أختصر الفرنسي جيان ميشيل كافالي، المدير الفني للهلال، الطريق على نفسه، ووضع يده على التشكيل الأساسي الذي سيعتمد عليه في الموسم الحالي، ويبدو أن المدرب الفرنسي يدرك تماماً إن اختيار التشكيل الأساسي يمثل الخطوة الأولى التي تساعده على تحقيق النجاح مع الفريق، بعد أن وقف على مستويات اللاعبين خلال المباريات الودية التي خاضها الفريق بمعسكره الإعدادي الذي عقده بمدينة سوسة التونسية وكان الرجل واضحاً في حديثه عندما صرح بعد ودية الإتحاد الليبي أنه يملك 17 لاعباً جاهزاً لخوض المباريات قبل أن يضم إليهم المدافع عمار الدمازين الذي قدم نفسه بشكل جيد في ودية قورماهيا الكيني التي أطاحت بالغاني نيلسون لازغيلا من التشكيل الأساسي بعد أن كان أحد نجوم معسكر سوسة وتبعه رفيقه السنغالي سليمانو سيسيه الذي أصبح يلعب دور البديل، وشهد المباريات الثلاث التي لعبها الفريق في الدوري الممتاز، باعتماد كافالي على تشكيل ثابت، مما يؤكد أن المدرب عينه على دوري أبطال أفريقيا التي يبدأ الهلال مشواره فيها من دور ال32 في انتظار الفائز من مباراتي الأهلي طرابلس واونز كراتوز المالي في الدور التمهيدي، وقد وجد قرار الفرنسي بتثبيت التشكيل الإشادة من خبراء التدريب الذين يعتقدون إن إقدامه على هذه الخطوة هو عين الصواب.
ماكسيم يحتكر العرين حافظ الكاميروني لويك ماكسيم، على مكانه ضمن التشكيل الأساسي وأحتكر حراسة العرين الأزرق للموسم الثاني على التوالي من واقع مستواه الذي قدمه في التدريبات والمباريات الودية بجانب محافظته على نظافة شباكه في المباريات الثلاث بالممتاز وإنقاذ الفريق من الهزيمة على يد هلال الأبيض بعد أن نجح في ابعاد تهديفة المهاجم ماهر عثمان المفاجئة في الدقيقة 88 من عمر المباراة التي انتهت تعادلية. وكان ماكسيم قدم مستويات جيدة في الموسم الماضي وساهم في وصول الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا برغم من الأخطاء التي أرتكبها في ذهاب نصف نهائي المسابقة أمام الإتحاد العاصمة وتلقي شباكه لهدفين انهيا حلم الأزرق في الوصول إلى النهائي.
ابيكو والدمازين يسيطران على قلب الدفاع لم يجد الجهاز الفني للهلال خياراً غير الاعتماد على الثنائي عمار الدمازين والغاني ابيكو اينسون في قلب الدفاع، وفي الوقت الذي كان فيه كافالي يبحث عن بديل مساوي الموقوف بأمر الكاف لأربع مباريات وتجريبه للاعب الارتكاز نصر الدين الشغيل الذي لم يؤد بالمستوى المطلوب في ودية الإتحاد الليبي قدمت له ودية قورماهيا الكيني الهدية التي لم يكن يتوقعها على الإطلاق بتألق المدافع الشاب والوافد الجديد للبيت الأزرق عمار الدمازين الذي كسب ثقة الجميع وأصبح محل رهان وشكل ثنائية قوية مع الغاني ابيكو الذي يثبت بعد كل مباراة أنه أكبر مكاسب التسجيلات ونجمها الحقيقي من واقع أدائه القوي وهدوئه في التعامل مع كل الكرات.
