بعد سوء نتائج الهلال في البطولة المحلية والتعثر بالتعادل في اكثر من ثلاث جولات اقال مجلس الإدارة المدير الفني البلجيكي باتريك اوسميس الذي لم يبد سعيه لخلق فريق قوي يحقق النتائج الجيدة في البطولات الأفريقية التي تشغل بال الاهلة منذ سنوات طويلة ، ليتم اسناد مهمة قيادة الفريق للمدرب الوطني الكابتن الفاتح النقر الذي احسن صنعا واخرج الفريق من الوضعية السيئة التي كان يعيش فيها الفريق ، وبعد تأهل الفريق لدور ال 16 من البطولة الأفريقية اعلن المجلس عن التعاقد مع التونسي نبيل الكوكي مديرا فنيا لمدة عام وسط تفاؤل كبير من قبل الانصار خاصة بأن المدرسة التونسية مشهود لها بالكفاءة والتطور وسبق أن اشرف على تدريب الازرق الثنائي النابي وقبله سفيان الحيدوسي الذي وضع اساس هلال 2007 الذي هز الارض تحت اقدام المنافسين وكان الفريق قاب قوسين من التأهل لنهائي البطولة والحصول على اللقب الأول افريقيا . سيرة ذاتية مميزة نبيل الكوكي جاء للهلال وتسقبله سيرته الذاتية المميزة حيث سبق أن اشرف على تدريب الصفاقسي التونسي والافريقي والبنزرتي ، مما يدلل على انه مدير فني شاطر وقدير ، وكانت نتائجه مع الفريق رائعة الا انه لم يعمر كثيرا لاسباب مختلفة ، ووسط تفاؤل انصار الهلال استهل المشوار افريقيا بالتعادل خارج الديار امام منافس الهلال الملاوي في ارضه ، وجاءت اول مباراة محلية ضد المريخ كوستي افضت نتيجتها بالتعادل السلبي مما اثار استياء جماهير الفريق الذي تواضع في ملعبه بامدرمان ويفقد نقطتين في طريق المحافظة على لقب البطولة للموسم الثاني على التوالي .
قيادة رشيدة توالت مباريات الهلال في البطولة الافريقية ويخرج الفريق بنتائج اكثر من رائعة بتحقيقه الفوز ذهابا وايابا على منافسه سانغا الكنغولي ليتأهل الفريق لدور المجموعتين ليفوز في ملعب الهلال على سموحة بهدفين ويكسب نقطتين من مباراتين خارج السودان امام مازيمبي في ارضه وامام المغرب التطواني ليجلس الهلال في الصدارة بخمس نقاط من ثلاث جولات ، وتوالت النتائج الجيدة في الدوري الممتاز حيث يجلس الفريق في المركز الثاني خلف المريخ المتصدر المريخ بفارق نقطتين فقط ، بينما شق الفريق طريقه لدور الثمانية في كأس السودان باقصاء الامل عطبرة من الدور السابق .
مرتب ويهتم بأدق تفاصيل فريقه ومنافسيه اشتهر الكوكي باهتمامه بأدق التفاصيل التي تحيط بفريقه ولا يترك شيئا للظروف ، فيهتم بكل لاعبيه ويتعاون مع الجهاز الفني وتجده في التمارين حريص جدا على تصحيح الاخطاء بسرعة ، بجانب دراسته للفرق المنافسة دراسة متأنية من اجل افضل تحضير والتحسب لمواجهته وقبل مباراة الجولة سموحة في الابطال قال : بأنه درس الفريق بالسي دي اكثر من يومين .
دراسته علم النفس الرياضي المدير الفني نبيل الكوكي من دارسي علم النفس لذا تجده يتعامل مع اللاعبين بعلمية حيث يعرف كيف يخرج من اللاعبين افضل ما لديهم بالتحميس وتقليل الجرعات حسب الحالة النفسية التي يعيشها اللاعب المعني ، وشوهد في احد التمارين يطلب من لاعبه ان يرتمي على الارض رغم اصابته ،وهذا التصرف يعني تحفيزه لاعبيه لان الكثير من الحكام في المباريات لايعترف بالخطأ في حال وقوع اي لاعب .
