* يدخل فريق الهلال رسمياً، عهد المدرب المصري طارق العشري الذي خلف الفرنسي جون ميشيل كافالي، ومن حسن حظ العشري أنه وجد الفريق في وضع نفسي جيد ومنتصر ومتصدر، بأداء مش ولا بد أمام الرابطة كوستي، وكان العشري شاهد عيان على الأداء ومستويات اللاعبين، برغم من أن الحضري يملك معلومات كثيرة عن الهلال والهلال كفريق معروف لكل المدربين الذين يعملون في محيط الكرة العربية والأفريقية. * مستوى الهلال في الشوط الأول من مباراة الرابطة كوستي أمس الأول كان جميلاً ومقنعاً ويكفي أن الفريق كسب هذا الشوط نتيجة وأداءً ولكن في الشوط الثاني اختلف الأداء وهذا أمر متوقع في ظل مشاركة لاعبين بعيدين عن اللاعبين مثل الغاني نيلسون واطهر الطاهر، بجانب المردود الضعيف لعبد اللطيف بوي، عطفاً على الإرهاق الذي كان واضحاً في حركة كاريكا ولا ننسى غياب بشة والشغيل وهما من العمدة الأساسية في الفريق. * متابعة العشري للمباراة من دكة البدلاء واكتفاءه بدور المراقب دون أن يتدخل بالمشورة أو إبداء الملاحظة يؤكد أن هذا المدرب يريد أن يركز على الأداء العام حتى يخرج بالانطباع الذي يجعله يعالج بعض الأخطاء التكتيكية التي ظهرت في الأداء خاصة غياب الربط بين خطوط اللعب الثلاثة، وغياب التمويل لخط الهجوم لأن موكورو كان يحتاج للاعب آخر يتحرك من الجهة اليمنى حتى يكون هناك شكل ومنهج واضح الأداء واعتقد أن العشري قد وقف على هذا الناحية حتى يعالجها بالطريق المثلي، ومن حسن حظه أيضاً هناك أسبوع تمام قبل مواجهة مريخ كوستي في الأسبوع الثامن من الممتاز. * مشاركة أطهر ونيلسون في المباراة ليس بالأمر المفاجئي لأن غياب بشة والشغيل فرضهما على مبارك سليمان وهيثم مصطفى ولكن شخصياً كنت أتمنى رؤية الغاني ايشيا في الشوط الثاني بعد خروج أطهر الطاهر، لأن ايشيا كان بإمكانه أن يعيد الحركة للجهة اليمنى ويجعل شكل الفريق أفضل من الناحية الهجومية بعد أن بدأ فريق الرابطة يتحرر، بدعم مباشر وحركة متواصلة من كرنقو من الجهة اليسرى، وبكل تأكيد فإن العشري سيبدأ من حيث انتهى كافالي ولا نملك إلا أن ندعو له بالتوفيق. * وبعيداً عن فوز الهلال المتوقع على الرابطة وتدشين العشري لمشواره مع الفريق ابتداءً من اليوم، فإن الانتصار الذي حققه صغار السودان بالعاصمة القطري الدوحة وتتويجه بكأس ج، يؤكد أن السودان بخير في وجود هذا الجيل الذي أبكى الجميع ليس لأنه حقق البطولة على حساب فريق حذر القمر ولكن بالإحساس العالي الذي أدوا به هؤلاء الصغار المباراة ودموعهم التي التي لم تتوقف بعد اهتزاز شباكهم مرتين وعودتهم من بعيد بتعادل يؤكد عبقرية هذا الجيل الذي لا أعرف من أين حصل على هذه التربية الوطنية التي جعلته يبكي بهذه الدموع الغالية من أجل السودان. * من حقنا كسودانيين الافتخار بمنتحب مدرسة محمد عبدالله موسى الذي أبدع وسجل هدفاً في شباك الوطنية قبل أن يتوج بكأس البطولة، والتهنئة نسوقها إلى أسرة المدرسة التي شبعت هؤلاء الصغار بالوطنية، وجعلتهم يؤكدون للكبار الذين أدمنوا الانكسار أن لا مستحيل في كرة القدم إذا كان هناك أحساس الوطنية وإصرار وعزيمة وهدف تكاتف الجميع من أجل تحقيقه. * كل من تابع مجريات المباراة خاصة في لحظة الحاسمة خرج بانطباع واحد أن الكرة السودانية ما زالت بخير وأن السودان به جيل قادم قادر على التغيير، واعتقد أن هؤلاء الصغار يستحقون تكريم خاص ليس لأنهم أحرزوا الكأس، بل أضاءوا شموعاً في حب الوطن وقالوا لنا جميعاً إن الوطنية إحساس قبل أن تكون إعلام ترفرف أو أبيات شعر تنثر، بل انتماء وتعبير صادق.. والسلام.