الهلال تعوَّد على ترويض أندية شمال القارة يستعد الهلال لمباراتيه في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا، الأزرق تأهل لهذا الدور بعد حصوله على تسع نقاط جعلته يترشح كثاني للمجموعة بينما الاتحاد الجزائري وصل لهذا الدور بعد تغلبه على منافسيه في المجموعة الثانية وحصوله على رقم قياسي من النقاط وصل لخمس عشرة نقطة ويتوقع أن تشهد مباراتي الفريقين تحدٍ كبير بين بطل السودان وبطل الجزائر اتحاد العاصمة الذي ظهر بشكل مثالي في هذا الموسم وشق طريقه بنجاح في البطولة الأفريقية وينشد تحقيق لقب البطولة الأفريقية لأول مرة في تاريخه رغم حداثة تاريخه في البطولة ويتوقع أن تشهد جولتي الذهاب والإياب صداماً بين المديرين الفنيين للهلال بقيادة نبيل الكوكي ونظيره ميلود حمدي الذي يرتدي بدلة تدريب الفريق العاصمي، ويعتقد المحللين بأن مباراة الذهاب التي ستقام في ملعب الهلال رابع أيام عيد الأضحى المبارك تمثل نصف تذكرة عبور الهلال للمباراة النهائية للبطولة الأفريقية باعتبار تعود أزرق السودان على تحقيق نتائج إيجابية خارج ملعبه بأم درمان .
واقعية الكوكي وخبرة النجوم ترجح الكفة يتمتع الهلال بتواجد مديره الفني التونسي نبيل الكوكي الذي استطاع خلال فترة وجيزة تأكيد قيمته مدرباً من الطراز الرفيع فنجح في قيادة الهلال لهذه المرحلة المتقدمة في بطولة أبطال أفريقيا بجانب التألق محلياً بتصدر بطولة الدوري الممتاز وعدم قبول أي هزيمة الآن بجانب الوصول لنهائي كأس السودان في انتظار ملاقاة المريخ على نهائي البطولة التي سيقام في مدينة دنقلا يوم 10 نوفمبر المقبل، ورغم الظروف الاستثنائية التي واجهت الكوكي من غيابات بالجملة وسط اللاعبين بسبب الإصابات التي ضربت الكثير من اللاعبين إلا أن التونسي نجح في تطويع الظروف واستفاد من قدرات اللاعبين الشبان المتاحين ليقود الهلال لانتصارات باهرة ويتميز الكوكي بقراءته الجيدة للمباريات وكل تبديلاته تحدث تغييراً في النتائج و لا يعتمد على الأسماء بقدر ما يمنح فرصة للاعبين حسب العطاء مما جعل فرص المشاركة متاحة لجميع اللاعبين بما فيهم الشباب ويسعى من أجل كتابة تاريخ خاص به عبر التتويج بلقب البطولة الأغلى في القارة السمراء ، بالإضافة لنجاعة الكوكي يملك الهلال عدداً من اللاعبين المتمرسين في البطولة الأفريقية على رأسهم الرباعي سيف مساوي كابتن الفريق و المهاجم مدثر كاريكا ونصر الدين الشغيل وبشة وبلا شك تواجدهم في خطوط اللعب الثلاثة تدعم حظوظ الهلال في البطولة وربما تكون عاملاً من عوامل صعود الهلال لنهائي الأبطال وتجاوز عقبة الاتحاد العاصمي الجزائري .
هل يواصل الهلال تفوقه على مدرسة شمال أفريقيا ؟ منذ سنوات طويلة عانت الكرة السودانية من تفوق الكرة في شمال القارة باعتمادها على لاعبين مميزين وأجهزة فنية مقتدرة وامتلاك هذه الأندية ثقافة الفوز بالبطولات بالعطاء والدهاء الكروي وكم من مرة سقطت أنديتنا لتفوق تلك الفرق بتفاصيل صغيرة ونجد بأن الهلال في آخر المواسم حل العقدة وتفوق على أندية مصر وتونس والمغرب والسؤال الذي يفرض نفسه هل يواصل الهلال النتائج الإيجابية ويقصي اتحاد الجزائر من المنافسة الأفريقية ويؤكد علو كعبه ؟ .
