* خروج منتخبنا الأولمبي من التصفيات الأفريقية المؤهلة لأولمبياد ريو 2016 بالبرازيل، لم يكن مفاجئا إلا للمتفائلين أكثر من اللازم. * وتأهل الأولمبي إلى كل الألعاب الأفريقية بالكونغو برازفيل يعتبر انجازا وبالتالي فان وداع تصفيات الأولمبياد يعتبر عادي ومنطقي جداً. * وحتى الخسارة من تونس بثنائية في الابيض تعتبر منطقية لان الفارق شاسع بيننا وتونس وعلينا ان نتقبل الأمر بعيدا عن تهويل الأمور. * ليس في مقدور منتخبنا التأهل على حساب منتخب منظم وقوي ومحترف، والمنتخب التونسي الذي واجه اولمبينا في الابيض قادر على مقارعة المنتخبات الكبار. * وجد المنتخب الاولمبي رعاية كريمة واهتماما عظيما من مولانا احمد هارون والي شمال كردفان الذي ظل يتابع التدريبات ويرفع حماس اللاعبين ويحثهم على القتال ولكن للميدان كلام آخر. * عندما يتعلق الأمر بالجوانب البدنية والفنية والمهارية فان الكفة تميل في اتجاه المنتخب التونسي الذي يعتمد على لاعبين يلعبون اساسيين في اندية الدرجة الممتازة في تونس. * الدعم الذي وجده هذا المنتخب لم يحظ به منتخب غيره، بل ان مدينة الابيض وولاية شمال كردفان عن بكرة ابيها كانت خلف الأولمبي، ولكن الفوارق الفنية هي التي منحت تونس الانتصار والتأهل. * لا يمكن أن نحمل الخروج للجهاز الفني او اللاعبين لأن واقع الكرة السودانية يفرض علينا ان نكون منطقيين بعيدا عن العواطف التي اقعدتنا سنينا عددا عن الآخرين. * كيف نطالب منتخبنا بالتأهل على حساب تونس ومعظم لاعبي المنتخب يفتقدون لخبرة المباريات الكبيرة ما عدا اطهر الطاهر وخالد العلمين. * في الوقت الذي تعتمد فيه تونس على لاعبين يشاركون مع انديتهم باستمرار في الدوري الممتاز هناك، نجد ان معظم اللاعبين لا يظهرون مع انديتهم في المباراة. * الهلال هو النادي الوحيد في السودان، الذي يعتمد على اللاعبين الشباب بصورة واضحة للعيان أما المريخ فالمشاركة لشيبون فقط وشمس الفلاح . * مشكلة الكرة السودانية اكبر من خروج الأولمبي أمام نظيره التونسي الذي يمثل تونس في بطولة أفريقيا للمحليين بل أن الأولمبي التونسي يضم 6 لاعبين من المنتخب الأول. * على اتحاد الكرة إذا كان جادا في صناعة منتخبات سنية للمستقبل عليه أولا أن ينظم دوري الرديف بصورة منتظمة. * التدريبات لا تصنع نجما بل هي وسيلة فاعلة لإعدام المواهب التي تقوم أندية الممتاز بتكديسهم من اجل بطولة في رحم الغيب وبالتالي نفقدهم سريعا. * وفرت شمال كردفان كل شئ للأولمبي ولكن الطموحات كانت أعلى من سقف امكانات كرتنا السودانية العرجاء. * خرج المنتخب من تصفيات الأولمبياد وهذا ليس عارا أو عيبا ولكن العيب دفن الرؤوس في الرمال والمحاولات البائسة في البحث عن مسببات. * المشكلة ليست في المنتخب الأولمبي ولا المنتخب الأول ولا في الهلال ولا في المريخ المشكلة اكبر من ذلك. * مشكلة الكرة السودانية في الرهان الدائم على السوابق والتاريخ مع أن الكرة يحكمها منطق الاداء خلال التسعين دقيقة . * كان المنتخب التونسي الافضل في مباراة الاياب بالابيض وسجل هدفين وكان بامكانه ان يسجل خماسية بيضاء ولكن قدر الله ولطف. * كما نراهن جميعا على حرارة الشمس ولكن القدر قال لنا ان الطقس لا يمكن ان يكون عاملا حاسما في مباريات كرة القدم لذلك كانت الاجواء في الابيض مثالية للمنتخبين. * كثيرون يعتقدون ان تأهل المريخ على حساب الترجي التونسي يعتبر مؤشرا جيدا لمنتخبنا الأولمبي . * من المفارقات ان اداء الاولمبي في تونس كان افضل من مباراة الاياب بالابيض، وهنا بيت القصيد. * اولمبياد ريو 2016 بالبرازيل كان مجرد حلم ومات في مهده وتبقى كل الالعاب الافريقية بالكونغو برازفيل هي الواقع. * الأولمبي يحتاج لغربلة في اللاعبين وإضافات جديدة في كل الخطوط إذا كنا نأمل في الظهور الجيد والتتويج. * قدمت شمال كردفان وواليها احمد هارون ما يمكن تقديمه من دعم للمنتخب ولكن واقع الكرة السودانية لا يمكن تغييره بين ليلة وضحاها. * لو دا الحال.. مصير الصغار في انتظار الكبار !.