لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع فضيحة جديدة للمنتخب الوطني الأول وهو يتلقى الخسارة إياباً من يوغندا في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمحليين والتي تستضيفها رواندا العام المقبل ليتأهل المنتخب اليوغندي بمجموع المباراتين "4/0" وفجرت الخسارة أمس الأول ثورة الجماهير التي تابعت اللقاء من الملعب ضد اتحاد الكرة والجهاز الفني بقيادة أحمد بابكر وطالبت بالرحيل الفوري للطرفين احتجاجاً على المهزلة الكبيرة في عقر الدار فيما صفقت للاعبي المنتخب الأوغندي والمدير الفني الصربي ميشو الذي قاد منتخبه باقتدار لانتزاع بطاقة التأهل من عقر دار المنتخب ، وكان الفشل في التأهل متوقعاً للأجواء المحبطة التي يمر بها المنتخب والقصور الكبير في الاهتمام بالمواجهة الحاسمة في الخرطوم واستمرار مسابقة الدوري رغم ضيق الفترة الزمنية بين المواجهتين مما قاد لإبعاد لاعبي المريخ من القائمة النهائية للقاء الإياب ليتجرع المنتخب الخسارة مجدداً بطريقة لقاء الذهاب. أداء جنائزي..وإحباط وسط اللاعبين لم يقدم المنتخب الوطني ما يشفع له في لقاء أمس الأول الذي حسم فيه الضيوف تذكرة التأهل من الشوط الأول بالوصول مرتين إلى الشباك ليعيدوا سيناريو لقاء الذهاب الذي تفوق فيه اليوغندي بهدفين دون رد أيضاً وكان الجهاز الفني دفع في البداية بتوليفة تضم : المعز محجوب، صلاح نمر، سيف مساوي، بوى ، سموأل ميرغني، خطاب فيصل، الشغيل، أطهر الطاهر، عاطف خالد، مدثر كاريكا ، محمد كوكو ، ولم يفلح صقور الجديان في الوصول إلى شباك الأوغندي في أول ربع ساعة من المواجهة لخلط الأوراق على الضيوف، فيما أهدرت بعض الفرص أمام مرمى المنافس الذي نجح في الوصول مرتين إلى شباك السودان خلال ثلاث دقائق فقط ليحسم الحصول على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمحليين العام المقبل في رواندا ولم يختلف الحال في الشوط الثاني الذي واصل فيه الأوغندي المحافظة على التفوق بالثنائية حتى نهاية اللقاء لينجح في انتزاع بطاقة التأهل على حساب منتخبنا في عقر الدار. روح انهزامية في المنتخب دخل لاعبو المنتخب الوطني المواجهة بروح الإحباط بعد الخسارة في الذهاب بهدفين دون رد إضافة إلى التجاهل التام الذي مر به المنتخب في التحضيرات ولم يتكرم أى من قادة اتحاد الكرة بزيارة اللاعبين في المعسكر قبل المباراة لينعكس الحال على أداء اللاعبين في الملعب لتكون الظروف في مصلحة المنتخب الأوغندي الذي نجح في الحصول على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمحليين وتسلح المنتخب الأوغندي بالثنائية التي سجلها في لقاء الذهاب في الوقت الذي لم يتوقع فيه المدير الفني ميشو وصول لاعبيه مرتين إلى شباك السودان لكن الأداء المتواضع الذي ظهر عليه اللاعبين سهل مهمة المنافس كثيراً لحسم الصعود بسهولة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمحليين بمجموع المباراتين "4/0" لتكون محصلة طبيعية للأوضاع السيئة التي تحيط بالمنتخب في الوقت الحالي وخاض اللاعبين اللقاء بتوتر كبير فرضته نتيجة لقاء الذهاب الذي خسر فيه المنتخب بهدفين دون رد وكان مطالباً بالوصول مبكراً إلى شباك الضيوف لمعادلة النتيجة إلا أن العكس كان السائد في اللقاء ليستنسخ الضيوف نتيجة لقاء الذهاب ويكرروا الفوز بهدفين دون رد ليكون السودان خارج سباق الشان في العام المقبل برواندا. رسالة للاتحاد بطرد الجكومي من الملعب رسالة الجماهير التي كان قلبها على المنتخب الوطني أوصلتها لاتحاد الكرة عبر محمد سيد أحمد الذي تحدى الجماهير في المقصورة وسخر من الجماهير خلف " الزجاج" في المقصورة والهتافات الداوية التي طالبت بمغادرته الملعب تماماً ليتحدى الثورة الجماهيرية رافضاً الخروج من الإستاد ليقنعه الموجودين في المقصورة الخاصة بالخروج ليحاول الاشتباك مع عدد من الجماهير ليخرج من الإستاد لتهدأ الثورة الجماهيرية المتحسرة على حال المنتخب لتصل الرسالة عبر محمد سيد أحمد إلى قادة اتحاد الكرة بعد المهزلة الكروية والخسارة للمرة الثانية من يوغندا. وكيل وزارة الرياضة..