المنان هو عين الحقيقة فالجزولي الذي يجيد اللعب رأس حربة لم يجد التمويل الكافي من خط الوسط بالكرات التي تمكنه من هز الشباك، كما أن أرضية الملعب لم تساعده في صناعة فرص حقيقية لنفسه برغم تحركه الجيد في الملعب بدون كرة. التعادل الخامس كان التعادل الذي خرج به الهلال من مباراته مع مريخ الفاشر هو التعادل الخامس له في المسابقة، حيث بدأ مشواره في المسابقة بالتعادل السلبي مع الأهلي شندي سلبياً في الجولة الأولى، وبذات النتيجة مع الخرطوم الوطني في الجولة الثالثة، وكرر ذات المشهد مع هلال الأبيض في الجولة السادسة وفي الجولة الثامنة تعادل بهدف لكل مع مريخ كوستي، مما جعل الفريق يفقد عشر نقاط، وفي نفس الوقت احتفظ الفريق بسجله خالياً من الهزيمة إلى جانب احتفاظه بأفضل دفاع في الممتاز حتى الآن حيث اهتزت شباكه مرتين في 13 مباراة. هجوم الهلال يواصل الصيام للمباراة الرابعة للمرة الرابعة على التوالي يواصل هجوم الهلال الصيام عن التسجيل وكان آخر هدف سجله المهاجم الشاب محمد عبدالرحمن في شباك الأهلي الخرطوم ومن تلك المباراة تعطلت أنياب الهلال الهجومية، حيث ناب بشة عن الهجوم في مباراة هلال الفاشر وسجل هدفي الفوز وتولى سيف مساوي المهمة في مباراتي سانغا باليندي الكونغولي، حيث سجل ذهاباً وإياباً وفي الوقت الذي توقع فيه المراقبون أن يعود هجوم الهلال للتسجيل أمام مريخ الفاشر اكتشفوا أنه كان خارج الخدمة. الشغيل.. دائماً جمل الشيل يستحق نصر الدين الشغيل محور ارتكاز الهلال الثقة التي منحها له المدرب ويستحق في نفس الوقت المديح والإشادات التي يجدها من النقاد والجمهور بعد أن ظل يقدم دائماً الأفضل ويشكل خط دفاع أول في الفريق بجانب قدرته على الفوز في الكرات المشتركة والالتحامات القوية، وكان الشغيل واحد من أفضل لاعبي المباراة أمس الأول وكان يستحق نجومية المباراة لأدائه العالي في الملعب وانصرافه للكرة بعيداً عن الخروج عن النصف.