بوي يغرد وحيدا في الشمال برغم من الانتقادات التي توجه له في عدم قيامه بادوار هجومية إلا أن عبداللطيف بوي فرض سيطرته على خانة المدافع الأيسر، دون أي منافسة من زميله معاوية فداسي الذي قدم مستوىً لافتاً في النصف الثاني من الموسم الماضي ولكن ما قدمه بوي في معسكر سوسة وأداءه الدفاعي العالي جعل كافالي يمنحه الثقة ويعتمد عليه في الجهة الشمال، ويرى فيه الصخرة التي تتكسر أمامها كل هجمات المنافس.
ابوعاقلة يقضي على أحلام سيسيه في الوقت الذي كان يخطط فيه السنغالي سليمانو سيسيه لتقديم موسم استثائي مع الفريق يجبر به المجلس على تجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي، تعرض لضربة موجعة بعد أن حمله الجهاز مسؤولية الهدف الذي فاز به قورماهيا الكيني على الهلال في بورتسودان وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع عودة اطهر الطاهر للطرف الأيمن كان لكافالي خيار آخر عندما اختار اللاعب الشاب ابوعاقلة عبدالله لهذه الخانة ولم يخيب اللاعب ظنه ومع تميزه الدفاعي بدأ يتأقلم على خانته الجديدة ويقوم بادوار هجومية بارزة، ولم يهتم المدرب الفرنسي كثيراً بالأصوات المنادية بعودة اللاعب إلى خط الوسط المكان الذي يجد فيه نفسه ويبدع فيه ويرى أن ابوعاقلة هو العقار الناجع لصداع الطرف الأيمن.
نزار يطيح بنيلسون يبدو أن البطء الذي يعاني منه معظم لاعبي وسط الهلال، قد أنعكس سلباً على الغاني نيلسون لازغيلا الذي أصبح خارج التشكيل الأساسي للفريق، وبعد خروجه بديلاً في ودية قورماهيا الكيني التي جرت في الحادي والعشرين من يناير الماضي لم يعتمد كافالي على نيلسون وفضل عليه نزار حامد الذي يشبهه في البطء، إلا أن أدواره الهجومية الكبيرة ومهاراته العالية جعلته خياراً أولاً في الوسط وأبعدت نيلسون صاحب التكوين القوي إلى دكة البدلاء.
الشغيل متراجع وثابت لم تشهد تركيبة الوسط المدافع أي تغيير في اللاعبين، من واقع إن اللاعب الوحيد الذي تم التعاقد معه في التسجيلات الصيفية (ابوعاقلة)، استعان به كافالي في الطرف الأيمن الشئ الذي جعل نصر الدين الشغيل، يحافظ على مركزه كأساسي برغم من تراجع مستواه المعروف إلا إن المدرب واثق من عودة اللاعب إلى مستواه الذي قدمه في الموسمين الماضيين، خاصة وإن الشغيل واحداً من العناصر الخبرة التي تمثل مركز الثقل في الفريق.
بشة أفضلهم يعتبر اللاعب محمد أحمد بشة، أفضل لاعبي الفريق في المباريات الثلاث التي اداها بالدوري الممتاز، وأفضل لاعبي الوسط بكل تأكيد، بعد أن قدم مردوداً كبيراً على مستوى الدفاع والهجوم وامتلاكه للحلول الفردية وظهر ذلك جلياً في مباراة مريخ نيالاً الأخيرة التي سجل فيها هدفي الفوز، وبدأ بشة يستعيد مستواه المألوف بعد أن حرره كافالي من خانة الوسط المدافع وأعاده إلى مكانه القديم ليلعب دور المهاجم الخفي.
الجزولي ينال الثقة التصفيق الداوي والاستقبال الحار الذي وجده المهاجم صلاح الجزولي من الجماهير لحظة خروجه مستبدلاً في مباراة مريخ نيالاً لم يأت من فراغ بل حمل عدة مدلولات على رأسها منح اللاعب الدافع المعنوي حتى يتخلص من الضغط الذي يعاني منه، وجعله يفشل في هز الشباك من أسهل الفرص بجانب تقدير لمجهوده الكبير في المباراة وقد نال الجزولي ثقة كافالي الذي يعتبره الخيار الأول في خانة المهاجم الصريح.