وفرة النجوم والخبرة الكبيرة من حسن حظ التونسي الكوكي استلامه الفريق الهلالي وهو يضم الكثير من اللاعبين المميزين في كل المراكز مما يساعده على اداء مهامه واختيار العناصر الذين يعتمد عليهم في كل مباراة ، ويزخر الكشف الهلالي بالعديد من اللاعبين الشباب على غرار تواجد الخماسي محمد عبد الرحمن واطهر الطاهر ، ووليد علاء الدين ، معتصم عبدالقادر و عماد الصيني الذي اكتشفه التونسي منذ ايامه الاوائل في القلعة الزرقاء ومن المعلوم بأن الكوكي من اكثر المدربين اعجابا باللاعبين الواعدين .
إدارة الكاردينال الطموحة يملك الهلال مجلس إدارة يعمل بكل قوة من اجل تفوق الفريق واحرازه الالقاب واهمها ابطال افريقيا ، فيوفر كل مايلزم فريق الكرة من مستلزمات من معسكرات في ارقى الفنادق داخليا وخارجيا وحوافز تصرف في وقتها ، مما يساعد اللاعبين على تقديم الجهد من اجل النجاحات .
تعطش الجمهور الهلالي يملك النادي الازرق جماهير مليونية تدعم الفريق في كل مكان محليا وخارجيا وظل مضرب المثل في القارة الافريقية وما من مدرب او لاعب اجنبي مر بالهلال الا وتغزل فيها ، فدوما ما تدفع اللاعبين لتجويد الاداء بتشجيعها الدواي لتمثل اللاعب رقم واحد في الفريق .
صغر سنه وإجادته لغتين بجانب اللغة العربية الكوكي من اصغر المدربين في القارة الافريقية الا انه كبير بمسيرته وتطوره فمن خلال سنوات قليلة سطر لنفسه تاريخيا واصبح من المدربين المعروفين في بلاده والقارة ، واجادته للغة العربية تسهل من مهمته مع ازرق السودان لان تواجد وسيط يخصم من المعلومات او ربما تصل متأخرة وطالما عانى الهلال من المترجمين ويجيد المدرب بجانب العربية اللغتين الإنجليزية والفرنسية .
رغبته القوية في التتويجات صرح نبيل كثيرا عن رغبته القوية في التتويج بالبطولات الافريقية رفقة الازرق الذي وثق فيه ، لذا من المتوقع ان يسعى بكل قوة التقدم في البطولات بخطوات واثقة ليرفع من اسهمه في سوق المدربين الكبار والمتوجين بالبطولة الافريقية الكبرى والآن اصبح الفريق على مقربة من الترقي للمربع الذهبي وارتفاع سقف الطموحات .
إجادته الجيدة قراءة المباريات يقال دوما بأن الشوط الثاني في المباريات هو شوط المدربين ، فالمدرب الناجح هو من يحسن قراءة المباراة بشكل رائع حتى يستطيع فريقه الفوز ، ونجد بأن التونسي نجح كثيرا في قراءات للمباريات فدوما ما يقلب نتائج المباراة لصالحه بالتبديلات الناجحة سواء كانت داخلية بتبديل المراكز او ادخال نجوم جدد وهذه الخاصية تدعم مشواره .
تواصله الجيد مع وسائل الإعلام يجيد مدرب الهلال التواصل مع الاجهزة الاعلامية بصورة حضارية تعكس تقديره لدور الإجهزة الإعلامية وتأثيرها على مشوار الفريق فهناك الكثير من المدربين لايحبون اصدار اي تصريح لاي وسيلة الا التونسي يعمل باحترافية بتمليك الصحافة وباقي الوسائل المعلومات المطلوبة حتى يبعد نفسه عن التأويلات واجتهادات الكثيرين .
زملاء المهنة ينصفوه اتفق الكثير من مدربي السودان على تميز المدير الفني التونسي الذي يعمل بجدية كبيرة وباسلوب رائع في البطولات الافريقية ، واكدوا قدرته على تحقيق الانجازات مع الفريق الهلالي مستقبلا في حال مواصلته عمله على رأس الجهاز الفني ، واشار المدير الفني إلى جزئية عدم خبرته بالبطولات الأفريقية مؤكدا عدم تأثيرها على مشواره مع الفريق لتواجد زمرة من اللاعبين اصحاب الخبرة الكبيرة في صفوف الفريق الهلالي .
هل يدخل تاريخ الأزرق ؟ ثمة سؤال يطرح نفسه هل الكوكي قادرا على التتويج مع النادي الازرق بالبطولة الافريقية خاصة بأن الفريق يمر بفترة طيبة وتتوفر عوامل كثيرة تمنح الإفضيلة للهلال من قبل المحللين والمتابعين لدوري أفريقيا نسبة لخبرة نجومه الكبيرة مقارنة بالفرق السبعة التي تنافسه على لقب البطولة