الصادق المهدي حضورا في مباراة سموحة غدا... الإمام في المدرجات والنجوم داخل الملعب نائب برلماني مدير فني للمنتخب القومي !و"المازدا" خلاص قالت استوب!
كتب : الزين عثمان الإمام هل يعود هلال 87 ؟ بحسب مكتبه في القاهرة فإن الإمام الصادق المهدي سيكون حاضراً في ملعب الاسكندرية ومؤازراً لهلال السودان رئيس حزب الأمة القومي الموجود بالقاهرة عقب اختلافه مع الحكومة في الداخل حضوره هناك يؤكد على أن كبير البلد (أمة) يجتمع على عشقها كل أهل البلاد يمكنهم أن يختلفوا في كل شئ لتأتي لحظة الهلال وتجمعهم وكان اكتمال المحبة لا يتم إلا بحضور اللون الأبيض .
وجود رئيس الوزراء السابق في ملعب المباراة بالاسكندرية سيكون داعماً لنجوم الأزرق في معركتهم المصيرية لكن الحكاية لا تبدو في حضور الإمام إلى ملعب المباراة وهو المعروف بانتمائه الأزرق، بل تشكل عاملاً آخر يمكن أن يقود الأزرق للتفوق والعبور إلى مربع الأبطال فأول حضور للهلال في نهائي البطولة الأفريقية الأولى كان في العام 1987 حين كان الصادق رئيساً للبلاد المفارقة تبدو أن الطرف الثاني في اللقاء كان أيضاً مصرياً هو فريق الأهلي بذكريات (لاراش) المريرة . الإمام في المدرجات والنجوم داخل الملعب هي حكاية أن يعود الهلال إلى النهائي ببركات حضور إمام الأنصار وبذاكرة التاريخ التي تخبر بأن الهلال وحده من يمتلك القلم الذي يكتبه وفقاً لما يشتهي عشاقه ومحبيه في السودان . وأن فريق سموحة لن يكون المعوق أمام تحقيق هذا الأمر وأن حشد كل إمكانياته . أشكي لمين القدر ؟ لبس الاتحاد السوداني لكرة القدم على غير عادته ثوب (الحزم) وبعد جرجرة وفصل في شكاوى المريخ ضد هلال كادقلي والأمل عطبرة بالرفض.. الرفض الذي رفضه المريخاب واعتبروا أن الاتحاد يستهدف الأحمر . الفارق بين الهلال والمريخ بحسب قرارات الاتحاد أصبح ست نقاط قابلة للزيادة وهو ما دفع جماهير الفريق للخروج في مظاهرة ضد القرارات ووصف اتحاد الخرطوم 2 بالدواعش وأن استهداف المريخ ستكون نتائجه وخيمة وكارثية . لكن الكارثة بدت حين خرج المحتجون تسبقهم لافتاتهم المكتوبة قبلاً في الصحف الناطقة باللسان الأحمر . وما حدث من الشرطة ربما كان هو عملية لنزع الفتيل الذي ما زال في مكانه. نهايتو فإن نقاط الأمل وهلال كادقلي راحت حين عجز الفريق من تحقيق انتصاره داخل الملعب فمن يعجز عن تحقيق مراده في المستطيل الأخضر لن يستطيع تحصيله تحت (الطربيزة) انتهت تفاصيل الشكاوى ولن ينسحب المريخ وأن بقيت شكوى أخر نضعها الآن في دفاتر الجهات المسؤولة (رجاءً اوقفوا عبث توظيف كرة القدم من أداء للمتعة إلى أداء من أدوات العنف) بهذه الحالة فإن هناك شجر يسير وعنف يتولد اوقفوه حتى لا تتحول قمة الكرة السودانية في حال حدوثها بدوري الأربعة من أبطال أفريقيا معركة دم ودموع . سيدا وليس في الأمر عجب ! اتحاد كرة القدم السودانية الأمريكية يستضيف هيثم مصطفى وفيصل العجب من أجل تكريمهما على سبعة عشر عاماً قضاها النجمان