الشعلة وولاء الدين يشعلان المنافسة غياب المهاجم الشاب محمد عبدالرحمن عن المشهد بعامل الاصابة، منح الثنائي وليد الشعلة وولاء الدين موسى يعقوب فرصة المشاركة مع الفريق في المباريات كبدلاء، وشارك الشعلة كاساسي في مباراتي هلال كادوقلي التي سجل فيها هدفاً وفي مباراة هلال الأبيض فيما لعب ولاء الدين كاساسي في مباراة هلال كادوقلي وبديل في الابيض وغاب عن مباراة مريخ نيالاً بالاصابة ولكن وجوده بجانب الشعلة سيشعل المقدمة الهجومية التي تحتاج لمهاجم يوقد شعلة النشاط ويجعل الهجوم يحرق شباك المنافسين.
كاريكا يبحث عن رفيق محافظة مدثر كاريكا على مكانه في التشكيل الأساسي ليس مجاملة من الجهاز الفني أو لعدم وجود منافسة من زملائه في خط المقدمة ولكن من واقع أنه المهاجم الأول بالفريق والأفضل على مستوى السودان وخير دليل على ذلك إحتلاله المركز التاسع في قائمة افضل لاعب أفريقي لعام 2015، وبرغم صيامه عن التسجيل ولكن الدور الذي يقوم به كاريكا في الملعب عظيم وكبير ويمثل مركز القوة والخطورة في الكتيبة الزرقاء التي يراهن عليها كافالي هذا الموسم.
5 لاعبين جدد في التشكيل شهد تشكيل الهلال لهذا الموسم ظهور 5 لاعبين من الست الذين انضموا للفريق في التسجيلات الأخيرة، بقيادة الغاني ابيكو، عمار الدمازين، ابوعاقلة عبدالله، ولاء الدين موسى يعقوب والعاجي شيخ موكورو، واذا كان ولاء الدين لم يضمن مكانه اساسيا حتى اللحظة فان الأربعة الباقين شاركوا كاساسيين في المباريات الثلاث.
ايشيا بديل دائم لم يكن الغاني نيلسون هو أكبر الخاسرين من ودية قورماهيا الكيني فقد خسر مواطنه كينيدي ايشيا مكانه كأساسي ايضاً وأصبح يشارك كبديل دائم بعد أن ظهر في المباريات الثلاث بالممتاز في الشوط الثاني ويرجع له الفضل في الفوز الذي حققه الفريق على هلال كادوقلي بعد أن سجل الهدف الأول قبل أن يردفه وليد الشعلة بالهدف الثاني.
الشباب في الانتظار يبقى وليد علاء الدين وأطهر الطاهر هما اللاعبان الوحيدان من الشباب اللذان ظهرا مع الفريق في المباريات الثلاث التي أداها في الممتاز، وإذا كان التونسي نبيل الكوكي قد استعمل سلاح الشباب في المباريات ومنحهم الثقة فأن كافالي اختار القتال بسلاح الكبار ورفض المغامرة بالشباب الذين ينتظرون دورهم من أجل مساعدة الفريق.
موكورو إقناع بالمهارة لم يقدم العاجي شيخ موكورو المستوى المتوقع منه حتى الآن، برغم من مهاراته العالية التي اقنع بها الناس وجعل الجهاز الفني يعتمد عليه كأساسي في جميع المباريات، وينتظر منه أن يقدم الأفضل ويفيد الفريق بعد انسجامه وتفاهمه مع زملائه خاصة وأن موكورو لاعب الوسط الوحيد الذي يجيد اللعب بالرجل الشمال، بعد اللاعب الشاب صهيب الثعلب الذي لم يظهر مع الفريق في المباريات السابقة لعامل الإصابة.
