لم يكن المريخ أمام العلمة في نصف الشوط الأول من مباراته المقامة بالجزائر مع شباب العلمة - الفريق الذي لم يخرج حتى الآن بأي نقطة من البطولة - في يومه خاصة الجزء الأول من المباراة، حيث كثرت الأخطاء من قبل الدفاع وعدم التمركز الصحيح لمتوسطي الدفاع علاء الدين يوسف وأمير كمال بجانب مصعب عمر الذي كثرت أخطاءه، فسكن شباك المريخ هدفان لم يكنا في الحسبان بسبب التهاون، وكذلك ساعد على ولوج الأهداف عدم تمركز جمال سالم الحارس الذي ظل أخيراً يقع في بعض الأخطاء الساذجة فخروجه غير الموفق ساعد في إيلاج الأهداف. التمركز الخطأ للدفاع من خلال المباريات التي خاضها المريخ في بطولة الأبطال وخاصة في المجموعات ظلت أخطاء دفاع المريخ وحارسه تتكرر بالكربون، فالهدفان اللذان ولجا شباك سالم في مباراتي اتحاد الجزائر ووفاق سطيف دلت على أن هناك تمركزاً خطأً من قبل أمير كمال وعلاء الدين يوسف بجانب الخروج غير السليم لجمال سالم لذلك لم نستبعد حدوث نفس الأخطاء، وحصل في مباراة الأمس أمام العلمة، حيث نتج الهدف الأول بسبب تقدم متوسطي الدفاع كثيراً فالكرة ملعوبة من الحارس مباشرة، وهنا كان يجب المتابعة اللصيقة للكرة وعدم ترك مهاجم العلمة متقدماً ما جعل علاء وأمير ومصعب يلاحقان اللاعب ففشلوا في الوصول إليه فكان الهدف الأول الملعوب مباشرة من حارس العلمة، كما أن الحارس جمال لم يكن توقيته سليماً - أي - عندما اقترب من اللاعب لم يركز في الكرة ومسارها، بل قفز دون أن يعرف مسار الكرة وموضع اللاعب، كذلك لم تكن أيضاً المتابعة في تغطية المرمى عند خروج الحارس، فأمير كاد أن يصل للكرة ولكنه لم يكن متابعاً جيداً، بل تأخر في الوصول للكرة.. كما أن مصعب عمر لم يتابع الكرة جيداً.
الهدف الثاني ومصيدة التسلل حاول دفاع المريخ كسر مصيدة التسلل خاصة علاء الدين لكن أحد طرفي الدفاع لم يخرج بسرعة، بل جعل اللاعب يمر في وضع مريح ولم يكن الخروج جماعياً ما جعل اللاعب ينفرد بجمال سالم من عمق الدفاع وهذا جعل أن من يقود عملية التسلل لم يكن في الوضع المساعد، فلم يقرأ حركة جنبي الدفاع، ثم أن خروج جمال سالم الخاطيء جعل اللاعب يرسل الكرة خلفه.
إرسال الشوط الأول أضاع المجهود أضاع لاعبو المريخ مجهودهم في عملية إرسال الكرة للأمام ومطاردة الكرة ما سهَّل لفريق العلمة أن يلعب مرتاحاً مع العلم أن لاعبي العلمة طوال القامة، فكل الكرات المشتركة كانت من نصيبهم وساعدهم على كسب الشوط الأول بهدفين، فالكرة العالية المرسلة من الدفاع للهجوم مباشرة أصبحت علة المريخ ودائماً ما تخصم من قوة الفريق.
تبدل الشوط الثاني أصبح المدرب الفرنسي غارزيتو دائماً ما يجعل كروته الرابحة في الشوط الثاني وهي التي تقوم بتبديل طريقة وأسلوب اللعب، وهذا ما حصل في جميع المباريات التي خاضها المريخ في البطولة، فبعد الإصابة التي تعرض لها أيمن سعيد - واعتقد أنه كان يشعر بها منذ بداية المباراة - ما جعلت وسط الملعب يهتز كثيراً مع المستوى الضعيف الذي قدمه راجي والذي كثر من التمرير الخاطيء ثم الاحتفاظ بالكرة طويلاً، فسهَّل من حركة لاعبي العلمة وصعَّب من سيطرة المريخ على الشوط الأول.. ولكن بعد دخول ديديه وكوفي تحرر المريخ من القيود التي كانت تكبل حركة اللاعبين، وما أن أخضع المريخ الكرة أرضاً حتى دانت السيطرة وهذا ما يدل على أن امكانيات لاعبي المريخ تظهر عندما يتناقل أفراده الكرة دون الإرسال الطويل الذي أثبت فشله.
كوفي طريق الحل أثبت اللاعب كوفي أنه هو اللاعب الذي يمكن أن يفك طلاسم أي فريق يعترض المريخ، حيث يمتاز بالمهارة العالية والحركة المجدية والتحرك في المساحات الخالية عند الخصم، كما له خاصية وهي التي ترجح كفة المريخ في لعب كل المخالفات والركنيات وحتى عكسياته متقنة للزميل ولا تكاد تخيب والتي دائماً ما تنتج منها أهدافاً، فيجيدها بطريقة متخصصة لا تتوفر عند أي لاعب، كما أنه يتحرك بفعالية في كل خطوط الملعب العرضية، ولذلك تصعب مراقبته فيحدث ربكة للخصوم وبالأمس شاهدناه في صناعة الأهداف التي عاد بها المريخ للمباراة.
كروت رابحة لغارزيتو المدرب الفرنسي يمتلك كروتاً رابحة وتملك الحلول في أي وقت من المباراة فالثلاثي المرعب ديديه وكوفي وأوكرا هم سبب مفاتيح اللعب والكروت التي تجعل غارزيتو يلعب مطمئناً في أي مباراة.
الحسم في أي مكان وأي زمان من خلال المباريات التي خاضها المريخ خارج أرضه في الجزائر كان المريخ يعود في أي زمان وأي مكان حيث تقدم الاتحاد في المباراة الأولى بهدف ولكن المريخ استطاع تعديل النتيجة بواسطة شيبوب برأسية لولا رجل الراية الذي نقض الهدف، ثم كرر نفس المشهد أمام وفاق سطيف ليعادل سالمون جابسون برأسية، وأمام العلمة رغم التخلف بثنائية في الشوط الأول جاء ليعادل النتيجة ويرجح الكفة بالثلاثية رغم تأخر الزمن الذي دخل في لحظاته الحاسمة، وأيضاً كان من قبل أمام عزام التنزاني عندما أحرز المريخ هدفين في آخر زمن المباراة، وهذا هو ديدن الفرق الكبيرة التي لا ترمي المنديل، بل بإمكانياتها يمكنها أن تقلب الطاولة في أي زمان وأي مكان.