في صناعة المتعة الكروية لجماهير الكرة السودانية هيثم تحت شعار الهلال والعجب تحت شعار المريخ دون إهمال التحولات في مسيرة (أولاد بحري) فهيثم ارتدى شعار المريخ الذي خلعه العجب متجهاً نحو فاشر السلطان وخلعه من بعده هو متجهاً نحو شندي . مسيرة التحولات في عهد الاحتراف لم تكن منقصة لدى النجمين ولكن المنقصة تبدو في غياب تكريم العجب من قبل مريخه بعد كل ما قدمه الأبنوسي في مسيرة قد لا تتكرر في الوقت القريب وهو ما جعل سودانيو أمريكا يقوموا بما عجز عنه سودانيو العرضتين . القصة الثانية هي انتصار زرقة هيثم على الأصفر الذي ارتداه فيصل في المباراة الاستعراضية في الأراضي الأمريكية سيعود النجمان، ليتنا بعدها نعيد النظر في ضرورة تكريمهما فهما يستحقان أن نقول لهما (شكراً) على ما صنعتما في أوقاتنا السابقة شكراً على سيكافات متعددة وشكراً على إعادتنا إلى النهائيات الأفريقية شكراً بألوان الوطن وليس باختلافات الهلال والمريخ . المازدا عطلانة بعد أن تقدم باستقالته من تدريب المنتخب عقب رباعية الجابون قال محمد عبد الله البرلماني: (أنا خلاص قلت استوب) عربة المدرب مازدا ستقف فقط في محطة البرلمان قريباً من قصر الشباب والأطفال المدرب الحاصل على الرخصة اي في التدريب جزم بأنه لن يعود مرة أخرى لتدريب الصقور وعلى الاتحاد الذي يمتلك عضويته البحث عن بديل له فمن الأفضل أن (يزح) هو حتى تذهب سياسات (الطبطبة والمجاملة) في التعامل مع المنتخب . لكن السؤال هنا هل يعني ذهاب مازدا غياب الهزائم ثلاثية الأبعاد والتراجع في كرة القدم السودانية حتى الآن فإن الإجابة الحاضرة هي لا، فالمدرب سيظل حاضراً في مشهد المنتخبات الوطنية بحكم منصبه كرئيس للجنة التدريب المركزية في كل الأحوال فإن أسباب الهزائم ستظل موجودة ما لم يتغيَّر فكر التعامل مع المنتخب ما لم يصعد الصقور إلى درجات الاهتمام الأولى كما يحدث في كل الدنيا وتنتهي العبارة التي تسبق توصيفهم (اليتامى) مازدا بعيداً عن كنبة احتياطي المنتخب أمراً يراه الكثيرون بأنه لن يأتي بجديد في ظل وجود إدارة اتحاد يقبع تطوير كرة القدم السودانية في آخر سلم اهتماماتها قد لا تحتاج كثيراً لتأكيد، ففي رحلته الأخيرة كان مازدا المدير الفني ورئيس البعثة اتحاد لا يرافق أعضاؤه فريقنا القومي غير جدير بالبقاء عموماً توقفت مسيرة المازدا لكن ما زالت (ركشة) الإخفاق الثلاثي هي الممسكة بتفاصيل إدارة المنتخب فلا تحلموا بعالم سعيد . أن غاب محمد عبد الله انتظروا مازدا في أول محطة. تسريح المنتخب أم أراضي المدينة الرياضية ؟ ليست من اختصاصات البرلمان حل المنتخب الوطني وتسريح لاعبيه فالأمر رهين بشكل أساسي بالقواعد القانونية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وهو الأمر الذي يجعل من مطالب النواب بأنها مطالب لا تتعدى المكان الذي قيلت فيه . لكن السؤال هنا ليست الدعوة للتسريح والحل بقدر ماهو السؤال المتعلق بدور البرلمان في حشد طاقات الدولة لدعم الرياضة باعتبار الدور الكبير الذي تلعبه في استقرار المجتمعات والتقريب بين المختلفين على أسس إثنية وعرقية أو حتى جهوية . الأمر يطرح الأسئلة الثابتة حول عمل الجهة المنوط بها الرقابة على أداء المؤسسات وعلى الحفاظ على المال العام وعلى رأس هذه القضايا قضية المدينة الرياضية التي وصلت إلى ربع قرن دون أن تنتهي وعن الأحاديث المتعلقة بالفساد في الأراضي حولها وعن قضية التجاوزات في بطولة (الشان) التي استضافتها الخرطوم في وقت سابق على النواب ترك القرار الفني والقيام بما يجب عليهم القيام به . ترى ما هو موقف الرياضيين داخل المجلس الوطني ؟ القائمة التي تضم مجدي شمس الدين وأسامة عطا المنان ومولانا أزهري وداعة الله ؟ بعد أن قال مازدا كلمته . الحوت .. بعد الغياب تحتل اللافتات.. الشوارع الرئيسة في الخرطوم ومداخل الكباري المدهش فيها أن صاحب التجربة المدهشة في الغناء لجيل التسعينات يعود للظهور (محمود عبد العزيز) الراحل العائد أو هكذا أراد القائمون على الأمر حفل بلا فنان أو حفل سيغني فيه الجمهور فبحسب اللافتات فإن الخميس سيكون هو اليوم المضروب لحفل فرقة الراحل محمود عبد العزيز لعزف أغنياته ليست هنا الخبر لكن الخبر فإن الغناء سيكون مسؤولية الجمهور المشهد برمته يؤكد على فرضية أساسية هي أن مساحة الشاب في خارطة الإبداع السوداني ما تزال شاغرة وأن غيابه لم يستطع الآخرين ملأه في الوقت الراهن , الحواتة الذين يحتجون على كل من يردد أغاني الراحل سيعودون هذه المرة لترديد صوت حبيبهم ويؤكدون على علاقة التميز والتفرد التي يمتلكها مقارنة بالآخرين ويؤكدون على نظرية أخرى هي أن (الحوت لا يموت) في قلوب محبيه وأنه سيظل ولسنوات قادمة الحبيب الأولاني وسيد الغنى . وها هو يعود بعد الغياب لكن بطريقة مختلفة تماماً طريقة تشبه طريقته في التمرد وطريقة معجبيه في إبراز صورته في الحضور . كواسي أبياه ليت الحلم يصبح حقيقة ؟ عقب استقالة مازدا اتجهت الأنظار نحو الاستعانة بمدرب فريق الخرطوم الوطني الغاني كواسي أبياه لقيادة صقور الجديان في المرحلة القادمة من استحقاقات التنافس الأفريقي والرجل قادر على تغيير مشهد المنتخب بعد نجاحه في فريق الخرطوم الوطني . لكن جلوسه على دكة بدلاء المنتخب أمراً ما زال قيد المجهول رغماً عن التحركات في هذا الجانب البعض يتحدث عن مشكلات مالية قد تقف حجر عثرة في هذا الأمر لكن يمكن التغلب عليها فجهاز الأمن الوطني الذي يرعى فريق الخرطوم أولى به رعاية المنتخب انطلاقاً من القومية وهو أمر قد يقلل من الإشكاليات المالية أو حتى تلك المتعلقة بالشرط الجزائي في العقد بين الجانبين . لكن قد لا تبدو المشكلة هنا بقدر ماهي مشكلة تتعلق بطريقة إدارة ملف المنتخب الوطني من قبل الاتحاد العام ومدى قابليتهم للتعاطي مع احترافية المدرب في تسيير دولاب الفريق . كواسي الذي عاقب لاعبي الخرطوم بالخصم وتحويل الأموال لصالح أطفال المايقوما في وقت سابق يبدو قادر على التعاطي مع