* راجت في الفترة الفائتة أنباء كثيفة عن عودة اللاعب المالي مامادو تراوري لصفوف المريخ من جديد بحجة واهية جداً لا تنطلى على طفل صغير وهو امتلاك اللاعب للجنسية السودانية، وهي بالتأكيد أنباء مخيبة للآمال ومحبطة بشكل كبير وتدعو للقلق على مستقبل كيان كبير أسمه المريخ . * اللاعب المالي تراوري من ناحية فنية بلا شك يمتلك موهبة كروية كبيرة، ومن أفضل اللاعبين الأجانب الذين مروا على الفرقة الحمراء، وهو لاعب صغير السن، يمتلك مهارة كبيرة في المراوغة والاستلام والتمرير، ويمتلك «مضرب جيد» يمكنه من تسديد الكرة بكلتا قدميه بصورة ممتازة وكذلك إجادة ضربات الرأس على أفضل مستوى، فضلاً عن إمكانياته الأخرى في خلخلة دفاع الخصوم بترويض الكرة بشكل سليم وحمايتها..وكان له سجل تهديفي جيد طيلة مشواره المتذبذب مع الفريق . * ولكن كل تلك المهارات والإمكانيات العالية لن تشفع له بالعودة من جديد لديار ارتضى بنفسه الهروب منه فاراً بجلده، فهذا المالي صاحب الجنسية السودانية «للأسف الشديد» ، صاحب سلوك سيئ جداً ، لا ينم عن فكر احترافي يمتلكه هذا التراوري ، فهو بعيد كل البعد عن هذه الصفة، فهو يغيب ويتمرد ولا يجد من يحاسبه على سوء سلوكه هذا، أفتعل العديد من المشكلات مع المدرب الفرنسي غارزيتو أبان وجوده مع الفريق ، حيث لم يسلم منه المدرب ومن «عمايلو» ، حيث وصلت الأمور بينهما لمدى بعيد غير قابل للعودة من جديد. * والحديث عن عودة المالي المتمرد في هذه الفترة تحديداً هو حديث مبطن بعدم رغبة لجنة التسيير المريخية الجديدة بعدم تجديد عقد المدرب الفرنسي غارزيتو أو هكذا فهمنا، نعلم رأي عضو اللجنة عبد القادر همد في الفرنسي والانتقادات العنيفة التي وجهها له بلوممباشي عقب خسارة المريخ القاسية من الغربان بالثلاثية في الدور نصف النهائي من مسابقة دوري الأبطال الأفريقية، والتي أثارت حينها ردود أفعال واسعة مابين مؤيد وناقم لها، حيث ذكر همد رأيه واضحاً في غارزيتو ويبدو أنه أكثر من يؤيد خطوة صرف النظر عنه بعدم تجديد التعاقد معه، وأكثر ما يؤكد هذه الفرضية، التصريح الذي قال فيه همد قبل يومين في عدد من الصحف أن الفريق بصدد تجديد التعاقد مع بله جابر وأحمد الباشا مرة أخرى، وكلنا نعلم عدم إقناع الفرنسي بهذا الثنائي والدليل تجاهلهم التام ضمن التشكيلة الأساسية للفريق طوال المشوار التنافسي المحلي أو الأفريقي سوى مباريات قليلة تعد على أصابع اليد تم إشراكهم فيها وفق ظروف مختلفة حينها. * نتمنى من لجنة التسيير المريخية الجديدة أن تتعامل بشفافية تامة في هكذا ملف، ولابد أن تدار الأمور في هذا النادي الكبير بمنتهى المصداقية، فحديث رئيس اللجنة المهندس أسامة ونسي في قناة الشروق الجمعة الماضية كان واضحاً بأنه لا تفريط في المدرب الفرنسي إلا إذا أراد هو غير ذلك، ولكننا الآن على أرض الواقع لا نرى أثراً لهذا الحديث، فحتى كتابة هذه السطور لم تجلس اللجنة الموقرة مع المدرب وتقدم له عرضها، بحسب تأكيدات المدرب نفسه لصحيفة (قوون) أمس الأول ، فحسم هذا الملف بصورة سريعة مطلوب تماماً، أما ترك الباب موارباً لكافة الاحتمالات فليس من مصلحة الجميع. * لا نتمنى إطلاقاً عدم تمديد عقد المدرب الفرنسي، من أجل مصلحة الكيان المريخي وفرض سياسة الانضباط التي يجب أن تسود وكذلك من أجل استقرار فني للفريق، حتى ينعكس إيجاباً في الفترة القادمة، قلنا رأينا في المدرب الفرنسي سابقاً بكل وضوح وأكدنا أنه الأفضل رغم سلبياته والتي عددناها حينها، ولكن نؤكد حتى وأن تم التفريط في الفرنسي، لا يجب التفكير البتة في عودة المالي «المجنس» تراوري، ويجب النظر في الأمر بكل وضوح من كل جوانبه، حتى وأن كان عقد اللاعب مازال مستمراً مع المريخ ، فاللاعب لم ولن يفيد الفريق بشئ فهو لن يتغير عن سلوكه، حتى وأن تم تغيير المدرب غارزيتو، فلابد في النهاية أن يسود الانضباط بالفريق حتى وأن شارك المالي المتمرد «وجاب» كأس العالم للأندية . آخر الأشياء * عليكم الله فكونا من سيرة «المرض» تراوري .