يظهر أخيراً !! بدأ نجم الدين المرضي وكيل وزارة الشباب والرياضة في محاولة لاستدرار عطف الجماهير بعد نهاية الشوط الأول وبقى في المقصورة الخاصة في الوقت الذي هتفت فيه الجماهير ضد اتحاد الكرة ومحمد سيد أحمد وأحمد بابكر ، وغاب وكيل وزارة الشباب والرياضة عن الصورة تماماً في تحضيرات المنتخب في الوقت الذي كان يتوقع فيه تأهل الصقور للظهور بمظهر المساند للاعبين في المواجهة ولم يشكل حضور وكيل وزارة الشباب للقاء أى معنى. جمال سالم هنأ منتخب بلاده كان جمال سالم حارس مرمى المريخ موجوداً على مقصورة ملعب الخرطوم ومسانداً لمنتخب بلاده في اللقاء الذي جمع المنتخبين أمس الأول وهنأ اللاعب منتخب بلاده عقب اللقاء بالحصول على بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين وحظى اللاعب بتحية كبيرة من الجماهير في المدرجات. رحيل أحمد بابكر..مطلب جماهيري كان اختيار أحمد بابكر مستشاراً فنياً للمنتخب الوطني في حد ذاته أثار دهشة الشارع الرياضي في الوقت الذي كان الجميع يتوقع فيه التعاقد مع مدير فني أجنبي بعد مرحلة الإخفاقات السابقة في عهد المدير الفني مازدا والخسارة الرباعية أمام الجابون ليجئ الدور على أحمد بابكر الذي لم يطالب بتأجيل الدوري على الأقل لإتاحة الفرصة لتحضيرات صقور الجديان لينال النصيب أيضاً من الهتافات الجماهيرية التي تساءلت عن دوره في الجهاز الفني للمنتخب وما هى البصمة التي تركها خلال الفترة السابقة وطالبت برحيله على درب اتحاد الكرة عن محيط المنتخب لتفادي المزيد من الكوارث في الاستحقاقات المقبلة . تهربوا من الحضور..لتفادي الغضب قادة الاتحاد تجاهلوا اللاعبين في المعسكر مصدر مقرب من المنتخب أكد التجاهل التام من قادة اتحاد الكرة للاعبين في المعسكر بفندق الصنوبر، بل أن أحد قيادات الاتحاد قال " نزورهم عشان شنو ؟ وهو الأمر الذي أسهم كثيراً في دخول اللاعبين أجواء لقاء الأوغندي بمعنويات محطمة في ظل التجاهل الإداري الكبير للمنتخب لتكون المحصلة الطبيعية بالإخفاق والفشل في الوصول إلى نهائيات الشان للمرة الثالثة ، وكالعادة شكل معتصم جعفر رئيس الاتحاد وأحمد الطريفي نائبه ومجدي شمس الدين السكرتير وأسامة عطا المنان أمين المال غياباً معتاداً عن حضور مباريات المنتخب ليتجنب الرباعي الثورة الجماهيرية في مقصورة الملعب بعد فضيحة صقور الجديان بالخسارة الثانية على التوالي من المنتخب الأوغندي ، وسخرت الجماهير من الغياب المتواصل لقادة الاتحاد مما يؤكد عجزهم عن الحوار مع الجماهير وتقبل الانتقادات. هارون..الوحيد الذي نال الإشادة وجد أحمد هارون والي ولاية شمال كردفان تحية خاصة من الجماهير في الملعب خصوصاً رغم الغضب من الخسارة بعد أن كان الوحيد الذي زار المنتخب في التحضيرات في ظل غياب تام لاتحاد الكرة والوزارة وحث اللاعبين على تشريف الوطن في لقاء يوغندا وحرص على تهدئة الجماهير التي حيته على مساندة المنتخب واللاعبين وكان الوحيد من بين المسؤولين خارج نطاق الغضب الجماهيري على الواقع المزري للمنتخب. الجمهور ضرب أروع الأمثال في الوقت الذي ساد فيه توقع كبير بأقل حضور جماهيري لمواجهة أوغندا فقد شهدت المواجهة حضورًا جماهيرياً كبيراً تفاءل في البداية بالمنتخب لكن الضيوف سيطروا على الأوضاع ونجحوا في الوصول مرتين إلى الشباك ، ولم يقصر الجمهور في حق المنتخب وتدافع للمساندة إلا أنه صب جام غضبه على اتحاد الكرة ومحمد سيد أحمد وأحمد بابكر. محسن سيد .. إداري ومدرب لعب محسن سيد المدرب العام للمنتخب الوطني دور الإداري والمدرب في نفس الوقت وتولى سيد مهمة الإداريين في اتحاد الكرة، بل أنه سابق الزمن لإنقاذ التدريب الختامي للمنتخب في الوقت الذي يجهل اللاعبون مكان التدريب الختامي لمواجهة الأوغندي لينقذ سيد الوضع بالحصول على ملعب نادي الخرطوم الوطني في غياب الاهتمام الإداري من قبل إتحاد الكرة بالمنتخب ، وكان سيد أطلق تصريحات أمس لإذاعة هوى السودان ،لافتاً إلى أن المنتخب مظلوم خصوصاً من الناحية الإعلامية بعد تجاهل الصحافة له فيما تصدرت الخسارة عناوين الصحف أمس ونفى سيد أن يكون قد وجه انتقادات للمستشار الفني أحمد بابكر، معتبراً أن الجميع شركاء فيما يمر به المنتخب الوطني الأول من أزمة حالياً.
