* على غير العادة يسيطر الهدوء على الوسط الرياضي قبل مواجهة الهلال والمريخ غدا في قمة ختام النصف الأول لدوري سوداني. * كانت حمى مباريات القمة في سنوات خلت تسيطر على كل الأحداث، حيث التصريحات والتحديات وانشغال الجمهور به بشكل مبالغ فيه. * هذا الموسم يحدث العكس تماما بل أن هنالك بعض المشجعين عرفوا قبل يومين فقط أن الهلال والمريخ سيتلقيان غدا باستاد الهلال. * حتى وسائل الاعلام لم تمنح اهتمامها للمباراة على غير العادة ايضا وخلت الخطوط العريضة في الصحف من الاثارة واشعال نار المباراة. * وربما تبدأ اليوم رحي المباراة ونقرأ هنا وهناك تصريحات الإداريين ورغبات المناصرين وامنيات اللاعبين وعزمهم على تحقيق الفوز. * تأهل الفريقين إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا خطف الأضواء من مباراة القمة التي لم تجد الاهتمام من قبل الجميع وكل الفريقين بدأ ينقب ويرسم في خطة تأهله لنصف النهائي. * أتوقع أن يكون هذا الهدوء غير العادي هو الذي يسبق العاصفة، فلا أحد يريد الخسارة والهلال يريد استرداد الصدارة والمريخ يريد أن يتمسك بها حتى اذا كانت بفارق الأهداف. * والفريقان مرهقان ومنهكان، حيث لعب الهلال مع سانغا في الخرطوم وغادر بعد يومين الى الفاشر وواجه مريخها وعاد بارهاق اضافي. * والمريخ عاد من تونس بعد أن واجه الترجي ولعب بعد يوم واحد من عودته مع الأهلي مدني وبدأ مباشرة تدريباته لمباراة القمة. * واجمل ما في قمة الدوري الممتاز انها لا تعرف التكهنات، فالفريق الافضل يكون أكثر خوفا من الفريق الذي يعاني من عدم ثبات المستوى. * كم من مرة انحازت المجنونة للفريق غير المرشح وفاز الآخر وهذا ما يجعل الفوز غدا متاح للفريقين. * الهلال الذي فرط في الصدارة ليس امامه خيار غير الأنتصار حتى يستردها وينهي النصف الأول في الصدارة. * الهلالاب دائما يتفاءلون عندما يدخل الفريق مباريات القمة بفرصة واحدة والمريخاب يتشاءمون من الفرصتين وإستاد الهلال وإستادهم ايضا. * الهلال الآن ليس على ما يرام ويعاني من الإصابات والأرهاق وتراجع مستويات نجومه الكبار ولكن تعود دائما على استعادة كل ما فقده في مباريات القمة. * خسر الهلال 10 نقاط في الأسابيع الماضية وآن الآوان لاعادة الأمور لوضعها الطبيعي وتطبيق حكم القوي على (المستوقي) غدا الأحد. * كرة القدم لا آمان لها، واذا أتتك رياحها فاغتنمها، فاذا كان المريخ استفاد من تعثر الهلال في الفاشر، فأمام الهلال فرصة للنهوض مرة أخرى وعلى المريخ نفسه. * تأهل المريخ على حساب الترجي التونسي لا يؤكد بأي حال من الأحوال أنه أصبح فريقا قويا، لا يقهر بل أن هزيمة المريخ غدا تبقى أسهل من هزيمة أي فريق آخر من فرق الممتاز. * بما أن المباراة في مقبرة الابطال فما علي المريخاب الا أن يجهزوا (كفنهم) لدفن فريقهم في الملعب في ليلة وداع الصدارة الى غير رجعة باذن الله. * كم من مرة تباهى فيها اعلام المريخ واداريوه وجماهيريه بقوة فريقهم لمجرد انه تخطى فريقا صاحب اسم كبير في أفريقيا، وكان الإنهيار نصيب المريخ أمام الهلال. * مطلوب من جماهير الهلال أن يثبتوا أنهم الأكثر عددا والأعز نفرا في السودان وتكذيب استفتاءات الانترنت التي تريد سرقة لقب النادي الأكثر شعبية في السودان من الهلال. * سطا المريخ على لقب الزعيم بقوة العين ولكن جماهيرية الهلال ليس حولها جدال، ومن يرون ان شعبية المريخ قد زادت في عهد جمال نقول له صدقتم ولكنها لا تقارن بشعبية الهلال. * وغدا سيعرف العالم من هو الفريق الافضل في السودان. * الشعبية محسومة للهلال وافضل فريق في السودان هو الهلال. * ومن يرى غير ذلك نقول له إن غدا لناظره قريب. * وفي الختام يبقى الهلال هو الكل في الكل وما دونه مجرد ضل.