تألق اللاعبين الكبار واستعادة خدمات المصابين مفتاح الانتصار تألق مع الهلال في هذا الموسم أكثر من لاعب ويبقى أبرزهم الشغيل الذي تحمل عبء الوسط بالإضافة لتميز الثنائي مساوي وماكسيم حارس المرمى بينما استعاد كاريكا خطورته وأسهم في انتصارات الفريق ووصوله لهذه المرحلة بينما عاد للمشاركة عدد من اللاعبين بعد اكتمال مراحل التعافي والتأهيل ويبقى أبرزهم المهاجمان كيبي وميدو وصانع الألعاب وليد علاء الدين .
هدف دون رد في أم درمان نتيجة ليست سيئة يتوقع أن تشهد مباراة الذهاب صراعاً كبيراً من قبل الفريقين ويتحدث الكثيرون عن ضرورة تحقيق الهلال للفوز بنتيجة عريضة في ملعبه حتى ينتقل لمباراة الإياب في وضعية أفضل ولكني اعتقد بأن نتيجة الفوز بهدف نظيف سيكفل للهلال الترقي وسيدعم فرص الهلال في جولة الإياب بدلاً عن الاندفاع من أجل زيادة الغلة على حساب الدفاع ونتائج الفريق الهلالي خارج ملعبه تجعل مهمة الأزرق في الجزائر ليست صعبة .
دفاع الهلال الفولاذي ضد صلابة هجوم الاتحاد تشهد مباراتي نصف النهائي تحدياً من نوع خاص حيث يدخل الهلال اللقاءين بأفضلية خط دفاعه وحارسه المتميز بالمقابل يمتلك اتحاد العاصمة خط هجوم مميز نجح في هز شباك المنافسين كثيراً ويعد من مناطق القوة في الفريق، فمن يتفوق على الآخر دفاع الهلال أم هجوم اتحاد العاصمة الجزائري ؟ .
الجمهور سيقول كلمته معروف عن جمهور الكرة السودانية التدافع الكبير في مباريات القمة وتسببت أكثر من مرة في هزيمة الضيوف نفسياً قبل تسجيل لاعبي الهلال الأهداف و يتوقع أن تحظى المباراة بتدافع جماهيري كبير رغم ظروف العيد ومن شأن تواجد الجماهير بكثافة دعم الروح المعنوية للاعبي الهلال ودفعهم على تحقيق أفضل نتيجة من مباراة الذهاب قبل الرحيل للعب مباراة الإياب في أرض المليون شهيد.
هل يصل الهلال لنهائي الأبطال ؟ ثمَّ سؤال يطرح نفسه هل الهلال قادر على تجاوز منافسه ؟ بكل تأكيد الهلال ليس غريباً عليه الوصول لهذا الدور ففي آخر السنوات أصبح الفريق زبوناً دائماً للأدوار النهائية ومرشحاً دائماً من قبل المحللين لتحقيق لقب البطولة الأفريقية إلا أن سوء الحظ حرم الفريق من الترقي مرتين في عام 2007 أمام النجم الساحلي التونسي وفي 2009 أمام مازيمبي الكنغولي بفارق هدف وحيد، فهل يغرد الهلال في هذا الموسم في ظل امتلاك الفريق تشكيلة متميزة تضم لاعبين أصحاب خبرة وطموح كبير بالإضافة لتواجد مدير فني قدير، بالإضافة لذلك دور الإدارة الهلالية التي لم تبخل على الفريق بالدعم المالي والمعنوي ويكفي تنقل الرئيس السيد أشرف الكاردينال مع الفريق في حله وترحاله، ولكن تبقى أبرز العوامل المؤثرة اختيار تشكيلة مناسبة من قبل الكوكي وتنفيذ الخطط التي يضعها المدير الفني، فهل ينجح الهلال في تجاوز منافسه ويترقى لنهائي دوري أبطال أفريقيا بعد مسيرة مميزة بداية من الدور التمهيدي وصولاً للدور نصف النهائي وتخللت المباريات نتائج رائعة خارج ملعب الهلال بأم درمان .