نتمنى أن تكون القيادات العليا للشرطة قد شاهدت المأساة التي حدثت بإستاد عطبرة أمس عندما قامت قوات الشرطة بإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق الجماهير فساهم هذا الأمر في تدافع جماهيري كاد أن يتسبب في كارثة ونرجو أن لا تخرج علينا الصحف اليوم بأخبار عن حدوث وفيات وسط جمهور مباراة الأمس. ما حدث من قبل بعض رجال الشرطة في عطبرة أمس أمر ينبغي أن لا يمر دون حساب المتسببين فيه , فاصدار التعليمات بإستخدام هذا الغاز القاتل أمر ينبغي أن لا يتم إلا عند الضرورة القصوى وما حدث مساء الأمس من تفلت بعض الجماهير لم يكن يستحق إصدار أمر إعدام لمن يعانون من الربو وحساسية التنفس وكلنا شاهد تلك الطفلة التي كانت تجري إلى جوار والدها قبل أن يسقطا سويا على الأرض وذلك الطفل الصغير الذي كان محمولا على الأيادي ولا ندري ما حل به هو وعدد آخر من الأطفال والشباب الذين تساقطوا على الأرض. دورنا كصحافة يقتضي علينا أن ننقل لقيادات الشرطة العليا كيف أن القوة التي تم تكليفها بحفظ الأمن والنظام في مباراة عطبرة أمس ساهمت كثيرا في إضافة المزيد من الفوضى ليس في الملعب فحسب بل وفي المدينة كلها , وهذا ليس هو المطلوب من الشرطة التي يعول عليها الناس كثيرا في حفظ الأمن والسلامة وليس ضربهم وترويعهم بتلك الطريقة التي تم التعامل بها مع جمهور عطبرة ما حدث أمس في عاصمة النار و (البمبان ) ذكرنا ذلك المشهد الذي حدث في الأردن خلال إحدى المباريات بين الفيصلي والوحدات وكيف أن الفوضى والتدافع الجماهيري تسببت في وفاة وإصابة عدد كبير من الجماهير , ولولا لطف الله بالناس أمس لتحدث بأمر إستاد عطبرة الركبان. وكلنا أمل في أن تتم محاسبة من أصدر التعليمات بإطلاق الغاز المسيل للدموع حتى لا يفقد الناس ثقتهم في رجال الشرطة وكل الأماني والدعوات للمصابين من الجمهور بالشفاء والعودة سالمين إلى أسرهم وبيوتهم. ملحوظة : هل شاهد أحدكم أية عربة إسعاف في ملعب المباراة , أنا شخصيا لم أشاهد عربة الإسعاف التي ينبغي ويجب أن تكون موجودة داخل ملاعب كرة القدم بأمر الإتحاد الدولي كرة القدم. ملحوظة أخرى : هل تستحق كرة القدم في السودان بكل هزائمها وخزلانها أن نموت ونزهق الأرواح من أجلها! ملحوظة أخيرة : هل قام الإتحاد العام بتفقد ملاعب الدوري الممتاز وإجازة مقومات السلامة فيها! قف : يا لطيف
