تبقى أهداف محمد احمد بشة، لاعب وسط الهلال، غالية عند جماهير الهلال وراسخة في اذهانهم، وله طعم خاص صد لا ينتهي بنهاية المباريات، مع واقع تأثيرها على نتائج الفريق، وحسمها لموقفه في مشوار البطولات على المستويين المحلي والقاري، واذا كان الهدفان اللذان سجلهما بشة في شباك الفلسطيني رمزي صالح حارس المريخ موسم 2010، وحسم الصدارة والتتويج بلقب الدوري الممتاز، فذلك العام، فإن هدف الفوز الذي سجله اللاعب في الدقيقة الثانية من الزمن المبدد في شباك الأهلي مدني، أنضم إلى قائمة الأهداف الحاسمة التي تكفل بشة بتسجيلها، ومنح جمهور الهلال مساحة التمدد في الأفراح والنظر إلى الأمام بكل فخر وكبرياء. 1. عانى بشة هذا الموسم كثيراً بسبب النقد المتواصل الذي تعرض له جراء صيامه عن التهديف تارة وتراجع مستواه تارة أخرى، إلا أن اللاعب ظل هادئاً وصامتاً يرى أنه يقوم بالعمل الذي يريده منه المدرب وليس ما يريده منتقدوه ومعحبوه، واضعاً مصلحة الفريق فوق كل المصالح، وظل يقاتل دون كلل أو ملل بعد أن أعاده التونسي نبيل الكوكي المدير الفني للفريق، إلى محور الأرتكاز وعطل إنطلاقاته نحو الأمام، غازياً للشباك خاصة في مباريات دوري أبطال أفريقيا، وبرغم من ذلك ظل بشة رقماً لا يمكن الأستغناء عنه في تشكيل الفريق الأساسي وظل يقوم بأدوار لا يراه إلا الفنيين الذين يشيدون بمجهوداته ويجدون ألف عذر لعثراته. 2. في الوقت الذي أعلن فيه قاضي مباراة المريخ وهلال كادوقلي صافرة النهاية بتعادل الفريقين سلبياً توقع المتابعون نهاية مباراة الهلال والأهلي مدني في الكاملين بالتعادل (1/1) أيضاً إلا أن بشة رفض أن يخرج جمهور الهلال حزيناً، خاصة بعد تعثر المريخ الند اللدود، فانبرى لرأسية النجم الشاب صهيب الثلعب، وأسكنها بكل ذكاء في المرمى، معلناً فوز الفريق وقتل حلم الأهلي في الخروج بالتعادل، وزاد من حزن جماهير المريخ التي كانت تنتظر ان يسدي لها سيد الأتيام خدمة، ويعطل الأزرق بالتعادل ليبقى الأحمر بالتعادل ولكن بشة الذي تعود على حسم المواجهات، قطع قول كل حالم وسجل هدف الفوز وحسم الصدارة للهلال. 3. الهدف الذي سجله بشة في شباك ابوبكر عامر (الدش) حارس الأهلي مدني، لم يمنح الهلال الفوز والصدارة فقط، بل جعل اللاعب يتقدم في روليت صدارة الهدافين بعد أن وصل للرقم 7، وفي نفس الوقت توج نفسه هدافاً للفريق في الممتاز، حيث بدأت قصة أهداف بشة في الممتاز هذا الموسم، في الأول من فبراير عندما سجل الهدف الثالث للهلال في شباك الأمل عطبرة، وسجل هدفه الثاني في مرمى النسور في المباراة التي كسبها الفريق بهدفين نظيفين، ووقع هدفه الثالث في مرمى الأهلي مدني، كما سجل هدفيه الرابع والخامس في مباراة هلال الفاشر التي كسبها الهلال بثنائية بشة نفسه، وسجل هدفه السادس في شباك هلال الأبيض، والسابع أمس في مرمى الأهلي مدني، ليؤكد به أنه لاعب هداف من مواليد منطقة الجزاء ومن مجموعة أصدقاء الشباك. 4. رددت جماهير الهلال في ام درمان قبل الكاملين أمس هتافها المحبب (روق المنقة يا بشة)، كما ظلت تفعل دائماً في مثل هذه المواقف، وأستحق بشة المدح والثناء الذي وجده من الجماهير لروح الإنتصار التي يملكها وموقعه الجيد في الملعب والذي يجعله يصل إلى المرمى بكل سهولة ودون عناء، ويرى المدرب المعروف الفاتح النقر والذي أشرف على تدريب بشة أكثر من مرة بالهلال والموردة، أن بشة واحد من اللاعبين الذين يمكن أن تتوقع منه هز الشباك، وأن الهدف الذي سجله بشة أمس لا يسجله الا بشة، خاصة وان المباراة في دقائقها الأخيرة وكل إقتنع نهايتها بالتعادل ولكن بشة كعادته حسم الأمور ومنح الفريق الدافع المعنوي قبل المباريات القادمة. وما قاله النقر هو عين الحقيقة، وأن بشة يظل واحدا من اللاعبين الذين يختصرون الطريق ويذللون المتاعب ويظهرون في وقت الشدة ويحسمون المباريات من لمسة واحدة.