مشهد نجوم الفريق القومي لكن لأي مدى يمكنه التعاطي مع اعتذارات اللاعبين عن دفع فاتورة الوطن وأن يتم ذلك عبر دعم الاتحاد . نهاية الأمر فإن كثيرين يحلمون بأن يجلس المدرب المونديالي في مقعد تدريب صقور الجديان . احسبوها وانتظرونا تقول النكتة المنسوبة لأحد رجال الأعمال أنه دخل في جدال مع أحد الشباب حول ماركة عربته التي يقودها قال إنها نيسان بينما قال الشاب أنها استافيا سأله بعدها عرفتها كيف ؟ قاليهو قريتا، فرد خلاص أنتوا أقروها ونحنا بنركبا . النكتة تنطبق على واقع المريخاب تماماً وهم يتداولون ونستهم حول امكانية تأهل الهلال من عدمه لو فازت سموحة وخسر التطواني أو لو فاز التطواني وخسرت سموحة لو انتهن كلهن تعادل كل هذا الجدل هدفه الوحيد هو تجنب مواجهة الهلال في دوري الأربعة وهي المواجهة التي تعني أنه على المريخ خلع رداء البطل الذي يوشحه به كتابه منذ بداية الموسم، فالهلال يعرف الطريق المؤدي لهزيمة نده التقليدي ويجيد نجومه وضعه في مكانه الحقيقي وهو الأمر الذي يجعل المريخاب يبذلون الغالي والنفيس من أجل حسم ملف مواجهة الهلال وينتظرون أن تأتيهم الهدية من الثلاثي الذي يشارك الهلال مجموعته وهو ما يعتبره الهلالاب الحلم المستحيل ويوجهون حديثهم لأهل العرضة الجنوبية (أها انتوا أحسبوها ونحنا جايينكم في بكانكم). صينية الغداء أم دوائر الشر ؟ يحدثوننا عن الزمن (السمح) كان يبدأ من عصراً بدري تجلس الأسرة على صينية الغداء وبعد الشاي يخرج الرجال في اتجاه دار الرياضة لحضور مباراة نجومها نجوم العصر الذهبي لكن الصينية باعتبارها آخر محطة قبل الكرة تمثل في عهد الاحتراف أحد المعوقات مدرب المنتخب المستقيل وحين تبريره لهزائم فريقنا القومي يرد الأمر لعدم (احترافية) اللاعب السوداني يؤكد على ذلك بعدم اهتمامه بالثقافة الغذائية التي تمكنه من ممارسة لعبة كرة القدم يقول بأن النجم الأول لا يجد حرجاً في الجلوس في الصينية وتناول ما يتناوله الآخرين وهو ما يؤثر سلبياً على أدائه لكن لم يكن اللاعب وحده المتهم بعدم الاحترافية فالأندية في السودان تقف في محطة تمهيدي الاحتراف وتعجز عن تطبيقاته. لكن بعيداً عن الصينية التي أصبحت مسؤولة عن هزائم فريقنا القومي ماذا عن احترافية الإداريين وماذا عن دور طليعي لاتحاد كرة القدم وماذا عن الامكانيات التي تجعل النجم الكروي يستعيض عن جلسة الصينية بساندوتش غني بالسعرات الحرارية أسئلة تتدافع لتقف كلها في ذات المحطة وهي أننا ما زلنا نحتاج الكثير من أجل العبور . وهو عبور لا يتم إلا بتغيير نمط التعاطي مع الكرة باعتبارها أكبر من مجرد لعبة تنتهي بانتهاء مراسم المباراة وقبول خيار الهزيمة . إصلاح المعادلة الكروية يحتاج لعمل شأق ودؤوب منطلقه الأساسي ضرورة تحقيق المصلحة الوطنية وبعيداً عن تحقيق الطموحات الشخصية والمكاسب الذاتية وهو ما يعني أن الهزائم ليست بسبب صينية الغداء التي يجلس حولها اللاعبون ويمكنك أن تضيف لها (دوائر الشر) وما أكثرها .